الثلاثاء 7 مايو 2024
فن وثقافة

شعلة جهة ماسة سوس تطالب بتثمين التراث اللامادي بمجال أدرار

شعلة جهة ماسة سوس تطالب بتثمين التراث اللامادي بمجال أدرار

نظم المكتب الجهوي لجمعية الشعلة للتربية و الثقافة بجهة سوس ماسة، بتنسيق مع الفرع المحلي بأنزي، و بدعم من المجالس المنتخبة ( المجلس الاقليمي، جماعة تيزنيت و جماعة أنزي ) و المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بأكادير، الملتقى الجهوي للثقافات اللامادية في دورته الثانية يوم الأحد 17 أبريل 2016 حول محور رئيس " جوانب من التراث اللامادي بمجال أدرار " تفرعت عنه محاور فرعية لامست مقومات الهوية المحلية والاشكال الغنائية بمجال أدرار بالإضافة إلى الشعر و الشعراء بمجال أدرار مع رصد العادات و التقاليد بالمنطقة والأقوال المأثورة الشعبية . الجلسة الافتتاحية لأشغال الملتقى التي استهلت بكلمات الطرف المنظم و الشركاء و الداعمين، عرفت مداخلة افتتاحية للأستاذ أحمد بومزكو، الذي استعرض جملة من التحديات التي تواجه التراث اللامادي بالأطلس الصغير الغربي، معتبرا التراث جالبا للاستثمار، معرفا التراث بمجموعة من العناصر الثقافية المادية و اللامادية نتاج ممارسة ثقافية يتم تمريرها بشكل فردي و جماعي، و اعتبره الاستاذ تعبيرا عن هوية و دينامية المكان في مجال جغرافي يتميز بالتنوع الثقافي ، أما باقي المحاور وزعت على جلستين علميتين، في الجلسة الأولى استعرض الأستاذ عبد الله كيكر صورا من هوية الانسان " البدراري " التي تمثل في حقيقة الأمر انعكاسا للطبيعة الجبلية التي بلورت ملامح كبرى لهويته مما انعكس على قيمه ( التضامن ، الصدق ، شدة التحمل ، الشجاعة ،الاعتماد على النفس ...) كما كان للطبيعة دورا حاسما في اختيارات اصبحت مع الزمن سمات الانسان الذي ينتمي لهذا المجال ( الهجرة الداخلية و الخارجية ، الاشتغال بصناعات معينة نظير صياغة الفضة و المصنوعات الجلدية الخ ...) ومن جانبه استعرض الأستاذ علي الزهيم مظاهر حضور القيم عند شعراء أدرار، حيت توفق هؤلاء في حفظ مكانة الانسان المحورية من خلال بحثهم عن الحقيقة و احتضان الطبيعة ، وأورد جملة من القيم الايجابية التي تغنى بها الشعراء كالحكمة و بعد النظر و التعاون و الأنفة ....و أخرى مختلة آثارها الشاعر الأمازيغي بوعيه الشعري في سعي لرصد السلوكات الحاطة من قيمة الانسان السوي، أما المداخلة الثالثة في هذه الجلسة حاول من خلالها الأستاذ محمد وخزان رصد و قراءة عادات و تقاليد المجال، و تشخيص أهم المقومات المشتركة ، و اعتبر اللغة الأمازيغية اساسا لهذه الهوية الثقافية ، و ركز على العرس الأمازيغي ب " طقوسه و زمكانه و الأشعار المتغناة خلاله " مستعرضا أهم مظاهر اندثار تلك العادات و التقاليد بمنطقة أدرار، وفي الجلسة العلمية الثانية ، اعطى الاستاذ ابراهيم أوبلا تعريفا لفن أحواش محددا مجال الانتشار في سوس و الأطلسين الصغير و الكبير و سفوحهما ، مستعرضا خصائص الفن في الممارسة الجماعية و الارتباط بالمناسبات الاجتماعية مع تنوع التعابير الفنية من كلمة و حركة ....