الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

لبيلتة : "الميركاتو السياسي" وتبديل "اَلْأَقْمِصَةْ" الحزبية دون محاسبة!!

لبيلتة : "الميركاتو السياسي" وتبديل "اَلْأَقْمِصَةْ" الحزبية دون محاسبة!! حميد لبيلتة

مواكبة لجريدة "أنفاس بريس" للمشهد الحزبي مع خروج أباطرة الانتخابات من جحورهم استعدادا لاستحقاقات 2021، طرحنا على مجموعة من الفعاليات سؤال الترحال السياسي كظاهرة مقلقة يشمئز منها المغاربة وتصدمهم كلما دقت ساعة التمرين الديمقراطي في علاقة بمؤسساتنا التمثيلية، الأغرب من ذلك أن سلوك الإنتقالات وتغيير الأقمصة والتنكر للحزب يقوم به أشخاص يعتبرون أنفسهم قياديين بأجهزة أحزابهم ومن المفروض فيهم تحصين المؤسسة الحزبية والإرتباط بها والعمل على توسيع قاعدتها بالتأطير والاستقطاب والتعبئة.في هذه الورقة نتقاسم مع القراء رأي الفاعل السياسي حميد لبيلتة.

تعتبر الإنتخابات ركنا من الأركان الأساسية للعملية الديمقراطية، على اعتبار أن الديمقراطية كوسيلة وهدف تتجه إلى تدبير مؤسسات الدولة الديمقراطية الحديثة من أجل تحقيق التنمية المجتمعية في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية..

لقد عرف تاريخ الإنتخابات في المغرب منذ سنة 1960، صراعا قويا بين معسكر الفساد ومعسكر البناء الديمقراطي. هذا الصراع عرف تراجعا ملحوظا منذ سنة 2002، في بشاعة تزوير الإرادة الشعبية كما كانت. غير أن إرادة التحكم في المسلسل الإنتخابي طغت عليه ممارسات جديدة غير ديمقراطية وفاسدة تجعل من الخريطة السياسية الوطنية في جبة متوافق على حبك تفاصيلها وتعدد شركائها.

إنتاريخ المسلسل الانتخابي بالمغرب شهد عدة منزلقات إدارية وحزبية ساهمت في إنتاج مؤسسات منتخبة متنازع حول شرعية نزاهتها وشفافية تدبيرها. بالرغم من وجود قوانين وإجراءات تدبيريه إدارية، والتي تعرف تطورا ملحوظا أثناء كل إستحقاق إنتخابي عبر هذا المسار إلى اليوم..

غير أن نظرة الوسط الانتخابي لهذه العملية يتسم بالسلبية بسبب تنامي لوبيات الإفساد و الإنحرافات، كتفشي الرشوة الانتخابية أو ما يعرف بتوزيع المال الحرام لدى بعض الفاعلين السياسيين في استغلال بشع لفقر و جهل العديد من أحزمة الناخبين. الشيء الذي يجعل هذه العملية مختلة قبل انطلاقها. مما يطرح مسألة القيم، ومستوى التكوين السياسي لدى بعض الهيئات الحزبية، وكذلك مدى تأثير السياسات اللاشعبية واللاديمقراطية على فئات واسعة من الشعب المغربي التي لم تعد ترى في هذه المحطة إلا فرصة للإرتزاق الإنتخابي وبالتالي تقديم الخيار الانتخابي الديمقراطي على أنه لعبة لذوي النفوذ والمصالح الشخصية. ومن نتائج هذا العبث والعمل على استمراريته من طرف الفاسدين، تسجيل ارتفاع نسبة العزوف السياسي الواعي وغير الواعي.

ونحن على أبواب الاستحقاقات المقبلة بدأت تلوح في الأفق جائحة التربصات للبحث عن الانتقاء في عملية الانتقالات الحزبية وتبديل "اَلْأَقْمِصَةْ" الحزبية فـ "اليميني" سيصبح "يساريا" و"اليساري" سيركب عربة "اليمين"، وقس على ما لا يقاس. وسيعود صاحب الصوت مفكر فيه يسلم عليه ويستقبل بالعناق وبدون كمامات، و تعج الدائرة الانتخابية بما طاب من الكرم بحلاله وحرامه..

كفى أيها اللقطاء السياسيين من حمقكم ودنسكم، واجمعوا حقائبكم الفاسدة وانصرفوا. فالوطن ضاق بمكركم ووبائكم...فمعاول هدمكم قادمة لا محالة في المستقبل لأن أن العملية الانتخابية هي فرصة للمحاسبة وتقييم السياسات والمشاريع الانتخابية والنخب السياسية، والتوجه إلى البدائل الممكنة للتنمية والتقدم وعكس الإرادة الشعبية الحقيقية. وتقديم نخب جديدة ومؤهلة لعملية تدبير الشأن المحلي والجهوي والوطني، وتعزيز التعبئة الجماهيرية لدعم المشاركة السياسية.

إن عملية الانتقال الديمقراطي السليم والنزيه ليست صخرة سيزيفية أو سيف ديمقليس على رقاب جماهيرنا الكادحة. بل هو حفل ومعانقة اللحظة الديمقراطية كوفاء لهذا الوطن. وفاء لشهدائه.ووفاء لكل المناضلين والمناضلات الذين واللواتي ضحوا من أجل كرامة وتحرير هذا الوطن.