الأربعاء 24 إبريل 2024
كتاب الرأي

بوبكر أونغير: العالم بأسره يعلم أن الجيش هو المتحكم الرئيسي في السياسة الجزائرية

بوبكر أونغير: العالم بأسره يعلم أن الجيش هو المتحكم الرئيسي في السياسة الجزائرية بوبكر أونغير

لقد أبدى المغرب من خلال الملك محمد السادس، الكثير من الواقعية السياسية والنضج الدبلوماسي في تعامله مع الساسة الجزائريين. لكن للأسف الشديد يبدو أن الماسكين بزمام أمور الشعب الجزائري مازالوا يصطنعون العداوات مع المغرب من أجل التغطية على فشلهم في التعامل مع حراك الشعب الجزائري الذي نادى بصوت عال بضرورة المصالحة مع المغرب وفتح الحدود وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للمغرب، ومن جهة أخرى حاول الرئيس الجزائري الجديد بتصريحاته المعادية للمغرب أن يكسب ود العسكر الجزائري ويعطيه ضمانات عبر مواقف معادية للمغرب.

 

فالعالم بأسره يعلم بأن الجيش هو المتحكم الرئيسي في السياسة الجزائرية، وهو صانع الرؤساء وكل رئيس جزائري يطمح لتطبيق سياسة معادية للعسكر أو مستقلة عن الجنيرلات، سيكون مصيره نفس مصير بوضياف رحمه لله.

 

الدبلوماسية المغربية ومواقف الملك واضحة وصريحة في اتجاه بناء صرح مغاربي وطي صفحة تاريخية لم تعد مجدية للبلدين، وأن مطالبة المغرب بالاعتذار ليست معقولة ومنطقية، بل الأحرى أن من يحتضن ويدعم جبهة انفصالية ويهدد وحدة تراب الدولة المغربية هو من يجب أن يعتذر.

 

أتوقع أن تصبح العلاقات المغربية الجزائرية في المستقبل القريب صعبة وتسبح في مياه راكدة. للأسف الشديد مادام الحرس القديم في الجزائر يستغل معاداة الجيران كمادة للاستهلاك والدعاية الداخلية. لكن في المستقبل وبفعل نمو طبقة شبابية جزائرية مثقفة ومتنورة ومتحررة من خلفيات الماضي وأخطائه ستبني علاقات جزائرية مغربية في مستوى تطلعات الشعوب وفي مستوى تضحيات البلدين من اجل الاستقلال والتنمية والديموقراطية.

 

- بوبكر أونغير، رئيس العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان