الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

الحسين بكار السباعي: الريادة المغربية في زمن الكورونا

الحسين بكار السباعي: الريادة المغربية في زمن الكورونا الحسين بكار السباعي
يقال : زعم الفرزدق أن يقتل مِربعا ... أبشر بطول سلامة يا مِربع
ما أشبه حكاية حكومة الجزائر الموقرة وهي تلوح بدعمها لجبهة البوليساريو التي يروم من ورائها كتم صوت حرٍّ لطالما أزعجهم وقضَّ مضجعهم، فبعد رفض الجزائر للدعم الذي اقترحه المغرب لساكنة تندوف من مواد غدائية ومستلزمات طبية هاهي اليوم الجزائر تشتري من المغرب ما منعته عن ساكنة تيندوف.  
حكاية ( الفرزدق)، و هو رجل كان في يوم قوله أبلها متنمِّرا، هدد بقتل رجل شهم يدعى ( مِربع) فما كان من شاعر الهجاء الشهير ( جرير) إلاَّ أن سكعه بيتا من الشعر الساخر هجاءا و استهزاءا واحتقارا وترفُّعا، وهكذا هو حال عسكر الجزائر في تعاملهم مع المغرب الذي كان ولا يزال ذاك الشهم  الذي يتحسس عبق الشموخ في غبار العاصفة ، وتتسامى له الكرامة عروسا منتصبة على هامات جبال الرفض والكبرياء، فلتصنع مجالس أعداءنا ما شاءت من عواصف ما دام وطننا متسلحا بفيض لا ينضب من لاءات الرفض..... 
يحق لنا أن نقف ونطيل الوقوف لبلدنا المغرب فقد حاز إعتراف جل دول العالم وتوج هذا الإعتراف بمنشور على تويتر عبر الصفحة الرسمية للأمم المتحدة بإحتلاله المركز الرابع عالما كأحسن دول تعاملت مع جائحة كورونا، وليس الأمر بالسهل فالجميع يعرف إمكانياتنا ولكن القليل يعترف بما نحن قادرون على إنجازه.
عودة المغرب لحضنه الإفريقي جعله يكون سباقا لإطلاق مبادرة نوعية مع إخوانه من دول إفريقيا جنوب الصحراء فقد إقترح جلالة الملك خلال اتصالين هاتفيين مع رئيس كوديفوار ، ألاسان درامان واتارا، ورئيس جمهورية السنغال، ماكي سال، إطلاق مبادرة لرؤساء أفريقيا لمواجهة فيروس كورونا الجديد.
بيان الديوان الملكي أشار أن هذه المحادثات بحثت التطور المقلق لفيروس كورونا الجديد في القارة الأفريقية، مشيرا إلى أنه خلال هذه المحادثات، إقترح جلالة الملك إطلاق مبادرة لرؤساء الدول الأفريقية تروم إلى إرساء إطار عملياتي بهدف مواكبة الدول الافريقية في مختلف مراحل تدبيرها للجائحة، حسب بيان الديوان الملكي. ويأتي ذلك، بعد يوم من إعلان إقامة المغرب مستشفى ميدانيا في العاصمة المالية باماكو، لاستقبال الحالات المشتبه باصابتها بفيروس كوفيد 19،  وذلك إستجابة لطلب تقدم به الرئيس المالي إبراهيم أبوبكر كيتا.
من محاسن المغرب للشعب الجزائري الشقيق أنه حطت بمطار محمد الخامس الدولي طائرة بوينغ 737 تابعة للخطوط الجوية الجزائرية، قادمة من مطار الهواري بومدين بالجزائر العاصمة، في رحلة رقم AH4700 خاصة بالشحن.
استغرقت مدة شحن هذه الطائرة التي تزيد قدرتها الاستيعابية عن أزيد من 10 طن، مدة ثلاث ساعات، بمختلف المعدات الطبية والمستلزمات المغربية الصنع بما فيها كمامات وأجهزة تنفس، مساعدة من المملكة المغربية الشريفة إلى أشقائنا في الجزائر للتخفيف من معاناتهم جراء تبعات كورونا وللأسف تشتري الجزائر ما ترفض أن يمنحه المغرب لمحتجزي تيندوف مجانا.
عموما فإن بعض الدول الإفريقية تشهد نقصا في المواد والأجهزة والطواقم الطبية وترسيخ مبدأ التضامن بينها من شأنه أن يسند جهود مكافحة الفيروس الذي تسلل للقارة، لكن بفضل بديهة مسؤولي المغرب والمكانة العلمية التي يحتلها المغاربة فإنهم اعطوا درسا كبيرا، بحيث أن المغرب بدأ في تصدير معدات طبية لأوربا وأمريكا وافريقيا، دون أن ننسى شكر وزير خارجية إيطاليا للدعم الذي إقترحه المغرب عليها، كل هذا سيجعل من دول القارة الإفريقية تجزم بالمكانة التضامنية للمغرب مع أشقاءه، لأن القاعدة توقفنا على أن التعاون الإقليمي في مواجهة المرض يمكن أن يحدث فرقا حقيقيا.
 
الحسين بكار السباعي،رئيس مرصد الجنوب لحقوق الأجانب والهجرة، باحث في الإعلام والهجرة وحقوق الإنسان .