الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

صبري الحو: بنكيران أعطى انطباعا بأن المغاربة يرفضون استئناف العلاقات مع إسرائيل

صبري الحو: بنكيران أعطى انطباعا بأن المغاربة يرفضون استئناف العلاقات مع إسرائيل صبري الحو

يحاول العدالة والتنمية اختزال استئناف الاتصالات بين المغرب وإسرائيل في مجرد رغبة وإرادة ملكية وحسب، ولا علاقة للشعب والمواطنين بها.

 

وإعطاء هذا الوصف ذو حمولة غير بريئة في مواجهة المؤسسة الملكية، لأنه يعطي في المقام الأول انطباعا مغلوطا برفض كل المغاربة لهذه العلاقات. والأسوأ أنه يظهر المؤسسة الملكية بمظهر الخروج عن إجماع إرادة الأمة المغربية الرافضة للتطبيع .

 

فالسيد بنكيران يعتبر ويكيف الرافضين للعلاقات المغربية الإسرائيلية الأمريكية من داخل حزب العدالة والتنمية، وكأنهم يمثلون صوت كل الأمة المغربية ضد هذه العلاقات.

 

وفي ونفس الوقت يجعل بنكيران نفس الحزب الذي يتماهى معه، هو الذي يتولى من داخل الحزب الدفاع عن الملك في مواجهة هذه الأمة الرافضة.

 

فبنكيران يعتبر أن رفض البعض من داخل كيان حزبه العدالة والتنمية هو فعل مهدد للدولة، وتبعا لنفس كلمة بنكيران يوجد داخل الحزب تيار مسيطر قادر على توفير الحماية للملكية، ويجعل بنكيران من نفسه زعيما لهذا التيار .

 

السي بنكيران.. رفض البعض منكم وانتقاده لرئيس الحكومة العثماني شأن داخلي حزبي محض. أما العلاقات بين إسرائيل والمغرب فله مدخل وطني، في إطار المصلحة الفضلى للوطن، بعد الغطاء القانوني والسياسي الإضافي الذي وفره اعتراف أمريكا بسيادة المغرب على صحرائه.

 

وله مدخل حقوقي اجتماعي وثقافي في الدرجة الأولى بالنظر إلى كون العبرية جزء من الهوية الوطنية دستوريا بإجماع كل المغاربة، بما فيه قيادة ومنخرطي حزب العدالة والتنمية الذين صوتوا بنعم على دستور 2011.

 

كما أن له مدخلا قانونيا بضرورة كفالة حقوق مجموعة من المغاربة اليهود في العودة إلى الوطن بدون قيود تبعا للقانون الوطني والدولي.

 

وهو إرادة جل المغاربة، باستثناء البعض منكم، بدوافع سياسية ملؤها تصفية حسابات سياسية من داخل الحزب نفسه، أو في علاقة الحزب بجناحه الدعوي حركة التوحيد والإصلاح.

 

ولا يمكن المزج بين تدافع داخلي حزبي في إطار طموحات شخصية مشروعة بين مناضليه للعدالة والتنمية بمن فيهم بنكيران نفسه وإسقاطه على كل المغاربة.

 

وتنضوي كلمة بنكيران في حد ذاتها داخل هذا التدافع من خلال الركوب على الحدث للعودة إلى المشهد السياسي بعد عزلة في شبه تقاعد مبكر.

 

فبنكيران يبرق رسائل إلى الجميع مفادها أن ما نجح فيه العثماني لا يشكل له عقدة، ويمكنه القيام به دون حرج، وكأن حاله يقول انه مستعد لكل المهام.

 

صبري الحو، محام بمكناس، خبير في القانون الدولي