السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

مصطفى ملكو: عن استنزاف ثرواتنا السّمكية

مصطفى ملكو: عن استنزاف ثرواتنا السّمكية مصطفى ملكو

تربط المغرب والاتحاد الأوروبي اتفاقية صيد قابلة للتجديد..

 

1ــ مُدّة الاتفاق 4 سنوات قابلة للتجديد، يتِمُّ بموجِبه السماح للأسطول الأوروبي بالصيد في الميّاه الإقليميّة بأعالي البحار المغرب، وذلك مقابل سومة بـ 36 مليون يورو، ما يعادل 400 مليون درهم، يدفعها الإتحاد الأروبّي للمغرب.

 

2ــ ما لا يقلُّ عن 125 باخرة أوروبية من أسبان وبرتغال وفرنسيّين... تمخر عباب ميّاهنا الإقليميّة لتصطاد ما لا يقِلُّ عن 70 ألف طون من الأسماك من كلّ الأصناف  Toutes espèces confondues

 

3ــ إذا نحنُ قارّنا المبلغ الّذي يستخلصه المغرب (36 مليون يورو) مقابل غنيمة الصيد الثمين الّذي يتحصَّلُ عليه الاتحاد الأوروبي (70 ألف طون) نستنتج كأن المغرب يبيع سمكه بـ 0٫5 يورو للكيلو الواحد، أيّ ما يعادل 6 دراهم، في الوقت الّذي يشتري فيه المغربي أرخص سمك الّذي هو السّرْدين بـ 15 درهما للكيلو. هل هناك نهب أشدّ من هذا النهب الأروبي الأمبريالي الّذي لا يُعْلِن عن نفسه؟؟

 

كفى إهداراً لثرواتنا السمكيّة ببلاش مقابل وعود عرقوبيّة ودغدغة للعواطف من طرف أوروبا بأن المغرب شريك استراتيجي Partenaire associé و... لأن كلّ هذا هراء في هراء لأن المغرب في أعْيُن أوروبا ليس أكثر من سوق لاستهلاك المنتوجات الأوروبيّة المُصَنّعة وليس أكثر من خزّان للمواد الخام الأوّلية ومنها ثروتنا السمكيّة.

 

وفي الختام أقول إنّ بلدنا من مصلحتها أن لا تجدّد اتفاقا مجحفا يستنزف خيراتها السمكيّة، وإن إلغاء هذا الاتّفاق ستتضرّرُ منه أوروبا على وجه العموم وإسبانيا والبرتغال على وجه الخصوص!