الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

نوفل البعمري: نحن وإسبانيا

نوفل البعمري: نحن وإسبانيا نوفل البعمري

لاشك أننا جميعا لا يمكن إلا نتبنى موقف رئيس الحكومة ورأيه الذي قدمه عند سؤاله عن سبتة ومليلية المحتلتين، لأنه جواب بديهي أي مغربي، سواء كان مواطنا عاديا أو رئيسا للحكومة سيقدم نفس الجواب... هذا الحوار كان السبب في أن تستغله أطراف داخل الحكومة الإسبانية للضغط من أجل استدعاء سفيرة المغرب لاستفسارها عن تصريحات رئيس الحكومة، ويمكن القول إن هذه التصريحات كانت فقط السبب الذي انتظرته الحكومة الإسبانية لمحاولة إعادة ترتيب أولوياتها مع المغرب، حيث أنها وجدت نفسها خارج كل الأحداث والتطورات التي تحدث في المنطقة، بدءا من العملية الأمنية بالكركرات مرورا بفتح قنصليات لها وزنها الاقتصادي، مرورا بالمشاريع الكبيرة التي أعلن عنها المغرب في الصحراء خاصة ميناء الداخلة وصولا للقرار الأمريكي الذي شكل صفعة سياسية للكثير من الدول، وشكل صدمة للبعض منها خاصة إسبانيا التي لم تكن تتوقع تسارع هذه الأحداث بهذه القوة وبهذا الشكل الإيجابي لصالح المغرب، خاصة وأنها معنية تاريخيا بالنزاع.

 

إشكالية إسبانيا اليوم مع المغرب هي إشكالية سياسية، إشكالية أن الحكومة والحزب الأغلبي فيها الحزب الاشتراكي العمالي وجد نفسه بين كماشتين، كماشة بوديموس الذي لا يتوانى في ضرب المغرب كلما سنحت له الفرصة ويحاول تأزيم العلاقة مع المغرب لأن خلفياته يسراوية، شعبوية منتمية للتيارات التي اخترقت أمريكا اللاتينية، وكماشة اليمين المتطرف المتصاعد ممثلا في فوكس الذي لديه نظرة استعمارية للجنوب، خاصة للمغرب ويشكل إحياء لفكر فرانكو الكولونيالي، لذلك المغرب وهو يعد الرد او التفاعل مع الحكومة الإسبانية عليه أن يستحضر هذه الضغوط التي تعيشها إسبانيا وحكومتها، وألا يعطي الفرصة لبوديموس ولا لفوكس لكي يسجلا نقط سياسية وانتخابية على حساب المغرب.. وهنا لابد وأن نسجل أن إسبانيا ظلت داعمة للمغرب بمجلس الأمن وفي النقاشات التي ارتبطت بتجديد اتفاقية الصيد البحري مع الاتحاد الأوروبي، كما أنها أصدرت مؤخرا بيانا رسميا جوابا عن سؤال لأحد البرلمانيين تعلن فيه أنها لم تعترف بالجمهورية الوهمية...

 

إشكالية إسبانيا هي إشكالية داخلية، هي تعبير عن ازمة داخلية، أزمة حكومة وأزمة هشاشة هذه الحكومة وضعف حزب الاشتراكي العمالي داخلها، لذلك المغرب اكيد أنه لم يجنح للتصعيد ولا يجب رسميا أن يجنح لذلك، مواقفه واضحة سبق أن عبر عنها وزير خارجية المغرب، المغرب لن يكون دركي أي أحد، المغرب يجب أن يعامل بندية وكشريك حقيقي، المغرب له مصالحه الحيوية كما لإسبانيا مصالحها الحيوية يجب الحفاظ علينا جميعا...

 

وفي كل ذلك نردد ما قاله رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، سبتة ومليلية مغربيتين.