الأربعاء 22 مايو 2024
فن وثقافة

المخرج مصطفى أشاور: الهدف الأسمى من فيلم "دوَّار كونيكسيون" هو إيصال البسمة للجمهور المغربي

 
 
المخرج مصطفى أشاور: الهدف الأسمى من فيلم "دوَّار كونيكسيون" هو إيصال البسمة للجمهور المغربي

احتضنت يوم الجمعة 6 ماي 2016، قاعة سينما ABC بالدار البيضاء، العرض ما قبل الأول للفيلم السينمائي الكوميدي "دوار كونيكسيون"، لمؤلفه ومخرجه "مصطفى أشاور"، وهو فيلم غير حاصل على دعم من المركز السينمائي، ومن إنتاج شركة خاصة، تراهن رفقة المخرج على "شباك التذاكر" في محاولة للاشتغال على مستوى "سينما الإنتاج الخاص"، إذ يبدأ عرض هذا الفيلم بقاعات "ميغاراما" بداية من 11 ماي الجاري. الفيلم يتطرق لقصة "دوار" يتوفر على مقهى إنترنت بها حاسوب واحد، يستغله السكان لقضاء أغراضهم عبر الإنترنت، ويحدث أن يصاب بالعطب، فتتوالى الأحداث لتكشف العديد من القصص المترابطة داخل الفيلم. يقول "أشاور" أن هدفه الأسمى من الفيلم هو زرع الابتسامة في نفوس المشاهدين، كما يشير إلى تقديم هذا الفيلم في إطار الإنتاج الخاص دون دعم عمومي، في خطوة لترسيخ ثقافة الأفلام السينمائية التي تدخل غمار التنافس عبر التذاكر  - دون دعم عمومي من الجهات المسؤولة - حسب تعبيره..

من موقعك كمؤلف ومخرج لفيلم "دوار كونيكسيون" السينمائي. ماهي رسالة الفيلم الرئيسية وما هو هدفه الأسمى؟

عندما أنجز فيلما "كوميديا"، يكون هدفي الأسمى بطبيعة الحال هو زرع الابتسامة في نفوس المشاهدين، فإذا ضحك المشاهد أو ابتسم ولو لفترات قصيرة أثناء مشاهدة الفيلم، أكون راضيا على العمل، وبالنسبة لمضمون الفيلم أو الرسالة، فأنا في هذه النقطة أترك المشاهد يفهم ما يحمله الفيلم من رسائل حسب قناعاته الشخصية وثقافته وأن يأخذ الرسالة التي تناسبه لكي يتفاعل معها بشكل عفوي. الجمهور يحتاج للكوميديا في السينما، فالحياة مليئة بالضغوطات، ومحتاج للانفتاح على حكايات ضاحكة، والجمهور الآن مع عصر التطور يسمع ويشاهد يوميا رسائل متنوعة عبر "الفايسبوك" ومختلف وسائل الاتصال، هدفي الأسمى في "دوار كونيكسيون" هو إيصال البسمة للجمهور المغربي.

كيف كانت أجواء التصوير مع الطاقم التقني والفني خصوصا وأنكم اشتغلتم في فضاء قروي بديكورات طبيعية ؟

كانت أجواء التصوير جد ممتعة، وقد استمتع بها الفريق الفني والتقني للفيلم، كان الجو رائعا. صحيح قبل سنة ونصف تزامن التصوير مع الفياضانات في شهر نونبر، وتأثر برنامج العمل في تلك الفترة وعرف بعض الصعوبات، لكن بعد ذلك تحسنت الأمور، وعندما انتهينا من التصوير، جاءت ثمرة انسجام فريق العمل، الذي اشتغل بحب وتفان وكل عنصر أعطى شحنة للفيلم بطريقة إيجابية، لإخراج العمل في أحسن حلة.

الفيلم يشهد عودة الممثل "هشام بهلول" في دور مختلف عن أغلب الأدوار التي شخصها في السابق، إذ يشخص دور منحرف.. كيف كان التعامل بينك وبينه؟

قبل هذا الفيلم السينمائي، كان سيجمعنا (أنا والفنان بهلول) عمل تلفزيوني، ولكن شاءت الأقدار للأسف أن يتعرض الفنان "هشام بهلول" لحادثة، فتعذر الأمر. كان دائما في مخيلتي، وكنت أرغب أن نشتغل سويا، لأنه لم يسبق أن تعاملنا سويا، في أي عمل تلفزيوني أو سينمائي، وفكرت فيه في "كاستينغ" الفيلم، وبالفعل وقع عليه الاختيار، وربما الفيلم تجربة مفيدة له ولي في نفس الوقت، إذ يشخص داخله نمطا آخر من الأدوار، وهو ممثل غني عن التعريف، والممثل المحترف يؤدي جميع الأدوار (منحرف) أو (ملتزم) إلى آخره..

