السبت 18 مايو 2024
مجتمع

عمالة البرنوصي تقدم وصفة نموذجية لتجفيف "بؤر" الأسواق العشوائية

 
 
عمالة البرنوصي تقدم وصفة نموذجية لتجفيف "بؤر" الأسواق العشوائية

منذ يوم السبت 9 يناير الجاري، تعززت عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي في مدينة الدار البيضاء بفضاء ثاني لأسواق القرب التجارية أطلق عليه اسم "الفردوس". وهو المشروع الذي استقبلته الساكنة بترحاب كبير، لما توسموا فيه من انعكاسات إيجابية على واقعهم الاجتماعي والاقتصادي والبيئي. إذ أكد العديد من المواطنين على أن هذه المبادرة، التي استفاد منها 174 تاجر وتاجرة، خلصتهم بداية من ظاهرة "الفراشة" التي طالما عانوا من ويلاتها، وخاصة على مستوى احتلال الشارع العام وما يفضي إليه من عرقلة لحركة السير، ناهيك عن إثارة كل أسباب الفوضى والتسيب وتشويه المنظر الجمالي العام. "الوطن الآن" ولأجل الاقتراب أكثر من الخصوصيات التي حملها "مركز القرب التجاري الفردوس"، قامت بزيارة لعين المكان، حيث التقت مجموعة من المعنيين بشأن التسيير، فضلا عن ثلة من المستفيدين التجار، إلى جانب شباب ونساء كان هذا الفضاء فأل خير على انتزاعهم من آفة البطالة وتبعاتها.

نور الدين بوعالي، تاجر مستفيد

لا مجال للمقارنة ما بين الوضعين..

لا أرى مجالا للمقارنة ما بين الوضع السابق على قارعة الطريق والوضع الحالي في سوق تجاري منظم. وذلك على مستوى الكثير من المفارقات. أولها عامل الأمن الذي مهما وصفت لن أوفي بحقه على أساس أنه متوفر على مدار ساعات اليوم، حتى أنه خصص لذلك كاميرات رحيمة بنا وسيفا على رقاب من ينوون الإساءة سواء لنا أو للمتبضعين. وهذا ما كنا نفتقده أيام "الفراشة" حيث تجد نفسك مهددا في كل وقت وحين من هذا المتشرد أو ذاك "الشمكار" دون حماية مضمونة. مما عرَّض سلعنا للسرقة في أكثر من مرة وأحيانا بالعلن دون أن يستطيع أحد تحريك ساكن. أضف إلى ذلك تراجع مشقة الأتعاب البدنية في هذا السوق قياسا بسابق العهد، وهو المعطى الذي يهمني شخصيا بشكل كبير على اعتبار أنني لم تعد لي القدرة على تحمل المزيد من ظروف اشتغال الشارع العام وحمل الصناديق، في الوقت الذي صرت معفيا منه الآن بفضل مكلفين خاصين بهذه المهمة عند قدوم السلع من سوق الجملة. ولا أريد أن تفوتني الفرصة لأشهد بالعمل الجبار الذي قوم به العامل من خلال وقوفه على ما يجري بالسوق، وحضوره اليومي إليه متفقدا أحوالنا. أما الأمر الوحيد الذي مازال لم يكتمل مراده هو الإقبال الذي نتوخاه، ولو أن هذا كان منتظرا خلال الشهر الأول من يوم الافتتاح، في انتظار أن يعلم بالفضاء زبناء آخرين ويزيح هذا العائق.

