الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

خالد أمجولي: الجامعة العربية وملف الصحراء المغربية

خالد أمجولي: الجامعة العربية وملف الصحراء المغربية خالد أمجولي

اعتادت بعض البلدان العربية أن تتفادى الوقوع في ما سمته حرجا، بطرح قضية الصحراء المغربية للنقاش واتخاذ الموقف الحاسم، خلال اللقاءات الثنائية، أو خلال انعقاد قمم جامعة الدول العربية، وقد كان المغرب يدبر الملف داخل المحيط العربي بهدوء، دون ممارسة ضغوطات أو هجومات دبلوماسية في هذا الإطار، نظرا لدوره الريادي في جميع القضايا المصيرية للعالم العربي، و قد عبر يوما المرحوم الحسن الثاني عن ذلك بأن جامعة الدول العربية لديها ما يكفيها من المشاكل/

 

إن جامعة الدول العربية وبعض أعضائها وقعوا في الخطأ التاريخي تجاه المغرب، لما اعتبروا أن طرح القضية يسبب إحراجا! وبالتالي نجد أنفسنا أمام التفسير التالي لدواعي الإحراج:

 

إما أن بعض الدول العربية والجامعة العربية لا تريد إحراج الجزائر بطرح قضية الصحراء! وهذا معناه أن الجزائر طرف في النزاع المفتعل؛ وفي هذه الحالة يعتبر هذا تدخلا للجزائر في شؤون دولة عربية وزعزعة استقرارها وخلق كيان انفصالي وهمي داخلها ودعمه. و في هذه الحالة، يقتضي الأمر إدانة للجزائر من طرف جميع الدول العربية والحركات التحررية داخل العالم العربي، ويستوجب كذلك الاعتراف الصريح بمغربية الصحراء دون تردد.

 

2 ـ وإما يعتبر طرح القضية إحراجا بالنسبة لمرتزقة البوليساريو، وهذه طامة كبرى كذلك، باعتبار أن العالم العربي لم يعرف يوما كيانا في الصحراء مستقلا عن المغرب، تمثله شرذمة من المرتزقة، التي لا علاقة لها بجامعة الدول العربية، مما كان يستوجب على الفور إدانة ذلك بل حتى شن حرب عليه إلى جانب المغرب و عدم التباطؤ في تأكيد مغربية الصحراء.

 

لقد سبق أن اعترف صدام حسين بمغربية الصحراء، وردت الجزائر بالانحياز إلى إيران ضد العراق إبان الحرب، وقد تبعته فيما بعد دول خليجية.

 

إن الوضع اليوم يتطلب الوضوح التام والحسم بضرورة اعتراف الجامعة العربية وجميع أعضائها بمغربية الصحراء كاملة.

 

إن قضية الصحراء المغربية وقضية فلسطين هما من بين أهم قضيا تحرير الوطن العربي.

 

إن الوضوح كذلك في الموقف حول مغربية الصحراء، خارج المحيط العربي، أصبح مطروحا اليوم على كل من فرنسا وإسبانيا بالتحديد.

 

- خالد أمجولي، فاعل مدني