السبت 18 مايو 2024
سياسة

سؤال يجيب عنه فاعلون: اتهام نبيلة منيب لإلياس العماري بـ"اللاديبلوم"، شرعي أم شعبوي؟

 
 
سؤال يجيب عنه فاعلون: اتهام نبيلة منيب لإلياس العماري بـ"اللاديبلوم"، شرعي أم شعبوي؟

هل فعلا خلق تصريح القيادية اليسارية نبيلة منيب ضد إلياس العماري صدمة وسط الرأي العام الوطني ونحن على أبواب الاستحقاقات التشريعية؟، وأي انعكاس سيحدثه على مستوى طبيعة النقاش المتداول على الساحة السياسية الوطنية؟، خاصة لما اعتبر مجموعة من متتبعي المشهد السياسي الوطني في حديثهم لـ"أنفاس بريس" العودة إلى تقليب الكلام حول المستوى الدراسي والثقافي والإنتماء الطبقي بخصوص القيادات السياسية المغربية، يحيل على الخطاب الفج والمعروف لدى بعض القيادات التي كانت دائما تحاول تقزيم قيادات أخرى.

وفي هذا السياق، أكد الفاعل المدني الأستاذ بنسعيد الركيبي أن "الأستاذة منيب قد سقطت في الخطاب الشعبوي الذي يؤثر كثيرا على شخصية القيادات السياسية" وأضاف متحدثا لـ "أنفاس بريس" أنه كان على منيب "أن تتجنب السقوط في مثل هذه الخطابات التي من شأنها أن تعكر صفو المواطن / الناخب"، معتبرا أن "العودة إلى نقاش المستوى الدراسي في صفوف قيادات سياسية يحيلنا على الخطابالفج لزعيم حزب الاستقلال شباط وغيره من القيادات التي حاولت تقزيم قيادات أخرى".

وقدم نفس المتحدث، بحسب رأيه، نموذجا يحتذى به على مستوى الشخصية القيادية قائلا "رئيس دولة البرازيل كان مستواه الدراسي بسيط جدا، لكنه تكون في مدرسة التنظيم النقابي مما أهله لتدبير شؤون البرازيل بنجاح" معتبرا أن "فتح معارك من هذا النوع سيفوت على المواطن العادي إمكانية التقييم مستوى أداء القيادات السياسية التي ستدخل حلبة الصراع "، داعيا القيادات السياسية إلى "إنتاج خطاب تقييمي يرقى إلى مستوى ما يعقد عليه من أمل في تنوير الرأي العام وتوجيهه نحو اختيار الأصلح والأنسب، وكل دخول في هذا البوليميك الفارغ من شأنه أن يكرس لغة المعيور والسب وحديث الكلاسات في الحمامات".

هذا واعتبر الفاعل السياسي الأستاذ عبد الكبير حدان أن التنافس الشريف بين القيادات السياسية يجب أن يرقى إلى مستوى خطاب التناظر بأسلوب راق وواضح لإقناع الناخبين وليس "كما هو حال الخطاب الذي استعملته القيادية اليسارية منيب ضد إلياس، مما جعل المتتبع يصنف الطرفين واحدة في صف اليسار الأرستقراطي وواحد في خانة اليسار الفقير" ـ حسب ذات المتحدث لـ "أنفاس بريس". وأكد على أن منيب كانت تريد أن توصل خطابها لفئة معينة وتقنعها بأن زعيم حزب الأصالة والمعاصرة لا يصلح لرئاسة الحكومة.

 وطالب (ح/ ع) من القيادات السياسية وأحزابها بأن تنتج خطابا جديدا وأسلوبا يعتبر كنموذج للتدافع واختيار وإفراز النخب السياسية القادرة على الإقناع والتواصل وتدبير الشأن الوطني من خلال العملية الانتخابية كما هو حال الديمقراطيات العريقة، مؤكدا على "التباري من خلال المناظرات وإشراك المجتمع في هذه المحطة المهمة جدا"، واستحضر ذات المتحدث خطاب منيب في قضية وحدة اليسار بعد أن وضعت العصى في عجلة الاتحاد الاشتراكي قائلة "إن الاتحاد الاشتراكي غير قادر على قيادة قاطرة اليسار المغربي"، متسائلا "كيف يمكن تجميع اليسار ووحدته في ظل هذا التباعد بين مكوناته؟".

ومن جهته، قال الفاعل الجمعوي الدكتور علي المدرعي  لـ "أنفاس بريس" مستغربا "كيف يعقل أن تلجأ قيادية يسارية إلى هذا النوع من الخطاب الشعبوي في الوقت الذي يبحث الشعب المغربي عن مخرج من الأزمة الخانقة التي يعيشها المشهد السياسي؟،" معتبرا أن الهجوم على إلياس العماري من طرف منيب  بمثابة "دعم غير مباشر لرئيس الحكومة بن كيران". مؤكدا على أن الأصالة والمعاصرة في شخص الأمين العام "أقل ضرر من بن كيران وزبانيته "، خاتما تصريحه لـ "أنفاس بريس" بأنه "ليس هناك خيار عن الأصالة والمعاصرة لوضع حد للوضعية الكارثية التي يعرفها المغرب في ظل حكومة التراجعات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والبيئية".