الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد الشمسي: الدارالبيضاء.. ملمترات الأيام الثلاثة تُسقط سراويل "منتخبي الجفاف"

محمد الشمسي: الدارالبيضاء.. ملمترات الأيام الثلاثة تُسقط سراويل "منتخبي الجفاف" محمد الشمسي
تسببت أقل من 40 ملمترا من الأمطار في إغراق أكبر مدينة بالمغرب، وتحويل الشوارع والأزقة إلى برك مائية يمتزج فيها "ماء سيدي ربي مع مياه الصرف الصحي"، وتوقفت الحياة في طرقات المدينة إلا من "كلاكسونات" وسائل النقل، وأخذت السيول الناس وهم نيام، ف"هزهم الماء"، في ليلة سقوط سراويل منتخبي الدار البيضاء كلهم.
 لا يمكن وصف ما عرفته وتعرفه الدارالبيضاء بمختلف مقاطعاتها وأحيائها بالفيضانات، فهي مجرد أمطار في حجم صهاريج أو "سطولا" في مدينة تشابه على ساكنتها أنواع "السطولا"،  بل إن الفيضان هنا هو في حجم رعونة وإهمال المسئولين عن تدبير الشأن البيضاوي، الفائض الذي زاد عن حده هو كمية التفريط واللامبالاة التي يتعامل بها المنتخبون مع ناخبين توددوا لهم يوما وغرروا بهم واستمالوهم حتى انقضوا على أصواتهم فأكلوهم لحما ورموهم عظما...
هي حكومة بوزرائها ومعهم منتخبون يحملون جينات الجفاف، لم ينتجوا برنامجا مثلما لم يضعوا مشروعا ولا تصورا يقي الدارالبيضاء من الاختناق، وأنتجوا بدلا عن ذلك جيشا من الكذابين المنافقين من مصاصي المال العام برواتب يأكلون بها السحت، هي حكومة تعشق الجفاف، وخلفها منتخبون جافون، يحبون الثرثرة ويجرون خلف"الهمزات"، لذلك علمنا أنهم يفضلون فعل جف ومشتقاته، فهم يعانون جفافا على مستوى ابتكار الحلول، وهم يعيشون جفافا على مستوى التواصل الحقيقي مع الناخبين، وهم يعشقون الجفاف لأنه يبقي على سوءاتهم مستورة غير مكشوفة، ثم إنهم يدفعون الوضع السياسي نحو جفاف أكثر بعزوف الناخبين، ليخلو لهم الجو فيبيضوا ويصفروا، كما فعلت القُبّرة حين انقضى رصاص الصياد...
هل علينا أن نعيش سنوات عجافا حتى لا تظهر عورات أولئك المنتخبِين؟، هل علينا أن نرتعش من هطول الأمطار لأنها تنزل علينا كما ينزل الحرمان على اليتامى؟، هل علينا أن نقدم لكل موسم شتاء ممتلكاتنا قربانا لمحو خطيئة منتخبين قابعين في فيلاتهم يتفرجون علينا ونحن نتنفس تحت الماء؟، هل تحكم علينا "نخبة الجفاف" أن نختار بين جفاف العام أو شلل الحركة؟...وإلى متى نسلم رقابنا لمن فشل حتى "باش يسرح قادوس"؟...
وحدها ملمترات الأيام الثلاثة كافية لنسف كل برنامج حزبي يحتال علينا به مرتزقة العمل السياسي، ممن يتخذون من السياسة خليلة يستحيل عليهم فراقها، نقول لهم إنها لم تغرق المدينة بل غرقت ذممكم ووجوهكم وبرامجكم ومستقبلكم وحاضركم، والأجدر بكم أن تغرقوا في خجلكم من التاريخ ...هنيئا لكم بخزيكم وعاركم...فالعدالة قد تنزل مع مياه الخير...