لمحمد العدلاني علاقة خاصة بالصورة خصوصا في ملاعب الرياضة، حيث هو الحاضر دوما وأبدا رغم طول المسافات، لكنه أيضا الحاضر باستمرار في كل التظاهرات والأحداث التي يعرفها المغرب إلى درجة تجعل من يشتغلون معه يستغربون قدرته على الوجود في أمكنة عديدة في ظرف زمني قصير.
العدلاني كان في سجن عكاشة ليلة الخميس دقائق فقط بعد اندلاع الأحداث. مكالمة هاتفية جعلته يغير مسار اتجاهه إلى الإصلاحية، دون أن يدور في ذهنه أن ما سيراه هناك وماسيعيشه سيكون فوق الوصف، ودون أن يتوقع رؤية رصاص أمامه وإحراق سيارات وأعمال شغب كثيرة، والأساسي دون أن يتصور أنه سيكون ضحية من ضحايا شغب أعمى مسه هذه المرة.
يروي العدلاني ماوقع بالقول “كنت منهمكا في تصوير الأحداث التي تجري أمامي، وفجأة أحسست بشيء صلب يمس رأسي ثم كتفي قبل أن ينزل مباشرة على يدي. اكتشفت أن الأمر يتعلق بقطعة حديدية صلبة ألقى بها أحد المتهورين من الأحداث المتورطين في الشغب”. تمالك العدلاني نفسه، وتجسس مكان الضربة، وجد دما فيها، واعتبرها عادية لا تعني شيئا وواصل عمله.
زود موقع “أحداث.أنفو” حتي حدود الرابعة من صباح الجمعة بصور ماوقع وذهب إلى المستشفى مع المصابين، وفي الصباح فقط تذكر أنه هو أيضا مصاب وأنه يجب أن يفحص ما تعرض له.
كلام الطبيب كان واضحا “أفلتت بأعجوبة من الموت. الضربة الحديدية التي مست رأسه وكتفه لامستهما بشكل سطحي أما اليد فتضررت بشكل كبير، ولو كان الضرر في الرأس لكان العدلاني اليوم لا قدر الله في موقف آخر”.
يبتسم “سي محمد” وهو يروي ماوقع له، ويتذكر فقط أن سترته الجلدية التي اشتراها منذ أيام في عز الصيف والتي قال له زملاؤه في العمل إنها لا تتناسب وحرارة الجو قد ضاعت.
في أجندته المقبلة الصعود مجددا إلى القريعة بالدار البيضاء واشتراء سترة جلدية جديدة ومواصلة مطاردة الصور أينما كانت ومهما كان الثمن.
لعله ثمن الانتساب لما يسمى مهنة المتاعب والتي لا تعرف معناها إلا إذا مررت منها حقا..
بالشفاء العاجل لزميلنا..