كما انها ترتبط لزوما بفضاء " أسايس " و ذكر جملة من النماذج ( فن أجماك ، فن أهناقار ، فن درست ، فن أحواش سوس ، فن أكوال ن تفرخين ) كما عرج على ذكر جملة من الأخطار التي تهدد فنون أحواش " الهجرة ، العولمة ، الخوف و الخنوع ، الاهمال المقصود من طرف الدولة " ومن جهته وطن الاستاذ لحسن كحمو مجال ادرار موطنا لولادة رياضة " الرما سيدي احمد أوموسى " ، محددا صفات الشجاعة و النبل لشخص الرامي ، و استعرض مراحل فن تطور " تراميت " التي ترتكز على الاعداد الجسمي لكل احتمالات الدفاع عن النفس و البلد ، رياضة – يضيف الاستاذ – تزاوج بين ما هو رياضي و ما هو موسيقي ترفيهي ، أما عن مجالات الانتشار فقد حدد الاستاذ مدن الصويرة و مراكش و طنجة خاصة الأخيرة التي اعتبرها بوابة نحو العالمية . وبالنسبة للمداخلة الأخيرة ركز الاستاذ عبد الرزاق أعويس على عادة " ادرنان " ، التي اعتبرها حاملة لتمثلات و قيم تحيل على التعاضد و تبادل للزيارات و فتح النقاش حول قضايا القبائل في زمن التكالب الاجنبي و التشرذم القبلي ، كما أورد انتشار الأسر و المدارس العلمية صورة لإشعاع روحي و فكري في ربوع " أدرار " ، و ختم مداخلته بإبراز التعددية الاثنية و الثقافية من خلال مآثر اليهود بالمجال ، و استدل بذلك ليؤكد على أن الجنوب المغربي نموذج للتسامح الديني و التعايش الثقافي .ومن التوصيات التي أوصى بها الملتقى الجهوي للثقافات اللامادية ، الحاجة الملحة الى بحوث ، خاصة من انجاز أبناء المجال ، لإعادة قراءة و سبر أغوار تراث كتب في مجمله بأقلام غربية مع ضرورة العمل على فهرسة الخزائن العلمية الخاصة المنتشرة بالمجال نظرا لأهميتها القصوى و احتوائها على معارف انسانية شتى فضلا عن العمل على نقل الفنون الغنائية و أشكال الرقصات الى فضاءات عدة ، و استثمار الوسائل الحديثة لصالحها ، مع فتح أبواب المؤسسات التربوية أمام هذه الفنون و العمل على انعاشها بالإضافة إلى إنصاف الفنان الأمازيغي و منحه مختلف الامكانات التي منحت لنظيره العربي والعمل على تنزيل الاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية التراث الثقافي ، و الترافع من أجل اعلان جميع الفنون تراثا انسانيا علاوة على التركيز على الاعلام ، و اعتماد خطة لتوعية العامة أنهم يختزنون تراثا عميقا في جميع ممارساتهم الفردية و الجماعية ، و دفعهم الى الاعتزاز بها كما أوصى ذات الملتقى بضرورة الانتقال من الاستهلاك السياحي الموسمي الى التعامل الجدي المسؤول مع كل مظاهر التراث ضمانا للديمومة و الاستمرارية و الحيلولة من التحريف والعمل على تقسيم اقليم تيزنيت الى ثلاثة أحواض تراثية : حوض أنزي ، حوض تافراوت و حوض تيزنيت ، مع ربط ذلك بظاهرة الهجرة ومدى انعكاسها على التنمية بكل حوض على حدة ودافع الملتقى على اعادة الاعتبار للخطاب الشعري الذي أنتجه شعراء أدرار ، و الاعتزاز بالقيم التي يحملها و التي شكلت دوما ملمحا من ملامح تميز الإنسان المنتمي للمجال فضلا عن مرافعته على السهر على توثيق ذاكرة " الرما " ، و توظيف هذا التراث اللامادي في المهرجانات و اللقاءات التي تنظم على صعيد الجهة ، مع ضرورة التفكير في تنظيم ملتقى سنوي بزاوية " تازروالت " منطلق الرماة. مع اعتبار فن " تراميت " مدخلا للديبلوماسية الموازية ، و الترويج للمغرب كوجهة سياحية .