الخميس 25 إبريل 2024
سياسة

لا جديد في الخريطة السياسية.. سلالة "ابن عرس" تواصل الامتداد والمناورة و"الأرانب" تواصل التّناسل والانبطاح!!

لا جديد في الخريطة السياسية.. سلالة "ابن عرس" تواصل الامتداد والمناورة و"الأرانب" تواصل التّناسل والانبطاح!! مع بداية العد العكسي للانتخابات التشريعية تكثر الأعراس وتخرج "بنات عرس" من جحورهن

ابن عرس حيوان لاحم، يمتاز بالمكر والخداع وشهيته المفتوحة للافتراس. مع بداية العد العكسي للانتخابات التشريعية تكثر الأعراس وتخرج "بنات عرس" من جحورهن لاصطياد الفئران والضفادع. بنية "ابن عرس" القصيرة وصغر حجمه ومخالبه الحادة هي أسلحته الفتّاكة للإيقاع بضحاياه. هناك فصيلة من ابن عرس تمتلك سلاحا سريا وهو رائحته الخبيثة لإرهاب أعدائه الأكبر منه حجما، لذا استطاع هذا الصياد الماكر تطوير أسلحته مع طبيعة البيئة التي يعيش فيها.. شراسة ورشاقة وخفة ومناورة والسرعة على الانقضاض.

 

ونحن في موسم انتخابات تزامن مع فصل الصيف، وإعطاء الحكومة الضوء الأخضر لفتح قاعات الأعراس والحفلات. ابن عرس سيكون هو المستفيد من هذا الانفراج. انتخابات بلا أعراس وولائم تشبه المآتم والجنائز. هي فرصة ليخرج ابن عرس بقوائمه القصيرة للعودة إلى نشاطه، لينثر رائحته الكريهة في الوسط ويبلل شفتيه بلعابه. هي فرصة أيضا للقبض على الفئران والضفادع التي تناسلت إلى حد لا يطاق!!

 

في العادة تستبدل معظم الأحزاب السياسية البرامج السياسية بالانتخابات، تقسّم "بنات عرس" المغرب إلى "محميات"، كل "محمية" يقيم بها ابن عرس خطابا جماهيريا شبيها بالعرس، لجذب الطرائد والفرائس. هناك طابع مشترك في جميع الأعراس الانتخابية، يكون كبير المرشحين هو "ابن عرس" الحقيقي، أمّا الباقي فهي "أرانب سباق"، لتقتنع أرانب "المحمية الانتخابية" أنّ ابن عرس جاء لحمايتهم والدفاع عن مصالحهم. هناك قاعدة مهمة في الحيوان "المفترس" لا يقتات إلا من رعبك، ويستغل نقاط ضعفك لتصبح نقاط قوته. غالبا ما تنظر "الفريسة" إلى "المفترس" بجبن، حتى إذا كانت تملك قوة بدنية وسرعة خارقة وقرونا حادة، نظرات "المفترس" الجائعة باستطاعتها إبطال جميع تلك الأسلحة. لذا قد يبدو لك ابن عرس مفترسا بفرو أرنب ورأس فأر، ولكن فريسته تراه بعين الضحية أخطر من الأسد!!

 

تتعدد فصائل ابن عرس، لكل فصيلة أسلوب صيد خاص، لا علاقة للأمر بالبرامج الانتخابية، بل بقوة التنويم المغناطيسي وتأثير الجاذبية. وتتنوع "دوائر" الصيد وتتغير حسب تبادل الأدوار، لا فرق بين الراشيدية وتمارة أو البير الجديد وكلتة زمور، "العرس" يظل هو الثابت، و"ابن عرس" هو المتغيّر"!!

 

وتبعا للأسماء المتداولة، لا تغيير في الخريطة السياسية و"المحميّات الانتخابية"، سلالة "ابن عرس" تواصل التمدّد والتمطّط، والضفادع والفئران والأرانب تواصل التنّاسل بغزارة!!