الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

نوفل البعمري : إيران، حزب الله و قضية الصحراء

نوفل البعمري : إيران، حزب الله و قضية الصحراء نوفل البعمري
فجأة خرج حسن نصر الله قائد حركة حزب الله الشيعية الموالية لإيران، والمؤمنة بولاية الفقيه و الإمامة للمرشد الأعلى للدولة الإيرانية، برأسه من قناة الميادين التي سبق للوزير أمكراز أن خرج فيها بتصريحات غريبة بدعوى مخاطبته لجمهور لا يعرفنا، فجاءه الرد من بعد أيام مباشرة من تنظيم لا يتحدث باسمه بل باسم إيران في المنطقة،فعندما يدلي حسن نصر الله بتصريح و موقف ما من دولة عربية أو شأن داخلي لأية دولة فهو يكون يتحدث باسم الدولة الإيرانية و لا يتحدث باسمه، لأن حزب الله ما هو إلا صوت إيران وصداها التوسعي الشيعي في المنطقة العربية ككل.
زعيم حزب الله خرج ليعلق على قرار فتح عودة العلاقات المغربية الإسرائيلية، وقرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بمغربية الصحراء وسيادة المغرب على كامل أراضيه من خلال المرسوم الرئاسي الذي أصدره ووقعه الرئيس الأمريكي ترامب، وهما قراران سياديين للمغرب يهمان الدولة والشعب المغربيين وقواه الحية الوطنية، ولا يهم في شيئ لا حزب الله ولا غيره من التنظيمات الدينية الإسلامية المختلفة التي ظلت تستغل القضية الفلسطينية للحشد الشعبي الداخلي والخارجي، وللإستقطاب التنظيمي.
حزب الله و من وراءه إيران لم يقدما يوما موقفا داعما للمغرب في حربه السياسية مع خصومه لاستكمال وحدته الترابية، بل إيران وحزب الله سبقا لهما أن تورطا مع البوليساريو في بناء الخنادق، في تدريب وتسليح عناصر مليشيات البوليساريو من خلال الملحق الثقافي الإيراني بالجزائر السابق الذي فضحه المغرب وفضح دوره التخريبي في المنطقة عموما والمستهدف للمغرب ولوحده الترابية على الخصوص وكان السبب في سحبه من الجزائر بعد أن كشف المغرب دوره في تدريب مليشيات الجبهة، وكشف كل المؤامرات التي ظل يقوم بها مستهدفا من وراءها المغرب، نسي حسن الله و من وراءه إيران أن المغرب كان وما زال مستعصيا عليهما و أحبط محاولاتهما في اختراق المنطقة و تحويل المخيمات إلى خلفية عسكرية يتمركز فيها الحرس الثوري لتخريب شمال أفريقيا والإستقواء على شعوبها كما فعلت بالعراق وسوريا اللتين حاولت تحويلهما إلى ملحقات إيرانية وكانت مليشيات حزب الله هي الأداة التي بواسطتها اقتحمت هذه البلدان عسكريا.
حزب الله و إيران اللتين لم تقدما غير الشعارات والخطب للوفاء يريد استغلال هذا الحدث للمزايدة على المغرب… لنطرح السؤال مباشرة: ما الذي آلمك يا حسن نصر الله في أن يوقع رئيس الحكومة المغربي لاتفاق باسم بلده عاد بنقع سياسي كبير على المغرب؟!
كيف لحسن نصر الله أن يتحدث و يتَوجه باسم الحركة الإسلامية في البلدان العربية للعدالة و التنمية المغربي و لرئيس حكومة دولة أخرى،وهو يعلم أن حركته شيعية ولاءها الأول والأخير لإيران، لا تؤمن بالوطن، تنهج سياسة ابتلاع الدولة الوطنية و مؤسساتها كما فعل للأسف بلبنان، ويريد لباقي التنظيمات التي لها مرجعية إسلامية وإن كانت مختلفة جذريا عنهم، مذهبيا وسياسيا أن يكونوا تابعين له؟؟
بأي منطق يوجه خطابه للعدالة والتنمية الحزب المغربي، الذي لا يجمعه بحزب الله أية روابط لا تاريخية و مذهبية ولا حتى تنظيمية إن تحدثنا بمنطق الانتماء للإخوان المسلمين؟!
حزب الله و من وراءه إيران يريدان استغلال المناسبة للظهور بمظهر الناطق باسم الاسلام والمسلمين في المنطقة، وباسم القدس وأكثر ما يزعجهم ليس توقيع رئيس الحكومة للاتفاق، بل رئاسة إمارة المؤمنين للجنة القدس لأنها تعكس سلطة رمزية روحية على القدس وكل المقدسات الدينية بها و لأنها بذلك تزاحم ولاية الفقيه وتقدم معنى حضاري للإسلام عكس ما ظلت ترمز إليه ولاية الفقيه من تدمير للدول واستباحة شعوبها والتوسع بمنطق استعماري ديني وثقافي، إن هذه المفاضلة هي أكثر ما يزعج و يقلق إيران وحزب الله اللذين لم يتوانى معا في محاولة اختراق المنطقة عن طريق البوليساريو وفي محاولة اختراق المغرب مذهبيا بما يعنيه ذلك من الولاء لولاية الفقيه بإيران على حساب الولاء للدولة الوطنية.