الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

البدالي: هروب حكومة اخنوش إلى الأمام ليست شجاعة بل هو هروب من المواجهة !

البدالي: هروب حكومة اخنوش إلى الأمام ليست شجاعة بل هو هروب من المواجهة ! عزيز أخنوش رئيس الحكومة وصافي الدين البدالي
في سياق ما يعرفه المغرب من احتقان جراء غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار المتصاعد في ظل صمت مريب للحكومة، بل وارتكانها إلى تبرير فشلها في مواجهة الأزمة بوجود أسباب خارجية وتداعيات كورونا والجفاف وحرب أوكرانيا.
"أنفاس بريس" استطلعت آراء جامعيين وسياسيين حول الملف. ونعرض في ما يلي قراءة البدالي صافي الدين، قيادي من حزب الطليعة:
 
يلجأ البعض أحياناً الى الهروب إلى الأمام وذلك حينما يجد نفسه في وضعية ضعف أمام واقع عنيد. وهو موقف لا يحدث عادة في الظروف العادية؛ وإنما يحدث في الظروف الصعبة أوالظروف الاستثنائية، وقد يحدث في الكثير من الأحيان بسبب الهزيمة وقلة المعرفة أو الحيلة بالنسبة للأشخاص الذين هم مصابون بالأنا المفرطة، الشيء الذي يجعلهم غير قادرين على التراجع إلى الخلف بدل الهروب إلى الأمام حتى وإن كانت تكلفته خطيرة.
إن مناسبة هذا القول هو سعي حكومة أخنوش الهروب إلى الأمام حينما ضاقت بها الأرض بفعل مطالب الشعب المغربي التي تتمحور حول مواجهة ارتفاع الأسعار التي أصبحت لهيباً يحرق القدرة الشرائية لدى الجماهير الشعبية ومطالب من أجل التصدي لمظاهر الفساد و الرشوة واقتصاد الريع وهي مظاهر ساهمت بشكل مباشر في تخلف البلاد والحيلولة دون تحقيق أية تنمية تذكر .وحينما تجاهلت الحكومة ارتفاع أسعار المحروقات نزولا عند رغبة لوبيات هذه المادة الاستراتيجية وبررت هروبها إلى الأمام بالحرب الروسية الأوكرانية تارة و بتكلفة أثمان المحروقات في السوق العالمية تارة اخرى حتى لا تتحمل مسؤولية استمرار إغلاق مصفاة سامير ومسؤولية التحكم في مراقبة أسعار المحروقات والحد من المضاربات والاغتناء غير المشروع على حساب القدرة الشرائية للمواطنين و المواطنات . لقد وجدت الحكومة ضالتها في الهروب إلى الأمام لتبرير ضعفها في تدبير شؤون البلاد وذلك بجعل السماء هي الأخرى مسؤولة عن الوضع لأنها لم تمطر، متناسية فشل المخطط الأخضر الذي لم يستطع توفير مخزون معقول من الحبوب ومن المياه رغم الأموال الخيالية التي صرفت على هذا البرنامج الذي لم يزد الفقير إلا فقرا والإقطاعيين الجدد إلا اغتناء والفرشة المائية إلا نزيفا والسدود إلا جفافا. و رغم ذلك تريد الحكومة من الشعب أن يتحمل وهي لا تريد ان تتحمل، وتعمل على الحد من هدر المال العام والحد من المصاريف غير المعقلنة لمالية الدولة ولا الحد من مصاريف الوزراء و من تعويضات وهمية وخيالية و تنقلات غير مبررة و محاربة ظاهرة الموظفين الأشباح، والكشف عن الصناديق السوداء، والبحث عن موارد مالية من أجل تطعيم صندوق المقاصة بالنسبة للمحروقات و المواد الأساسية كالحبوب، بدل دعم أصحاب المأذونيات (الكريمات) وهي عملية غير ديمقراطية وغير شرعية لأنها لا تفيد الشعب في شيء.
إن هروب حكومة أخنوش الى الأمام ليست شجاعة بل هو ضعف واستسلام لواقع عنيد يتطلب الحنكة والكفاءة والمواجهة، لأن خسارة الهروب أخطر من المواجهة لحل المشاكل.