الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

الصادق العثماني: هل إبراز الفرح والسرور بمولد النبي عيسى عليه السلام حرام؟

الصادق العثماني: هل إبراز الفرح والسرور بمولد النبي عيسى عليه السلام حرام؟ الصادق العثماني

أسئلة أطرحها على بعض المشايخ والأئمة والدعاة في البلاد الغربية: هل إبراز الفرح والسرور بمولد رسول ونبي من اﻷنبياء حرام؟ وهل عيسى عليه السلام هو نبي للنصارى فقط دون المسلمين؟ وهل المسلم الذي يعلن العداء لعيسى عليه السلام إسلامه صحيح وكامل؟ وهل إذا قدم لنا النصارى تهنئة بمولد عيسى عليه السلام -ونحن معهم في بلدانهم- هل نرد عليم التهنئة بأحسن منها؟ أو نرد عليهم اللعنات والشتائم والسب والطعن في عقيدتهم؟ وإذا كانت تهنئة النصارى بعيد الميلاد حرام، أليس من المنطق والشرع والدين أن العيش معهم وحمل جنسيتهم والذهاب لمستشفياتهم ووضع اﻷموال في بنوكهم أشد حرمة من التهنئة ؟؟ وعلى اعتبار مذهب المنكرين للتهاني بأعياد النصارى، لماذا الإسلام أباح لنا الزواج منهم وأكل طعامهم والبر والعدل والقسط معهم وعدم ظلمهم وسرقتهم والكذب عليهم..؟!!

 

وأنا شخصيا ﻻ أنكر على أحد ممن يرى بأن تهاني أعياد الميلاد حرام، فهو حر فيما يفعل وما لا يفعل؛ لكن نكراني لمن يعلن في دروسه وخطبه الحرب والتحريض على النصارى وهو منغمس فيهم حتى النخاع، ثم أمام أي حوار تلفزيوني أو ملتقى حوار اﻷديان تجده يتسابق في أخذ الصور معهم وتمجيدهم، ويختار من العبارات اللطيفة واﻷحاديث الشريفة واﻷيات الكريمة كقوله: دين اﻹسلام دين تعايش وسلام ومحبة ووئام ويستدل بقوله تعالى: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا"، الى غير ذلك من المجاملات والكلام المعسول!! فهذا الذي ننكره ونمقته ﻷنه ﻻ ينسجم مع المذهب الذي اعتمده في التعامل مع اليهود والنصارى، ومن هذا الباب نحن نعيب عن أي داعية يعيش بين أظهر النصارى وهو يلعنهم ويحرض المسلمين عليهم بفعل أو قول او عمل أو فتوى؛ ﻷنه يساهم في تشويه صورة الإسلام كما يساهم في إيجاد أرضية خصبة لظهور "الإسلاموفوليا" بالإضافة إلى تنفير الناس من اﻹسلام واﻹقبال عليه، وهذا يتعارض بالكلية مع قول الله تعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن".

 

وفي هذا السياق أقول للذين يخلطون الأوراق عمدا في تهنئة النصارى بأعيادهم الدينية ويعتبرون ذلك من باب إقرارهم على أن النبي عيسى عليه السلام هو ابن الله، وهذا القول والاستنتاج هو من كيس من يحرم هذه التهاني وليس من كيس الإسلام، علما أن تهاني اليهود والنصارى في أفراحهم وأعيادهم ومناسباتهم الدينية يدخل ضمن البر والقسط والإحسان مع الناس، يقول تعالى: "وقولوا للناس حسنا".. فتهنئتهم شيء، والإقرار بمعتقداتهم شيء آخر، ولهذا المسلم عندما يسلم على اليهودي أو النصراني أو يتعلم على أيدي...