الخميس 25 إبريل 2024
فن وثقافة

عزيزاتي الفنّانات.. أعزّائي الفنانون شمّعوا المعاهد الفنية وافتحوا القنوات والمطابخ!!

عزيزاتي الفنّانات.. أعزّائي الفنانون  شمّعوا المعاهد الفنية وافتحوا القنوات والمطابخ!!
ليست هناك عدالة في هذا الزمن "المتوحش".. عزيزي الممثل افتح قناة على "اليوتوب" أو حساباً على "التيكتوك" أو انشر صورك على حبل غسيل "الأنستغرام".. عزيزتي الفنانة بدل أن تقدمي النصائح والدروس والوصفات العلمية في المهن الفنية، أنصحك بفتح عدسة الكاميرا وأنتِ تشقّين صدر دجاجة و"تتبّلينها" بالبهارات والصّوص وتضعينها في الفرن، أو ابرمي ثعابين الماكرونة على الطريقة الإيطالية ورشّي فوقها شرائح الجبن الفرنسي وعجين الطماطم وأضيفي فوقها طبقات من البيشاميل.. 

تلك هي أسهل الطرق للوصول إلى الشهرة لسرقة أدوار البطولة واغتصابها.. الأدوار في المغرب "،تُغْتصب" بقوة التفاهة ولا "تُمنح" بقوة الموهبة أو الأداء. 
من اليوم فصاعدا شمّعوا أبواب المسارح البلدية أو معاهد التمثيل، شركات الإنتاج تنتقي الممثلات الممثلون من أوكار "الأنستاغرام" وعلب "التيك توك" ومسارح "المطابخ".
عزيزتي الفنانة.. عزيزي الفنان: كن مؤثّراّ ليوثروا عليك بالعروض وتفتح لك شركات تنفيذ الإنتاج خزائن التلفزيون. تلك الشهادة بُلْ على وجهها واحرقها أو استعملها كورقة كلينيكس، فمن يمنحك أوكسجين الفنّ "زوائد دودية" و"طفيليات" و"فطريات" انتشرت في حوافّ التلفزيون. 

كوني "مؤثرة" أو كنْ" مؤثّراً، تعطن من فمك روائح التفاهة، وتتابعك قوافل "الذباب"، وينبح خلفك الملايين من "العاوين".. كي تضع/تضعي قدماً على عتبة النجاح. انظروا إلى من يحتلون الشاشة.. "المؤثرون" بسحرهم الأسود الذي ينفثونه في العيون!! لا يضمنون دوراً صغيراً أو شرفيّاً فقط، بل "بطولة" مطلقة، لأنّ "الذّوق الفني" يقاس بملعقة "الفايسبوك" وشوكة "الأنستغرام".. من يحكم على الأعمال التلفزيونية تعليق "نافر" أو بصمة أصبع "زرقاء" مدجّنة أو قلب "أحمر" مصبوغ بطلاء "النّفاق"!!.

محكمة "الفن" ليست هي صفحات الجرائد والمجلات أو الملاحق الفنية، بل مستنقعات الفايسبوك التي تسيّدتها "نقاقيق" الضفادع. فإذا شاهدتم بطلاً في "كبسولة" أو "سيتكوم"، فاعلموا أن طعم صنّارته ابتلعته "حيتان " شركات تنفيذ الإنتاج الكبرى بأفواهها الشّرهة، لغاية تبرر الوسيلة، والغاية هي أن "الصياد" سيتحول إلى "الفريسة" و"الطّعم" لابتلاع "الجيمات" و"المشاهدات". لذا لم تعد مسألة الترويج للأعمال التلفزيونية صعبة أو شاقة، بل باعتماد تقنيات "البارطاج" و"التغريدات" و"التدوينات" و"تقاسم" المقاطع الترويجية لهاته الأعمال على منصات التواصل الاجتماعي، وهي تقنيات "سحرية" في التواصل والتسويق لا تكلف منفذي الإنتاج "فلسا" واحدا!!.
 
فكل هذه الأسماء المؤثرة "افتراضياً" على مواقع التواصل الاجتماعي تجرّ "جيشاً" من المتابعين والمعجبين "المنوَّمين تحت تأثير "مخدر" لذيذ وقوي الفاعلية، وهو شبيه لما حدث في قصة مزمار هاملن السحري الذي استطاع لحنه الغريب التأثير في الفئران التي احتلت إحدى القرى الألمانية، واقتفت آثار العازف على المزمار السحري الذي قادها إلى حتفها في عرض البحر.

من يحاكمك عزيزتي الفنانة وعزيزي الفنان هو مجرّد "إيموجي" سخيف، هو من يمنحك الوجود في التلفزيون أو السينما. لذا أنا أتّفق مع "سامية أقريو"، ليس من حقّ المشاهدين أن يعصروا "الحامض" في عيون الفنانين والفنانات، ليغلقوا أعينهم.. فمن أنتم يا "أعداء النجاح"؟! وكم وزنكم أيها المشاهدون أمام المشاهدين الافتراضيين الذين يغرقون الإنتاجات الرمضانية بالبلايين من "الإيموجيات"!!
ــــــــــ
ملحوظة خارج النصّ: 
استقبل وزير التعليم شكيب  بنموسى نفراً من المؤثرات في مواقع التواصل الاجتماعي للاستماع إلى وجهات نظرهن ونقل مطالب الشعب لإصلاح منظومة التعليم. ووعد الوزير "الخبيرات التربويات" بالدراسة الفورية لمطالبهن واعتمادها كخارطة طريق لبناء مستقبل أفضل!!.