الأحد 19 مايو 2024
مجتمع

العالم يكتشف أسرار الشمس في ورزازات وأبرز المحطات التي قطعها المشروع الشمسي الكبير (مع فيديو)

 
 
العالم يكتشف أسرار الشمس في ورزازات وأبرز المحطات التي قطعها المشروع الشمسي الكبير (مع فيديو)

على مرمى البصرر، وحيثما وليت وجهك في مركب نور بورزازات، تقف آلاف الالواح الشمسية منتصبة قبالة الشمس تستمد نورا تحوله طاقة نظيفة، مثل أوراق الزهور وندى الصباح يجف عنها مع طلوع يوم جديد كانت الالواح الضخمة المتراصة في الساعات الأولى لهذا اليوم.

ومن الداخل، تبدو هذه الحديقة الشمسية الممتدة على 3000 هكتار، أي ما يعادل مدينة من حجم الرباط، سمفونية من زخارف الألواح بديعة الترتيب، بعلو من أكثر من  أربعة أمتار، ممتدة على مرمى البصر، ضمن سبع منصات، ذات هندسة متوالية، على طول منطقة تعرف بأرض الشمس الاستثنائية. إننا في حديقة الالواح الشمسية بورزازات أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم.

 تقع المحطة عند خاصرة سلسلة الأطلس على بعد نحو 10 كيلومترات الى الشمال الشرقي عند الطريق المؤدي الى الرشيدية، وتقدم لأول وهلة للزائر القادم وسط الكتبان الرملية والتلال الصغيرة المعشوشبة، متوالية غير منتهية من الالواح والأنابيب والأحبال مثل متاهة حقيقية تقود نحو الضوء.

ويشرح أحد التقنيين في عين المكان قائلا "إن المبدأ بسيط، فهذه الألواح الضخمة يتم التحكم فيها انطلاقا من مركز مراقبة، لتوجه باستمرار حسب حركة الشمس تماما مثل زهرة عباد الشمس، فتحدث الحرارة المستمدة طاقة تدير التوربينات والمولدات، فينتج  الكهرباء".

ومن أجل ذلك يتوقع إقامة منشئات مائية على سد المنصور الذهبي الأضخم بالمنطقة والذي ستصبح له وظائف جديدة، كما أن المناطق التي كانت إلى وقت قريب وعرة الولوج  تشهد حاليا تحولات، وكذلك السكان في المنطقة.

فأنور المغراوي المنحدر من تنغير والحاصل على الإجازة في القانون لا يخفي سروره بالوقع الإيجابي لهذا المشروع من حيث توفير مناصب الشغل، معربا عن الأمل في رؤية منطقته تحتضن مشاريع أخرى من هذا الحجم والأهمية.

أما محمد إيفراسن رئيس جماعة غسات، التي يقع المشروع ضمن نفوذها، فقد لمس مبكرا  أهمية هذه الحديقة الشمسية التي تندرج ضمن مخطط مغربي رائد للطاقات المتجددة يطمح  لتلبية نحو 42 في المائة من حاجيات المغرب من الكهرباء بحلول العام 2020.

وبالنسبة إليه فإن بلدة غسات ستعرف مستقبلا زاهرا من حيث تحديث تجهيزاتها  وتأهيلها سواء في قطاعات التعليم والصحة والطرق والمنشئات السياحية وهي التي عانت  بشدة من قساوة الظروف المناخية وتوالي سنوات الجفاف والتهميش والعزلة.

وفي تاسلمانت الدوار الأقرب للموقع يستشف بشكل بارز حماسة السكان والتزامهم  وكذلك آمالهم وتطلعاتهم. فالكل يولي اهتماما منقطع النظير لمشروع أصبح حقيقة  ملموسة على أهبة إطلاق أنواره،  فالألسن لا تكف عن الحديث وتتوالى عبارات الإطراء  والمديح.

وبالنسبة لخالد البالغ 28 سنة والذي يشتغل في مقاولة محلية فإن انعكاسات  المشروع أصبحت ملموسة وتتمثل بالخصوص في عملية بناء الطريق ومشاريع الدعم الزراعي  للسكان المحليين (تربية المواشي وتهيئة السقايات وأنظمة الري وتأهيل واحات  النخيل).

نفس الرأي يتبناه إمام المسجد محمد الموكل ولحسن اغنجاي من ساكنة الدوار والذين اعتبرا أن مشروع نور سيحدث تحولات عميقة على قريتهما، ولم يخف العديد من السكان شيبا وشبابا رغبتهم في المساهمة وتقديم خدماتهم ذلك ان المشروع أحدث ثورة  جلية سواء على المجال أو السلوكيات.

ويقول يونس بلحسن عميد الكلية التقنية بورزازات إن ذلك مرده كون الساكنة منخرطة في هذا المشروع وتعتبر نفسها جزء منه ،مضيفا أن الكلية أحدثت منذ العام 2009 تخصصات في الطاقات المتجددة والهندسة والتخطيط المعلومياتي وجميعها تعرف إقبالا هاما والنتيجة هي تخرج 147 جامعيا جزء كبير منهم أبرم عقود تشغيل.

وبالنسبة للزبير بوحوت مدير المجلس الإقليمي للسياحة فإن الأثر السريع لهذا المشروع الرائد بالغ الأهمية على القطاع السياحي من حيث الإقامة والتغذية وكراء السيارات وغيرها، ولكن أيضا على المدى الطويل لأنه أتاح إشعاعا عالميا جديدا لورزازات التي باتت تعرف بأكبر مركز عالمي لإنتاج الطاقة الشمسية النظيفة.