خديجة الحلوي، عاملة نظافة

لم أتمكن من كراء محل لكن عوضوني بهذا العمل

كان أملي ومنذ البداية الحصول على محل في هذا الفضاء، إنما عسر الحال وعدم توفري على ما يستوجب أداؤه كان حائلا دون تحقيق هذه الرغبة. وفي المقابل، منحني مسؤولو الجمعية "الله يكثر خيرهم" فرصة الاشتغال كمنظفة، وبالتالي ضمان مصدر رزق شريف يعينني على إطعام أفواه "خمسة ديال النفوس" بعد وفاة أبيهم قبل 14 سنة. وعموما أحمد الله على هذا العمل، خاصة وأنني أؤديه في ظروف مريحة إلى باقي النساء والعاملين إجمالا ومنهم الشباب الذين كانوا بالأمس في عداد العاطلين "بلا شغل ولا مشغلة" ولا مدخول يحفظ كرامتهم من ذل مد اليد لغيرهم. ومما أفرحني أكثر هو أن هؤلاء الأبناء من ساكني المنطقة، ولو اتخذت كل المناطق الخطوة ذاتها لما بقي لدينا مشكل مع هذا الكم الهائل من العاطلين في الدار البيضاء على الأقل..

يوسف سعد الله، تاجر مستفيد

الظروف مواتية وستكون أفضل لو وصلتنا "الطاكسيات"

كنت بائعا متجولا قبل استفادتي هاته التي أهدتني شرف الاستقرار. وبكل تأكيد فالفرق واضح ولا يحتاج للمزيد من الإثبات ما بين الحالتين. فواقع "الفراشة" يعلمه الجميع، ويعلم مغامراته سواء الأمنية أو الصحية، فضلا عن بعض الحزازات التي تثار ما بين التجار والتي تولدها المنافسة غير الشريفة أحيانا نظرا لغياب أي تأطير يضع حدا ما بين الجائز والممنوع. إنما ومن جهة أخرى، نأمل في أن ترتفع وتيرة الإقبال والتعجيل بوصول سيارات الأجرة إلى هنا. لأنني أعرف الكثير من الزبناء يودون القدوم إلى حيث نوجد الآن لكن تعجزهم وسيلة النقل. ولو أن الأمل معقود على حديقة الألعاب المجاورة لتجلب عددا إضافيا من المواطنين حتى من خارج المنطقة ليزداد "الرواج". ومن ثمة "ماكنظنش غادي تبقى تبان ليك ديك 24000 فالشهر".                                                                                

فاطمة البركاوي، تاجرة مستفيدة

الفراشة كلينا بيها الخبز، والله يجازي من كان حيلة وسباب

كلمة حق، "الفراشة كلينا بيها الخبز، وكبرنا منها ولادنا" ومن الإجحاف نكران ما أكسبتنا من رزق. فقد قضيت معها زهاء 30 سنة، أي عمر شاب مسؤول عن نفسه. وبما أن "لكل وقت وقتها" جاء هذا المشروع ليحدث تحولا في مسار تجارتنا، وينقلنا من العشوائية إلى التنظيم، وبدل "جري علية نجري عليك" أصبحنا مستقرين بعيدين عن شمس الطقس وأمطاره، وفي اتقاء من الأوساخ والتلوث. نشتغل في شكل أسرة واحدة، حتى أنني أكلف في بعض المرات الشباب بإغلاق المحل من بعد انصرافي. وهذا يجرني إلى إثارة مسألة الأمن التي لا يمكن لأحد أن يجادل في صرامتها من لدن المناطين بها "الله يعطيهم الصحة". وكل ذلك بفضل العامل إلى جانب باقي المسؤولين. ولن تدري كم أنا "عزيزة عليه.. غير يصد فهاد البلوك ويجي لعندي يسلم علية"، ويوم الأمس فقط قمت أنا بالذهاب عنده بمجرد قدومه فقال لي مازحا "أش بغيتي ثاني ياهاد المرا..؟". والخلاصة، هي أننا نعيش أجواءا مطمئنة هنا، وكل دعواتي أن تدوم وييسر الله أمور جميع هؤلاء الباعة ويجازي "من كان حيلة سباب" في السعي وراء بلوغ الأفضل لهذه الشريحة المناضلة.