فصل جديد دخله النقاش حول مهرجان "كناوة وموسيقى العالم"، الذي تحتضنه مدينة الصويرة منذ 20 سنة، بعد تصريحات مديرته نائلة التازي، التي تحتج بقوة على تأخير إدراج التراث الكناوي ضمن التراث الشفهي اللامادي بمنظمة اليونسكو.

فحسب تصريحات مديرة المهرجان، فإن التأخير يعود لتقصير وزارة الثقافة في تتمة الإجراءات اللازمة لحسم الملف الذي تقدمت به جمعية "يرمى كناوة"، الجمعية العضو في تنظيم المهرجان، منذ سنة 2014، وتتهم "نائلة التازي" الحكومة السابقة بقيادة العدالة والتنمية ووزير الثقافة في عهدها المنتمي لحزب التقدم والاشتراكية، والذي ورد اسمه في لائحة المغضوب عليهم من قبل الملك  فيما صار يعرف بالزلزال السياسي بالمغرب، ودخل ضمن الممنوعين من المهام الرسمية مستقبلا.

وفي سياق نفس المعطيات، فقد صرحت "نائلة التازي" أن البث في الملف لن يتم قبل 2018، مما تعتبره تماطلا وضربا لحقوق الفن والتراث الكناوي، وتأخيرا، وتبخيسا لما تم من إنجازه في هذا الشأن.

وعودة لمهرجان كناوة وموسيقى العالم، فيعتبر من أكبر المهرجانات التي تعرفها المدينة منذ تأسيسه وانطلاقته الأولى سنة 1998، والذي كانت تشرف عليه جمعية الصويرة موكادور والمجلس الجماعي في الدورات الأولى، لتتولى مؤسسة A 3  للتواصل مهمة التنظيم بعد ذلك، وهي المؤسسة التي تديرها مديرة المهرجان الحالية "نائلة التازي". كما أن انسحاب جمعية الصويرة موكادور نهائيا من تنظيم المهرجان في الدورة 19 يعد تحولا في مساره، وقد أثار في وقته جدلا كبيرا باعتبار أن جمعية الصويرة موكادور كانت تتبنى المهرجان، كما تتبنى باقي أكبر مهرجانات المدينة، وتعد أكبر جمعية بالمنطقة، وتتمتع بصفة المنفعة العامة، ورئيسها المؤسس هو مستشار الملك أندري أزولاي.

وبغض النظر عن مسؤولية التأخر في الاعتراف بالتراث الكناوي ضمن التراث الإنساني بمنظمة اليونسكو، فإن مهرجان كَناوة وموسيقى العالم حقق وقطع أشواطا كبيرة في مجال  تأهيل الفن الكناوي بالمغرب وخارجه. و أن هذا التأخير في مباشرة التقديم والدفاع على مشروعية  إدراجه ضمن التراث العالمي سيؤثر سلبا على كل ما تم إنجازه سلفا، وعلى جهود المنظمين السالفين والحاليين، كما يعد تنكرا لذاكرة "المعلمين" الذين رحلوا، ويرحلون تباعا.

فإلى أي حد ستستجيب وزارة الثقافة الحالية في حلتها الجديدة للمطلب والتعجيل به والدفاع عليه أمام منظمة اليونسكو، والتي تعرف أيضا تشكيلة جديدة بقيادة أودري أزولاي، المديرة الحالية، التي تختبر الملف والمهرجان والصويرة جيدا؟