ويقول إن دليل ذلك هو الوتيرة المتزايدة لتنظيم المنتديات الكبرى والمهرجانات المتمحورة حول موضوع الطاقة الشمسية بمشاركة كبار المتخصصين والفاعلين الاقتصاديين والفنانين ذوي الشهرة العالمية.

وبينما تتواصل أشغال التهيئة في أوراش المحطة الشمسية بورزازات يجري الحديث عن تنظيم مسالك سياحية للطاقة الشمسية وزيارات علمية وماراتون وأشياء أخرى.

هي ورزازات التي لم تكشف بعد عن كل سحرها، فقد كانت دوما أرض التاريخ والاساطير ما جعل منها وجهة سياحية بامتياز، ثم أصبحت هوليود إفريقيا باختيارها من قبل كبار المخرجين العالميين لتصوير عشرات الإنتاجات السينمائية الضخمة.

وورازات الآن تكشف للعالم أسرار الشمس، وتلقنه درس الحفاظ على كوكب الارض باستخدام الطاقة النظيفة، فما أن يرخي الليل سدوله حتى تستدير الألواح الضخمة لوضعها الطبيعي في انتظار أنوار صباح جديد.

هذه هي أبرز المحطات التي قطعها المشروع الشمسي الكبير منذ إطلاقه

في ما يلي جرد بأبرز محطات المشروع الشمسي الكبير "نور ورزازات" منذ تقديمه..

- 02 نونبر 2009: تقديم مشروع الطاقة الشمسية للمركب المندمج "نور ورزازات" خلال حفله ترأسه الملك محمد السادس. 

- 06 نونبر 2010: إحداث الوكالة المغربية للطاقة الشمسية (مازن)

 - فبراير 2010: إحداث شركة الاستثمار الطاقي، الذراع المالي للدولة في إنجاز الباقة الطاقية في أفق 2020. 

- 30 مارس 2010: إطلاق طلب إبداء اهتمام من أجل المركب المندمج نور ورزازات الذي شارك فيه ما لا يقل عن 200 مقاولة. 

- 09 أكتوبر 2010: الملك محمد السادس يترأس جلسة عمل خصصت لإنجاز المشروع المندمج للطاقة الكهربائية الشمسية بطاقة إجمالية تصل إلى 2000 ميغاواط.

- 26 أكتوبر 2010: الملك محمد السادس يترأس بورزازات حفل التوقيع على الاتفاقيات التي تتمم الإطار المؤسساتي لإنجاز المشروع المندمج للطاقة الكهربائية  الشمسية التي تم إسناده للوكالة المغربية للطاقة الشمسية (مازن).

- 22 شتنبر 2011: الملك محمد السادس يترأس جلسة عمل خصصت لسير أشغال  البرامج المندمجة للطاقة المتجددة والشمسية والريحية. 

- 08 دجنبر 2011: البنك الدولي يمنح قرضا للمغرب بمبلغ 297 مليون دولار خصص لتمويل المحطة الشمسية لورزازات. 

- 24 دجنبر 2012: وقوع الاختيار على الشركة القابضة السعودية (أكوا باور) لبناء واستغلال محطة الطاقة الشمسية الحرارية لمركب ورزازات. 

- 19 نونبر 2012: الملك يترأس بمراكش حفل التوقيع على الوثائق المتعلقة بتمويل وإنشاء واستغلال المحطة الأولى للمركب الشمسي لورزازات.

- 10 ماي 2013: الملك يترأس حفل إطلاق أشغال إنجاز المحطة الأولى لمركب الطاقة الشمسية المندمج نور ورزازات . 

- 17 مارس 2014: الملك يترأس جلسة عمل خصصت لبحث سير أشغال إنجاز المخطط الشمسي المغربي نور. 

- 21 أبريل 2014: إطلاق بالدار البيضاء للمجموعة الأولى الصناعية في الطاقة  الشمسية. 

- 19 دجنبر 2014: التوقيع بالرباط بين الوكالة المغربية للطاقة الشمسية (مازن) والدولة ومختلف الجهات المانحة (البنك الدولي، البنك الإفريقي للتنمية، البنك الأوروبي للاستثمار، الوكالة الفرنسية للتنمية، والوكالة الألمانية للتعاون، والاتحاد الأوروبي)، على العديد من الاتفاقيات التي تهم تمويل الشطر الثاني من مشروع المركب الشمسي لورزازات (محطتي نور 2 و نور 3)، بمبلغ يناهز 17 مليار درهم،  أي 5ر1 مليار أورو.

- 17 مارس 2015: الوكالة المغربية للطاقة الشمسية تطلق طلب إبداء اهتمام لإنجاز شطر نور 1 للألواح الشمسية.

- 01 أبريل 2015: إكمال ربط المحطة الشمسية الأولى لورزازات بالشبكة الكهربائية  الوطنية. 

- 19 ماي 2015: الإغلاق المالي المتزامن لمشاريع نور 2 ونور 3. 

- 10 يوليوز 2015: ربط المركب الشمسي نور ورزازات بشبكة الماء غير المعالج.

- 31 دجنبر 2015: إطلاق طلب إبداء اهتمام لإنجاز الشطر الأول من محطة نور ميديلت.

- 04 فبراير 2016: الملك يترأس حفل انطلاق الاشتغال الرسمي للمحطة الأولى للمركب الشمسي "نور ورزازات"، ويعطي انطلاقة أشغال المحطتين الثانية والثالثة من هذا المشروع الضخم.

رابط الفيديو هنا