الثلاثاء 16 إبريل 2024
جالية

"أنس بنيشو" طالب مغربي بأوكرانيا يحكي تفاصيل الهروب من رعب الغزو الروسي

"أنس بنيشو" طالب مغربي بأوكرانيا يحكي تفاصيل الهروب من رعب الغزو الروسي أنس بنيشو
عاشت الأسر التي يتواجد أحد أبنائها في أوكرانيا من أجل الدراسة، أياما عصيبة خوفا على فلذات أكبادهم من تداعيات الحرب المفترضة التي هددت روسيا بشنها على أوكرانيا، وزاد الأمر صعوبة ما تمت إشاعته بخصوص إغلاق الحدود.
ومن أجل كشف حقيقة ما يعيشه الطلبة، بعيدا عن التجييش الإعلامي، كان لـ"أنفاس بريس" حديث مع "أنس بنيشو"، أحد الطلبة المغاربة الذين قادهم مشوارهم الدراسي إلى أوكرانيا من أجل استكمال دراستهم، والحصول على شهادة عليا تؤهلهم للعمل في المغرب، بعيدا عن شبح البطالة الذي صار يؤرق الشباب والأسر المغربية.
غادر "أنس بنيشو "، المغرب منذ خمس سنوات من أجل دراسة الطب البيطري، حيث كان يتابع دراسته بشكل عادي، إلى حين تم الإعلان عن الحرب ضد أوكرانيا، الشيء الذي خلف رعبا في أوساط عائلته، خصوصا والدته التي أصرت على عودته إلى حضنها بأي ثمن، مخافة تنفيد روسيا لتهديدها، هذا بالرغم من تطمين "أنس" لها بكون الأوضاع حيث يعيش مستقرة، ولا بوادر تلوح في الأفق بخصوص الحرب، خصوصا وأنه بدأ "السطاج" في مستشفى كبير بالمدينة التي يقطن فيها مما أتاح له فرصة كبيرة للتعلم بجدية، الشيء الذي قد يتعب في الحصول عليه حين عودته للمغرب.
يقول أنس: "كنا نعيش في سلام يومي بالرغم من التحركات التي يعلن عليها الجيش الروسي لمواجهة أوكرانيا عبر شن الحرب عليهم..إلا أن الأصداء المبالغ فيها أحيانا من طرف الإعلام الدولي عموما، عجلت برحيلنا بسبب الرعب الذي صارت تعيشه عائلتنا في المغرب..".
بدا "أنس" هادئا وهو يتحدث، خصوصا وأن الأوضاع في "خوركوف" حيث كان يعيش عادية جدا.
وفي سؤال حول الحالة النفسية التي يعيشها الأوكرانيون عموما، والطلبة المغاربة بالخصوص قال "أنس": "حين كنا نسمع عبر وسائل الإعلام بأن الجيش الروسي يرابط في الحدود لم نهول من الأمر، وكنا نعيش بشكل عادي، وفي سلام، ونفس الأمر يعيشه المواطنون الأوكرانيون، خصوصا وأن كل المرافق هناك تشتغل مثل العادة، بلا أكثر من هذا مرت الاحتفالات برأس السنة الجارية في ظروف جد عادية...إلى حين دخلت القنصليات على الخط، وصارت تنبه الطلبة التابعين لها باتخاذ بعض الاحتياطات، ووضع أرقام هاتفية للاتصال بها..حينها ساد بعض الخوف في صفوف الطلبة، خصوصا الطلبة الجدد"، وازداد الأمر حدة بعد صدور إشاعة مفادها أنه سيتم إغلاق المطارات..".
وأردف "أنس" قائلا: " بعد صدور بلاغات القنصلية المغربية بأوكرانيا، أصر والديَّ على عودتي للمغرب، وحاولت أختى الكبرى إيجاد تذكرة من أجل عودتي في أقرب وقت ممكن، الا أن الأمر في البداية كان صعبا بعض الشيء، لم تكن التذاكر متوفرة، وهناك من أصدقائي من وجد تذكرة بأكثر من 1000 دولار، بعدها تدخلت الخطوط الملكية المغربية، وأعلنت عن رحلات استثنائية، مما خفف بعض الشيء من تخوف العائلات والطلبة معا".
" بالنسبة لي كان الأمر عادي، عدت فقط من أجل والدتي التي ظلت تتابع حصاد الإعلام في الموضوع، لدرجة فارق النوم عينيها، كانت أصداء إمكانية حدوث حرب يؤرقها، فصارت تهاتفني كثيرا وتحثني على العودة رغم عدم رغبتي في ذلك في بداية الأمر" .
وعن ظروف العودة للمغرب زاد "أنس" قائلا:" ظروف عودتنا كانت جيدة جدا، سيما وأن موظفي القنصلية المغربية كانوا حاضرين في المطار لحل أي مشكل قد يحدث لأحد الطلبة، وبالتالي مرت الرحلة التي كانت مباشرة بشكل جيد.
كان "أنس" محظوظا بكون رجوعه إلى المغرب جاءت في وقت حاجته إلى إجراء تكوين لمدة ستة أشهر، الأمر الذي حال دون حدوث مشكلة في دراسته، إلا أن وضع بعض زملائه كان سيئا، يقول:" سمعت من أحد الطلبة أنه تم اخبارهم بطردهم في حالة التغيب عن الدراسة خصوصا الطلبة الذين يدرسون الطب، والصيدلة، وفيما يتعلق بباقي الطلبة بكلية البيطرة السنة الرابعة مثلا، فقد تم رفض تدريسهم عن بعد في غياب قرار وزاري..فيما بعض الطلبة افطروا للتفاوض مع المكترين بخصوص المنازل التي يسكنون فيها من أجل تقليص ثمن الكراء إلى 50 في المائة، وحسب المكترين البعض تفهم الوضع وقبل، والبعض رفض بشكل قطعي".
وعن المشاكل التي اعترضت بعض الطلبة، وحالت دون عودتهم للمغرب، أوضح "أنس" أن الأمر يتعلق بالطلبة الذين اقتربت مواعيد امتحاناتهم، بعضهم بقي هناك لهذا السبب بالرغم من مخاوف حدوث الحرب، فيما اختاره البعض تغيير المدينة والاستقرار بمدينة على الحدود البولونية باعتبارها مدينة آمنة، هذا القرار اتخذه أيضا بعض المواطنين الأكرانيين".