صفية اكطاي السباعي هناك أناس في هذه الحياة تظنونهم يكذبون. لكنهم فقط يتخيلون ويعبرون من خلال صور جميلة عن مواقف لتجاوز القبح المترسخ في بعض الناس، والمبدعون عموما يستهويهم الجميل في كل شيء، وحتى إذا لم يكن كذلك نفخوا فيه من أرواحكم الطيبة، هم يحبون الجمال في كل شيء وإذا غاب تخيلوه وابدعوه،ويودون الحفاظ على الأمانة في العلاقات وجبر خاطر من يحبونهم ويغرقونه من ساعة الكون الإلهي وإبداع الإنسان الذي لا حدود جغرافية له: الأهل والأحباب ساعة في الدنيا والأصدقاء والمجهولون... الكذب للربح أو الخديعة أو الاحتيال محرم، وديننا لا يقبله ولا يسمح إلا الاعتذار ،ويجيز (الكذبة البيضاء) التي لا تضر أحدا، لا تبتز أحدا ولا تظلم أحدا، إنما تجبر بخاطر عزيز أو عزيزة لدرء ما يكسر خاطره في لحظة بقول أو عتاب عنيف تجاه الأصول أحيانا... ولهذا هناك في الكلام الأدبي ما يسمى المجاز، والحقيقة مكانها معامل ومختبرات البحث العلمي. وهذه الحقيقة تكون أحيانا خارجها مرة ومدمرة خصوصا لمن لا عوض لنا عنهم... كما الأصول والأصدقاء وعابري السبيل والضعفاء والصغار في طور النمو... في حين أن "المجاز" جميل وليس كذبا ..فالشعر فن يطرب ويجبر الخواطر هذا (أي الشعر والنثر حين يزينهما الكذب) بمعنى الخيال، كما لو قلنا لطفل فرح بقصبة يركبها (مبروك الحصان)، أو الأخ لأخته مهمومة تبكي (أختي إن الصياح معدود للمعزة ،أما أنت فغزالة تعدو في الفيافي لتضيئها، أنت قمر هذا المكان الأسود المقيت!!). فما أروع الخيال عندما يبدع صورا مشرقة جميلة ومهدئة .
**صفية اكطاي السباعي أديبة وكاتبة
