Thursday 29 May 2025
سياسة

عبد الجليل طليمات: اذا كان الاتحاد الاشتراكي يسعى لتليين علاقته مع حزب المصباح فعليه تبني منطق السياسة وليس لبوس الثقافة

عبد الجليل طليمات: اذا كان الاتحاد الاشتراكي يسعى لتليين علاقته مع حزب المصباح فعليه تبني منطق السياسة وليس لبوس الثقافة

وجه موقع " أنفاس بريس " بعض الأسئلة للفاعل السياسي والكاتب المحلل الأستاذ عبد الجليل طليمات بخصوص إقدام مؤسسة "المشروع" على استضافة رئيس الحكومة،الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران وما نتج عن هذه الخطوة من مشاكل، و صدامات بين الإتحاديين من جهة، وبين هؤلاء و ضيف مؤسسة المشروع عبد الإله بنكيران، استدعت تدخل قوات الأمن.

المثقف والمناضل عبد الجليل طليمات خص " أنفاس بريس " بوجهة نظره في موضوع الصدمة ملوحا إلى أن " مؤسسة المشروع قد وقعت بين منطق السياسة "السياسوية" .. ومنطق الحوار الثقافي المطلوب ".وهذا نص جوابه :

قبل الجواب على أسئلتكم ، لابد من التذكير ببعض المنطلقات المبدئية التي غالبا ما يتم القفز عليها كلما كانت الأجواء متشنجة، أو صدمة حدث ما قوية على النفوس وصعبة الاستيعاب له بسهولة :

أ : إن الحوار بين مختلف مكونات الحقل السياسي على اختلاف مواقعها ومواقفها ومرجعياتها هو السلوك الديمقراطي والحضاري المطلوب نهجه من طرف الجميع من أجل تدبير سلمي عقلاني لا انفعالي وعاطفي للاختلاف القائم والمشروع بين تلك المكونات التي تؤطر الفضاء العمومي سياسيا وإيديولوجيا ، من مواقع مختلفة ..

ب : إن الاحتراب ، في زمن تصالح المغرب مع ماضيه، وفي ظرفية إقليمية ودولية أكدت كوارثها وأهوالها على حتمية الحوار والتوافق كشرط لازم لأي بناء ديمقراطي سليم، لا معنى له اليوم خاصة في الظرفية المغربية الخصوصية ، حيث التطلع إلى تعزيز المكتسبات الديمقراطية من خلال تفعيل تشاركي ديمقراطي لدستور 2011

ج : إن الفعل السياسي، والحزبي بخاصة، يظل مرتجل الخطى وفاقدا للبوصلة بدون قيامه على أساس ثقافي فكري متين . . وكل محاولة سياسوية لتوظيف الثقافي ( مثقفون وكتاب ومؤسسات ثقافية ..) لهدف سياسي محدود الأفق ، أي في "تكتيك" معين في لحظة سياسية معينة ( انتخابية مثلا) , هي إساءة بالغة للفعلين معا...

انطلاقا من هذه البديهيات ، المبدئيات ، وجوابا على أسئلتكم في موضوع استدعاء مؤسسة المشروع الثقافية "المستقلة" للأمين العام لحزب العدالة والتنمية لأمسية فكرية رمضانية بمقر الحزب بأكدال بما يحمله هذا المكان من رمزية تاريخية قوية ، أرى ما يلي باختصار شديد:

1 ـ إن قرار الاستدعاء هذا هو في نهاية التحليل قرار سياسي مائة بالمائة، رغم صدوره عن مؤسسة ثقافية تنعت بالمستقلة. وشخصيا لم يفاجئني ذلك ، فوضعية حزب الاتحاد الاشتراكي ، بعد انتخابات4 شتنبر 2015 ، وانشقاق تيار واسع عنه، وتفكك صف تحالفاته السابقة ..الخ, جعل " رؤوسا" من قيادته تخطط لهدف قريب ومشروع على كل حال هو حيازة موقع مشرف في خريطة ما بعد7 انتخابات أكتوبر، ولم لا في الحكومة المنبثقة عنها ولو كانت بقيادة البيجيدي؟؟

وعليه، فقد تكون هذه المبادرة مقدمة لعلاقة سياسية جديدة بين الحزبين، بعد سنوات من" التطاحن الكلامي" و " المشاعر السلبية" التي يصعب تجاوزها بعقد مثل هذا اللقاء ، وأنا أتفهم جيدا كل ردود الفعل القوية المناهضة لهذه المبادرة، رغم اختلافي مع أسلوبها المؤسف ، ومع بعض حيثياتها المشدودة إلى ماضي لم يعد هناك جدوى سياسية لاستدعاء أحداثه في الحاضر، لأن ذلك لن يشكل سوى عائقا إضافيا لانتقالنا الديمقراطي المعطل منذ سنوات .

2 ـ إن قيادة الاتحاد الاشتراكي مطالبة بالوضوح مع مناضلي وأطر الحزب بخصوص التحالفات ، وبخصوص الأفق القريب والمنظور لخطها السياسي بكل ما يقتضيه ذلك من مجهود" بيداغوجي" وإقناعي وشفاف، خاصة إذا كانت " رؤوسها " ( أي القيادة ) تنوي وضع يدها في يد "البيجيدي" بعد الانتخابات وتحقيق حلم بنكيران برؤية الاتحاد إلى جنبه في حكومة ما بعد 7 أكتوبر 2016 .

3 ـ أريد أن أختم بالتأكيد على أن الحوار بين اليسار وبين الإسلاميين مطلوب وبإلحاح ، ويجب توفير فضاءاته المستقلة فعلا عن أي حساب سياسوي ، وإذا كان حزب ما يسعى لتليين أو تحسين علاقته بحزب آخر فله الحق الكامل في ذلك، ولكن بمنطق السياسة لا بلبوس الثقافة.