.gif)
مصطفى ملكو اتّقوا الله في أنفسكم وفي المسلمين، بالكفّ عن تزيين سوءات الحاكمين، كي لا يسري عليكم قوله تعالى" كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون".
اعلموا، حفظكم الله، بأن لا رهبانيّة في الإسلام، وأنّ ما يميّز ديننا الحنيف عن كلّ الدّيانات التوحيدية، هو كونه يتوجّه إلى النّاس، كلّ النّاس، حتّى ينصرف كلّ واحد منّا إلى إعراب ذاته والتمعّن فيها لسبر أغوارها Une religion d’introspection، لتشذيب "النفس الأمّارة بالسّوء" وتقويّة "النّفس اللوّامة".
إنّكم بإصراركم على تقزيم الرسالة الوجودية الخالدة للإسلام "...وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم"، و"عليكم أنفسكم، لا يضرّكم من ضلّ إن اهتديتم وإلى مرجعكم جميعا "، قد اختزلتم الإسلام في الشعائر والطقوس والطّرقية Une religion extravertie، جاعلين منه دين ريّاء وتفاخر ومزايدات، حتّى نزلت الآية " يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُونُواْ خَيْرًا مِّنْهُمْ...".
أمْ هو الغُلف الذي طبع على قلوبكم، وبئس المصير؟
