الجمعة 26 إبريل 2024
سياسة

رشيد لزرق: بدعة الجمع بين الاشتراكية والتوريث لا تستقيم مع الاختيار الديمقراطي

رشيد لزرق: بدعة الجمع بين الاشتراكية والتوريث لا تستقيم مع الاختيار الديمقراطي رشيد لزرق، وإدريس لشكر
 ترشيحي تم بعد اقتراح من خيرة الأطر الاتحادية والكفاءات المحلية التي اقتنعت بي كي أكون مرشح الاتحاد الاشتراكي،  وحيث أني خريج المدرسة الاتحادية،  ورغبة مني في إعادة الاعتبار للفكرة السياسية الاتحادية وتجديد المشروع الاشتراكي.  غير أن المتحكم في مقر العرعار،  لا هم له غير تلبية نزواته بإظهار غريزة البقاء من خلال توريث الأبناء الفاشلين مع  تسويقهم ككفاءات مصطنعة. 
مما يوضح  بالملموس، حجم الانحطاط الأخلاقي ومستنقع الانحدار القيمي الذي يتمادى فيه طاغية مقر العرعار، عبر تقديم  نموذج تنظيمي بدائي يحيل على النموذج الكوري الشمالي أو الحزب الطائفي بالشام. ولعل بدعة الجمع بين الاشتراكية والتوريث لا تستقيم مع الاختيار الديمقراطي الذي كرسه دستور 2011.  
 بل إن تحويل حزب القوات الشعبية إلى حزب للعائلات اللاشعبية يدار من بيت إدريس لشكر في طريق زهير.  والذي فيه تحاك خطط طرد الكفاءات والتحول إلي  السرعة القصوى في تثبيت إلأبناء بعدما سبق إلي النضال من أجل ضمان استفادتهم من الريع الحزبي والامتيازات. 
 هذا الأمر الذي يوضح خطورة الخلل إلإيديولوجي الذي أصاب عقل القيادة الاتحادية.  فما يُفهم من نهج التحكم الإدريسي ليس هو مقولة العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة. إذ أن غايتهم ليست غير ضمان كل الحظوظ لأبنائهم، ونهج سياسية إلإقضاء والتخوين والتسفيه والتشريد ومختلف أشكال التشهير ضد الأفكار والطاقات الجديدة، الرافضة للانخراط في الأجندات العائلية. 
 لشكر ينطبق عليه المثل القائل: فاقد الشيء لا يعطيه.  فهو ليس بإمكانه تقديم وإعطاء أي لمحة وأي ااعتبار من الاتحاد لمفهوم الوطنية والكفاءة.  خصوصا بعد أن اجتهد الكاتب الأول وشركاؤه في الأجندات العائلية، في تلميع إلأبناء والاىنصهار ورعاية مصالحهم في دواوين بنعبد القادر والمالكي، ناهجا بذلك أسلوبا مفضوحا للتحكم في لعبة سياسوية مقيتة. فهكذا أصبحت منتهى غاية إدريس لشكر تتلخص في الدفع  بالأبناء الفاشلين نحو الصفوف الأمامية للحزب، وهذا ما يجعله غريقا في مستنقعه السياسي الذي يدور بين حلقاته المفرغة.
لقد خنق الديمقراطية الداخلية وطغى في مخططه لوأد صعود النخب الجديدة، وبالتالي يكرس خطيئة التوريث السياسي رافعا لواء حماية الفساد والزبونية ورعاية الخدمات الخاصة، وتحويل اتحاد القوات الشعبية إلي حزب العائلات اللاشعبية. 
 إنه النهج المرفوض للكاتب إلأول ومن يدور في فلكه، الذي يجسد تحديا نضاليا كبيرا لكل من يراهن اليوم على إحياء الاتحاد كفكرة وعودته كأأداة بيد الجماهير الشعبية، لتحقيق أهداف ومثل التحرر والاشتراكية والديمقراطية،  التي جعلها إدريس لشكر سرابا. 
 إن ما لا يدركونه هؤلقاء القاصرون فكريا، أن هذه ممارسات الشاذة للقيادة الاتحادية تعمق نزعة العزوف عن النضال من داخل المؤسسات لدى الٔحيال الصاعدة. لماذا؟ لأن أبناءهم الفاشلة يحتاجونإلي قرون رقمية لحيازة الذكاء اللازم والخبرة المطلوبة،  واستيعاب التحولات الكبيرة وسط صفوف القوات الشعبية. 
 وأنا أنصح هؤبلاء إلأبناء الذين ترعرعوا في سنوات الإستوزار واستفادوا من امتيازات إلآباء كما استفادوا من الريع الحكومي بما توفره من شبكات لزبونيه والمصلحية.  نعم أنا أنصحهم بمطالعة التاريخ الذي لا يتكرر مرتين إلا في شكل مهزلة تراجيدية.  وبما أنهم غير مدركين لمعنى الواقع،  بل هم يجهلون تطلعات القوات الشعبية، فإني أتحداهم في مناظرة معرفية لضبط المفاهيم ومساعدتهم على التحرر من ثقافة الأحقاد والخوف من المستقبل.