الخميس 28 مارس 2024
سياسة

بنكيران.. من صنيعة البصري إلى ناسك شره في معبد الريع!

بنكيران.. من صنيعة البصري إلى ناسك شره في معبد الريع! عبد الإله بنكيران (يمينا) والراحل إدريس البصري

لا يفهم أكثر عبد الإله بنكيران غير بنكيران نفسه. فالرجل الذي قدم تنازلات منذ حقبة «إدريس البصري» إلى اليوم كي يكتبوا في سجلّ التاريخ بأن «عبديلاه» كان رئيسا للحكومة «بحال الضحك»!! هذا التاريخ الذي ينظر إليه بنكيران بفخر واعتزاز، ينظر إليه الملايين من المغاربة بعيون اللعنة والاشمئزاز والاحتقار، فهم لأول مرة يرون زعيما «يعبد» السلطة والمال والجاه إلى حد القرف والارتماء في حضن السلطة وخذلان الأصوات الذين رفعوه إلى رئاسة الحكومة.

 

هذا «الشّره» إلى السلطة هو الذي جعل عبد الإله بنكيران لا يتقبل خبر إعفائه، واعتبر «احتلال» سعد الدين العثماني لكرسي رئاسة الحكومة، وكذا منصب الأمانة العامة للبيجيدي «سرقة موصوفة»! لذا بنكيران في قرارة نفسه مازال يتخيل أنه هو الزعيم الأول في الحزب، ومازال يظن أنه أنقذ المغرب من الإفلاس في ولايته الحكومية بـ "إفلاس" جيوب دافعي الضرائب.

 

بعد طرده من الحكومة وعودته من «العمرة»، كل صباح حين يستيقظ بنكيران من النوم وينظر إلى «المرآة» لا يشاهد بنكيران بـ "بينوار النعاس" بل بصولجان رئيس الحكومة.. يحلق لحيته، ويرتدي بدلة أنيقة، ويعتمر قبعة «شيشانية»، وينادي على سائقه الخاص ليضبط معه مواعيد اليوم، ويتفقّد حرسه الخاص قبل مغادرة فيلا «نبيلة» بحي الليمون، كي يذهب إلى سوق الأحد «يجيب دويرة» صغيرة!!

 

وفي المساء بعد استراحة «العصرونية» يجمع بنكيران أتباعه في «حلقية» بصالونه، يوزع على ضيوفه «صحافيين، صحابة، تابعين، تابعي التابعين، ذبابا إلكترونيا...» الفقّاس وكعب غزال، يجلس في مواجهة الكاميرا للثرثرة... واراك للفراجة.. يقفز من موضوع إلى موضوع بدون روابط، ويقذف خصومه وحلفاءه، ليختم ثلاث ساعات أو أكثر من الكلام الفارغ حتى يرتخي جفناه ويدب النعاس في عينيه.

 

بنكيران بعد ضمان المعاش الاستثنائي، وضمان سيارة «مخزنية» وسائق خاص وحرس يرابطون أمام باب فيلا زوجته، كان يحتاج إلى آذان يتقيأ فيها «الأحماض» التي تخرج من جوفه. لذا حوّل صالون بيته إلى مقر «دائم» يستقبل فيه «البنكيرانيين» و«البنكيرانيّات». وحتى يكتمل المشهد ويتخذ طابعا «رسميا»، كان لابد من يجهزه بأكسسوارات عناصر الأمن لحمايته.

 

حمايته ممّاذا؟ وممّن؟

 

هذا هو السؤال الذي حيّر 40 مليون مغربي.. وحيّر جامعة الدول العربية، وحيّر منظمة الأمن الدولي، وحيّر «السي آي إي»، وحيّر «الموساد»، وحيّر "الكا جي بي".

 

وحده بنكيران من يملك الجواب الشّافي!!

 

شخصية بنكيران شخصية عنيدة و«بسيكوباتية»، ولا يريد أن يصدق بأنّ «ساعتو سالات»، وهو من علينا أن نخشاه ولا نتمنّى حتى رؤية وجهه، لا أن يخشانا ولا يتحدث إلينا إلا من وراء «الكاميرا». الشعب «باغي منّو التّيقار».. هذا ما ينبغي أن يستوعبه بنكيران، و«عفا لله عمّا سلف»، و«الموسامحة»، ومبروك عليك المعاش «المدني» والمعاش «الاستثنائي»، وكلّ ما هرفت عليه، وإذا كان هذا لا يكفي نحن مستعدون للتبرع بمعاشاتنا ونديرو الصينية إذا اقتضى الأمر، المهم هو أن تعطينا "شبرا من التيساع"!!

 

تشبّثُ بنكيران بحراس الأمن ليس له أي معنى آخر سوى أنه مازال يكذّب نفسه بأنه أعفي من جميع مهامه الحكومية، والسيارة «المخزنية» أيضا التي يمتطيها هي «ريع» يشبه «ريع» المعاش الذي «تصدّق» به الملك عليه، ويشبه «الريع» الأمني الذي لم يسبق لرئيس حكومة سابق أن تمتع به، إلاّ بنكيران الذي لا يخاف إلا من ظلّه بعد أن أسكت «غرغرة» بطنه برابيل سمين، ومعاش يساوي سبعة ملايين اقتطعت من جيوب الموظفين!!

 

هذا هو بنكيران ينام مرعوبا ويستيقظ مرعوبا… فأين «عبديلاه» من عمر بن الخطاب الذي كان يضرب به المثل على عدله بهذا القول المأثور: "حكمت فعدلت فأمنت فنمت"...

 

فلماذا تنام يا «عبديلاه» ولا تنام عيون حراس الأمن أمام بوابة فيلا زوجتك؟

 

كما ناورت وتحايلت وتباكيت كي يفرشوا لك «الملايين» للتمرّغ فيها، أوهمت الدولة بأن حياتك تحت التهديد، واستطعت أن تنجح في «عسكرة» إقامتك بالحرّاس تدفع لهم أجورهم من أموال الشعب، هي الأموال نفسها التي بخلت بها على صندوق المقاصة وصندوق التقاعد، و«تُكْرِم» بها نفسك وعشيرتك. فهل سيستمر عبث هذا «الريع الأمني» إلى أن يقضي لله أمرا كان مفعولا أم هي مرحلة مؤقتة حتى يتصالح بنكيران مع نفسه ويقول «الرجوع لله»؟!

 

فإلى متى يظل يدفع المغاربة «نزوات» بنكيران؟ ومن يكون بنكيران الذي أصبح بيته يشبه «كوميسارية» أو «مفوضية أمن»؟!

 

رحم لله إدريس البصري الذي يذكر له التاريخ أنه أفضل من «روّض» بنكيران في حلبة السياسة، ومَنْ كان يمسك بلجامه.. البصري الذي غاب ودفن معه في قبره للأسف «لجام» بنكيران!!!