هناك من سيرى أن الفيلم افتقد لرؤية ثانية بعد رؤية المؤلف، بحكم أنك مؤلف ومخرج لفيلم "دوار كونيكسيون".. فما ردك على ذلك؟

لا يمكن أن نلغي ذلك، لكن أنا اشتغلت في التأليف قبل الإخراج.. ربما في هذا الفيلم المؤلف لن يصل إلى ما أود أن أشتغل عليه خصوصا في هذا الفيلم بالذات، فمنذ سنة 2005 وأنا أشتغل على هذا الفيلم، واخترت أن يخرج الفيلم للوجود بتصوري على مستوى التأليف والإخراج، وهذا لا ينقص من قيمة المؤلفين الآخرين، وددت أن أحكي حكاية الفيلم هكذا، وهذا لا يمنع أن أشتغل على أعمال مؤلفين آخرين في الإخراج، وبالفعل لم أعد أؤلف للتلفزيون منذ مدة، إذ أشتغل على أفكار وحكايات مؤلفين آخرين برؤية أخرى، و - كما قلت في سؤالك  - أحب أن أشتغل على رؤية مؤلف آخر لأن ذلك ينفعني كثيرا، هذا الفيلم هو رضيع أول أو تجربة اولى  حاولت أن أنجزه كاملا، وأي تجربة في المجال تكون مفيدة للمشوار الإبداعي.

الفيلم يضم بعد الرموز الخاصة بالدوَّرا وثقافة "القبيلة" "الشيخ" وأعوانه و"الجْمَاعَة" وشباب بثقافة حديثة، ويربط هذا الموروث الثقافي الكلاسيكي مع عصر الإنترنت. لماذا الجمع في الأحداث بين هذين المكونين واحد تقليدي محافظ وآخر عصري مُتحرر؟.

هي مكونات نستمدها من تراثنا وأصولنا - أنت تعلم - أن في القرية، كنا نسمع بالشيخ والمقدم والدوار، ربما سلطة "الشيخ" في الدوار كانت رمزية لكنها قوية كما هو معلوم، هذا الشيخ يرمز لسلطة الدولة أو المؤسسات الرسمية، التي حاولت في فترة ما أن تمتص غضب أو متطلبات الشعب في إلهاء الناس والترفيه عنهم، وبالفعل "الشيخ" داخل الفيلم يمرر خطابا لصاحب مقهى الإنترنت، في قوله بأن (حاسوب مقهى الإنترنت كان يشغل الناس عن طريق الإنترنت ويملأ وقتهم ويقضي نوع معين من أغراضهم ومتطلباتهم، وأن العطب في الحاسوب خلف الفوضى والتوتر داخل الدوار). المؤلف يتأثر بالواقع المعيش وبما وقع أو يقع في محيطه ولا يمكن أن ينسلخ من ذلك، وهي الأشياء التي تغني مخيلة المؤلف، وكل الشخصيات التي نكتب عنها في العمل الفني نعايشها أو سنعايشها في مستقبل الأيام أو نسمع أو نقرأ مؤلفات عنها في الموروث الثقافي،  والمؤلف هو خزان لكل هذه الأمور، وأي معيار أو صفة أو حدث واقعي أو خيالي، يستقر بالذاكرة ويمكن أن يخرج ولو (لا شعوريا) أثناء التأليف والإبداع الفني والأدبي عموما ويمكن استغلال ذلك في الأعمال الفنية حسب النوعية والشكل والموضوع.

ماهو برنامج عروض الفيلم ومتى وأين سيشاهده الجمهور؟

حاليا من المنتظر أن يلتقي الجمهور مع الفيلم حصريا، بقاعات "ميغاراما" بداية من 11 ماي الجاري، وبعد ذلك سيتم التنسيق مع باقي القاعات السينمائية.

كلمة أخيرة..

أتمنى أن يروق الفيلم المشاهدين. الحمد لله كانت التجاوب في العرض ما قبل الأول، ضحك الجمهور في فترات مهمة من الفيلم وهو أمر أثلج صدري وكما قلت سابقا ردا على سؤالك هذا هو  الهدف الأسمى وقد وصلت له، أشكر إدارة الإنتاج، والفريق التقني والفني، وكل الممثلين. هذا فيلم  سينمائي بـ "إنتاج مستقل"، أتمنى أن يكون باردة طيبة لباقي الشركات كي لا نعول دائما على الدعم وأن يتم تخصيص ميزانيات ولو "بسيطة" أو "كبيرة" للأفلام، لتحقيق (الكم) لإغناء السينما وصولا لـ"الكيف"، ويجب إعطاء الفرصة للمخرجين والمبدعين في الفن السابع على أمل تحقيق قفزة نوعية في السينما.