الأربعاء 24 إبريل 2024
مجتمع

بوبكري: فجيج أرض المغرب والأجداد والآباء بقوة التاريخ والجغرافيا

بوبكري: فجيج أرض المغرب والأجداد والآباء بقوة التاريخ والجغرافيا عبد الحفيظ بوبكري، و مشهد من احتجاجات فجيج، اليوم الخميس 18 مارس 2021

على هامش الحداد والاحتجاجات التي تعيشها واحة فجيج بسبب اغتصاب أراضي الفلاحين اتصلت جريدة "أنفاس بريس" بابن منطقة فجيج، الفاعل الجمعوي في أوروبا عبد الحفيظ بوبكري، المقيم بالديار الفرنسية والذي قال: "لقد كانت في السابق تربطنا علاقات اجتماعية وتواصلية طيبة وممتازة مع أشقائنا الجزائريين القاطنين في الحدود القريبة من فجيج".

وأضاف موضحا "بأن مدينة (بني ونيف) الجزائرية، كانت تعتبر قصرا من فجيج باعتبار أن هناك روابط الدم بيننا وبينهم تمتد إلى الأعمام والأخوال والأصهار، دون الحديث عن العلاقات الاجتماعية التي تمتد إلى مدن بشار، وعين الصفراء".

وبأسف شديد يؤكد الفاعل الجمعوي عبد الحفيظ بوبكري أن "كل شيء تغير اليوم بين عشية وضحاها، فالعلاقات الاجتماعية متوترة منذ أن تم إغلاق الطريق بالموازاة مع إغلاق الحدود بين الجزائر والمغرب" واستطرد قائلا:" كنا لا نقضي سوى دقائق لزيارة الأهل على بعد ثلاثة كمليمترات، أما اليوم فالأمر يتطلب قطع أكثر من 1000 كلم للقيام بصلة الرحم وزيارة العائلة".

وشدد نفس المتحدث على "أن الوضع اليوم مؤسف ومقلق جدا ومتوتر، لأن ما وقع بالعرجة نزل كالصاعقة على الفلاحين، وألحقت أضرارا مادية ومعنوية، لم نكن ننتظر ما وقع، لقد فوجئنا بالقرار الجزائري الذي كان أليما وعسيرا".

وفي سؤال لـ"أنفاس بريس"، أوضح عبد الحفيظ بوبكري؛ قائلا:"إن منطقة العرجة تابعة للمغرب، وهناك أدلة ووثائق تاريخية تؤكد على أن الأرض مغربية، ورثناها عن أجدادنا وآبائنا منذ عقود خلت قبل أن تكون الجزائر دولة وقبل دخول الاستعمار الفرنسي.."

وأرجع ما حدث من تحرشات جزائرية بفجيج إلى "الانتصارات الدبلوماسية التي يحققها المغرب تباعا، ونسجه للعلاقات الدولية والإفريقية ذات البعد الإستراتيجي، ونجاحات ملف الصحراء المغربية على جميع المستويات"، وأشار إلى أن عساكر الجزائر "يحقدون على المغرب لأنهم يستحضرون الأحداث التاريخية التي تشكل لهم عقدة..ويتناسوا ما قدم المغرب دولة وشعبا للأشقاء الجزائريين إبان الاستعمار الفرنسي من دعم من أجل نيل استقلالهم ".

وأضاف عبد الحفيظ بوبكري بأن:" كل ساكنة فجيج كانت مع المجاهدين والمقاومين الجزائريين واحتضنتهم مثل المجاهد الأمير عبد القادر الذي وجه رسالة شكرا لأعيان واحة فجيج فضلا عن الحظوة والمكانة التي يحظى بها المجاهد الشيخ بوعمامة ابن واحة فجيج، وتحديدا بقصر الحمام الفوقاني".

وتابع محدثنا قائلا:"السلطات المحلية لم تخبرنا بأي شيء بخصوص قرار إخلاء الأرض بالعرجة والمهلة التي منحتنا دورية الجيش الجزائري، واكتف الباشا بقوله أنه سيبلغنا عندما يتوصل بأي قرار".

وتساءل ضيف "أنفاس بريس":"كيف يعقل أنه لا علم لنا باتفاقية سنة 1972؟ إلى أن قيل لنا يجب عليكم إخلاء أرض أجدادنا"

وأكد بأن باشا فجيج "كان قد استقبل الفلاحين وفعاليات المجتمع المدني يوم 22 فبراير 2021 ، وطرحت عليه أسئلة تتعلق بأهداف زيارات دوريات الجيش الجزائري التي طالبتنا بإخلاء أرضنا التي ادعوا أنها جزائرية".

نفس الدوريات الجزائرية "أشعرت الفلاحين بضرورة إخلاء الأرض التي يعتبرونها جزائرية وليست مغربية، بل سألوهم هل تم إشعاركم بأنكم ستخلون الأرض يوم 18 مارس الجاري؟" يقول الفاعل الجمعوي عبد الحفيظ بوبكري.

وفي سياق متصل أوضح نفس المتحدث بأن "الباشا قد أكد في لقائه مع الفلاحين وفعاليات المجتمع المدني بأن السلطات المحلية والقوة العمومية ستكون يوم 18 مارس بعين المكان". وأفاد بأن "عامل الإقليم لم يحمل نفسه عناء التوجه للمنطقة بل اكتفى باستقبال بعض الفلاحين بمقر العمالة فجيج ببوعرفة، ومرر رسالة أن (اللي عطى الله عطاه ) في إشارة إلى تحريم ومنع الوصول للعرجة من طرف المقيمين في أراضيها".

وعن مقترحات الحلول الممكن توجيهها للجهات المعنية شدد ضيف الجريدة على "ضرورة متابعة الحالة النفسية والاجتماعية لكل الفلاحين المتضررين من عملية الإخلاء والطرد من أراضيهم الفلاحية: بالإضافة إلى "تعويضهم من طرف الجزائر والمغرب"، وناشد الفاعل الجمعوي عبد الحفيظ بوبكري المسؤولين بوضع ملف العرجة والمناطق التي تدعي الجزائر أنها ملكا لها بالمحاكم الدولية للحسم في الملف".