الأربعاء 24 إبريل 2024
سياسة

توظيف جمعية رياض القرآن لتكريس التسيب الأصولي في الحقل الديني

توظيف جمعية رياض القرآن لتكريس التسيب الأصولي في الحقل الديني هاجر بوساق، تتوسط الوزير التوفيق وأمين الشعيبي(يسارا)
أعلن موقع "جمعية رياض القرآن الوطنية"، عن"افتتاح فرع وجدة"، إذ نقرأ في الملصق المرفق: "نخبركم عن فتح باب الانخراط والتسجيل بجمعية رياض القرآن الوطنية -الفرع الجهوي بوجدة- لفائدة النساء والأطفال (من4 سنوات إلى 15 سنة)".
وكان موقع إلكتروني محلي قد أعلن عن قرب افتتاح هذا الفرع من طرف رئيسة الجمعية، القارئة هاجر بوساق.
ويظهر أن مسألة الفتح في وجدة ما زالت في حاجة لحملة تسويق متعددة الأذرع. والملاحظ أن الملصق المثبت على جانب مدخل المقر، وهو يبين هدف الفرع " للنهوض بالقارئات والحافظات لكتاب الله تعالى تكوينا وتكريما"، حدد شركاء الجمعية على هذا النحو:
المجلس العلمي للرباط، ومؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين، ومؤسسة الحياة ، وشركة مجموعة عقار الشرق. حيث أولى الملاحظات، في هذا الزواج/الميثاق، لمخطط التمكين الأصولي عبر "رياض"القرآن الكريم، أن المجلس العلمي للرباط، يفتقد إلى الاختصاص الترابي للعمل في وجدة،أما مؤسسة الحياة الخيرية ،وشركة عقار الشرق بوجدة، فصلتهما برئيس المجلس الإقليمي، تجعل الألوان الإيديولوجية في حاجة إلى محك حقيقي للفرز.
أما مؤسسة محمد السادس للقيمين الدينيين، فمتورطة في خلال أهواء مديرها، حتى ضد صلاحيات مديريتي الشؤون الإسلامية والتعليم العتيق بوزارة الأوقاف.
ويأتي فتح الفرع الجهوي بوجدة لجمعية رياض القرآن، التي تتخذ من الرباط مقرها الرئيسي، بعد أن افتتحت بمكناس أول فرع جهوي لها بجهة فاس- مكناس، في أبريل 2019، حيث حضر حفل افتتاحه رئيس المجلس العلمي ومندوب الشؤون الإسلامية، ومدير مركز التوثيق والأنشطة، بمركب وزارة الأوقاف بمكناس.
وحسب صفحتها على الفايسبوك، فقد تم حفل الإعلان عن افتتاح عمل هذه الجمعية، في 15 أبريل 2018 بقاعة المركز الثقافي بأكدال،الرباط. وحسب موقع وزارة الأوقاف، فقد أبرمت معها مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين، اتفاقية شراكة بتاريخ 08 أبريل 2018، و"ذلك في سياق الارتقاء بمستوى المجالس القرآنية الرمضانية التي تنظمها المؤسسة خلال شهر رمضان المعظم من كل عام".
وأكيد أن في هذا السعي المزعوم للارتقاء، ضربة من تحت الحزام لمجهودات الدولة في الكتاتيب القرآنية. حيث نظمت بموجب هذه الشراكة العديد من الأمسيات القرآنية ،والأيام التكوينية للقارئات والحافظات.. ولعل هذه الشراكة قبل الإعلان الرسمي عن ميلاد الجمعية يطرح جملة تساؤلات، لن تجد الإجابة عنها إلا من خلال الفرش التالي:
أولا: يعتبر مدير مؤسسة الأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين، محمد أمين الشعيبي، من وجوه "الإسلام السياسي" الذي خبر لعبة الأمم، في حركة التوحيد والإصلاح. فعوض الانشغال والاهتمام بالقيمين الدينيين، وفيهم من يقاسي الويلات، نراه يبذر مستحقاتهم في خلق دينامية أصولية، تنافس في واجهة اشتغالها مديريتي الشؤون الإسلامية، والتعليم العتيق. ناهيك عن استنبات بنية بشرية من" الخوارج"، في دواليب المؤسسة ووحداتها الإدارية الخارجية، وتأطيرات المخيمات الصيفية.
وما دام الشيء بالشيء يذكر، فالمنسق الوطني للمؤسسة، عدنان زوبير، والذي يؤطر لقاءات تكوينية لجمعية رياض القرآن، تابع لحركة التوحيد والإصلاح.
ثانيا: جمعية رياض القران الوطنية،هي تماثل جمعية رياض القرآن الكريم المصرية التي تأسست في دجنبر 2008. وتستوحي منها الإطار العام للأهداف والتنظيم الإداري. لذلك نجد في الطبعة المغربية لهذه الجمعية نفس الأدبيات الأصولية، وهي تحيل في نوافذها عليها، في بسطها للطريقة الصحيحة للوضوء وأداء الصلاة..
والمتصفح لصفحتها يلاحظ المآذن والقباب، والمصاحف،واللباس، والمعجم المفاهيمي، وكل هذا لا علاقة له بمنظومة المغرب الدينية والحضارية.والشخصيات المؤطرة، كالروكي والقزابري.. والداعمة كعمدة الرباط، كلها من رموز الحركة الأصولية، كما لها شراكة مع وكالة سكاي توب ترافل، الوكيل المعتمد لشركة دار الإيمان بالسعودية، مما يطرح تساؤلات جدية عن طبيعة الخدمات المتبادلة. كما أن خدمات الجمعية ليست بالمجان. ولها حساب لجمع التبرعات.
أما رئيسة الجمعية، هاجر بوساق، فهي حسب ترجمتها، خريجة دار القرآن الحاج البشير بتمارة، ودار القرآن الحاج الريفي بالرباط. حازت على جوائز وطنية ودولية في التجويد .سبق أن تزوجت بابن السلفي/الوهابي المصري محمد حسان،ثم انفصلت عنه. وفي هذا الانفصال روايات حسب الزوجين. لكن بهذا الانفصال أمكن لها في المغرب، الانتقال من الانشغال بالقراءات إلى ممارسة سياسة التهريب الديني/الأصولي، من خلال رافعة الإخوان.
ثالثا: إن شراكة مؤسسة محمد السادس للقيمين الدينيين، مع هذه الجمعية، جعلت مندوبيات الشؤون الإسلامية،والمجالس العلمية،يمشون في ركاب أنشطة هذه الجمعية،بدون عقال التروي. وهذا الجانب يحيلنا على نهج الوزارة والمؤسسة العلمية ،في التعاطي مع الجمعيات الأصولية،لدرجة نتساءل معها، هل مهام المؤسسات الرسمية،هي تأهيل الحقل الديني،أم المزيد من تخريبه لفرض واقع آخر بقوة الأشياء على المجتمع والدولة؟
أما بعد، فقد اقتنصت مؤسسة القيمين الدينيين حاجة بوساق إلى "الحركة"، فجعلت من جمعية رياض القرآن،"الجمعية الوطنية للعناية بالقارئات والحافظات لكتاب الله"،فحولها التصنيف الإلكتروني ،بهذه المسحة النقابية ،إلى "منظمة دينية". ويعلم الله عند أي نقطة ستقف مآلات هذا الاستنساخ، المزكى من طرف مؤسسة محمد السادس للقيمين الدينيين. فاعتبروا يا أولي الألباب!