السبت 18 مايو 2024
سياسة

عفوا المعطي منجب: إسقاط الحالة الموريتانية على المغرب عنوان لشرود كبير

 
 
عفوا المعطي منجب: إسقاط الحالة الموريتانية على المغرب عنوان لشرود كبير

كانت حلقة برنامج "النقاش المغاربي" على قناة "فرانس 24" ليوم الجمعة 5 غشت 2016، بالإضافة إلى أنها فرصة التفصيل في محاور الموضوع المتفرعة عن الحكم في تونس والعبودية في موريتانيا. مناسبة أيضا لإثارة الحالة المغربية، وخاصة في شقها السياسي المرتبط بما سمي "الربيع العربي" و"حركة 20 فبراير". إذ عرج الضيف المغربي المعطي منجب، بصفته رئيس مركز ابن رشد للدراسات والتواصل، وهو يشخص الوضع الموريتاني على المغرب، مدعيا وجود مجموعة نقاط مشتركة بين البلدين بخصوص مظاهر القمع والانتقام من الصحفيين والنشطاء الحقوقيين، حتى أنه لم يجد حرجا في وضع إسقاط مفتوح على كل التجليات.
وذهب المعطي منجب إلى حد القول بأن ما أشار إليه من ضغوطات ممارسة في المغرب على المعارضين السياسيين والصحفيين، إلى جانب الحقوقيين، تعود تحديدا إلى خلفية "الانتقام" من حركة 20 فبراير، كهدف سياسي. وهنا لابد من القول بأن لا أحد في الإعتقاد صار اليوم يجهل بأن لا ادعاء من دليل، وحجة برهان. وعليه، كان الأحرى من منجب تقديم أسماء هؤلاء الذين طعنوا، بحسبه، في حريتهم أو سلبت منهم ظلما لأهداف سياسي ة.وأبناء الوطن أول من سيكونون شاكرين له حسن الصنيع هذا طالما أنه بنية صادقة وبعيدة عن مزايدات هامشية. إنما في المقابل، ومن باب أن الشيء بالشيء يذكر، يلزم التذكير بحالات معلم الرشيدية والطبيب وغيرهما مما ثبت عدم علاقتهم إن من قريب أو بعيد بالمجال الصحفي، وكل ما روج له على أنهم بتلك المهنة تأكد زيف حقيقته.
ومن جهة أخرى، ليس هناك من يجادل في المساعي النبيلة والمشروعة التي حملتها "حركة 20 فبراير"، والمطالب التي تبنتها للدفع بعجلة البلد إلى الأمام على نحو عملي وسلس وتدرجي.

غير أن المطب كان في من تحركت داخلهم نعرة الركوب على هذه الحركة، واتخاذها مطية جاهزة لبلوغ مرامي مدروسة، فتم ابتلاع " 20 فبراير" من طرف الحركة الأصولية لتنفيذ أجندتهم الخاصة وعلى رأسها تصفية" الحلفاء الديمقراطيين" وتقويض المشروع الحداثي والديمقراطي الذي يتطلع لتقعيده عموم المغاربة. بدليل أن المراقب اللبيب سيلاحظ، مع المسافة الفاصلة اليوم عن ميلاد حركة 20 فبرايرفي ستة 2011، أن التخوف من ابتلاع الأصوليين لحركة 20 فبراير كان آنذاك مشروعا، ولنا مايجري الآن في دول سوريا وليبيا واليمن ومصر وغيرها نتيجة المآل الذي لا يمكن أن يسر عاقل محب للسلم والسلام.
بل الأكثر من ذلك، هو أن المترامين على هذا "الربيع العربي"، يعطون الحجة مرارا على أنهم يقولون ما لا يفعلون، كما هو حال القضية الفلسطينية التي جعلوها "حصان طروادة" واستغلالها كأصل تجاري فقط، في حين تفرغ أرض الواقع من أي خطوة منهم لصالحها. والأكيد، أن كل ذلك عصارة مشروع أمريكي صرف معادي للشعوب الإسلامية وجد في الحركة الأصولية ملاذه كتلميذ طيع،خاصة بعد أن انقلب السحر على الساحر، وصارت الحركات الجهادية وحركات الاسلام السياسي تهديدا للمشروع الأمريكي ووبالا عليها كما حدث بالنسبة للجهاد الأفغاني الذي انقلب وتغوَّل على أمريكا، بعد أن أصبحت له حساباته الخاصة، إلى درجة أنه شيطن بلد العام سام نفسه.فاستغلت أمريكا "الربيع العربي" لترسيم الأصوليين في السلطة لإنهاك تلك المجتمعات من الداخل. بدليل أن الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي الذي وقبل أن تستوي جلسته على كرسي الرئاسة بادر إلى حملة واسعة للاعتقالات والتحكم في القرار في ضرب لكل التنوع الذي تعرفه مصر وتعايشت معه على مر قرون لتنزيل المشروع الإخواني في الحكم.
هناك مثال الرئيس التركي طيب رجب أردوغان، الذي لا ينبغي أن ننسى أنه عجلة احتياط أمريكية خالصة منذ أن تم اقتناصه وإعداده كعمدة لإسطنبول، الذي ارتد على كل حلفائه وشركائه عقب فشل المحاولة الانقلابية الأخيرة لترجمة المشروع الإخواني الشمولي التحكمي، الذي يجرف كل من وجد أمامه: سواء كان المرء جنيرالا أو قاضيا أو أستاذا أو موظفا عاديا أو حكما رياضيا حتى.
هذه إذن وقائع بالبراهين مقدمة للمعطي منجب، الذي كما سبقت الإشارة رئيس مركز ابن رشد للدراسات والتواصل. ولو أن سياق الحديث يفرض لفت الإنتباه إلى أن الأخير الذي من البديهي والطبيعي وقبل ذلك المفروض أن يكون مركزا للبحث. تأتي الصدمة من تسريبات وأخبار معلنة بكونه شركة و مشروعا تجاريا. نقول صدمة ليس تجريما لـ"التجارة" أو تبخيسا للعمل الحر في المجال التجاري، ولكن لتفردها بخصائص معينة، ولها بابها الواسع غير نوافذ التطاول والتسترتحت مسميات أخرى. كما أن التمويل يلزم أن يكون داخليا، لا من طرف جهات هولندية أو سويدية أو دانماركية لها أجندات خاصة بالممولين الأجانب عموما.