الجمعة 3 مايو 2024
سياسة

حميد شباط: الدولة رفضت منحي رئاسة جهة فاس فانتقمت بمبايعة حزب بنكيران

حميد شباط: الدولة رفضت منحي رئاسة جهة فاس فانتقمت بمبايعة حزب بنكيران

"يموت الزمّار وتظل أصابعه ترقص".. ينطبق هذا المثل على حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال والعمدة السابق لمدينة فاس التي خرج منها عشية انتخابات 4 شتنبر صاغرا، وهو يتلقى صفعة قوية من غريمه إدريس الأزمي العمدة الجديد للمدينة التي كاد الاستقلاليون أن يؤممونها ويضيفونها إلى تركة علال الفاسي، الزعيم الروحي والمؤسس لحزب "فّاسة"، وهذا دليل على موقع العاصمة العلمية في نفوس الاستقلاليين.

حميد شباط احتاج لوقت طويل ليصحو من "كابوس" التفريط في مدينة الأسلاف، وسيذكر التاريخ في صفحاته أن بنكيران "سرق" من الاستقلاليين قلبهم في ولاية حميد شباط الذي كان يمشي في مدينة فاس مزهوا كـ"إمبراطور" صغير.

العدالة والتنمية لا تعتبر الفوز الساحق بمدينة فاس في الانتخابات الجماعية والجهوية "اجتياحا" أو "سرقة" أو "احتلالا"، بل هو "تحرير" وبداية عهد جديد لمدينة عاقب سكانها "ملوكها" الاستقلاليين وطردوا حاكمها حميد شباط بـ"الكراطة" و"الشطابة" و"الصبّاط".

شباط لم يزدرد طعم الهزيمة، لأن فقدان فاس إيذان ببداية نهاية "الإمبراطورية" التي بناها الاستقلاليون في مدينة فاس. فأكثر المتشائمين كان لا يحلم أن يذل إدريس الأزمي الاستقلاليين هذا الإذلال المرعب. حتى حميد شباط المحصن بثقة عمياء وبطولة من ورق أجاب برعونة حين سأله الصحافي عن رد فعله إذا انهزم في الانتخابات "إذا لم أحتل المرتبة الأولى سأقدم استقالتي".

وبينما كان ينتظر المغاربة أن يتحلى حميد شباط بأخلاق المنهزمين ويعترف بفشله ويقدم استقالته مثل ربان سفينة تبتلعها الأمواج، فيكون من أول القرابين المقدمة للموت. لكن شباط الذي بنى طموحه ومجده وأهواءه ونزواته على الجشع والمناورات والدسائس حاول المناورة مجددا، وفاس التي خرج من بابها الواسع حاول العودة من نافذتها الضيقة عبر رئاسة جهة فاس-مكناس "طارت معزة نزلات معزة".

 بمنطق عليّ وعلى أعدائي حاول شباط أن يحيك لعبته الأخيرة مع وزارة الداخلية في فصل من فصول الابتزاز الذي لمع به اسمه، وهو الخبر الذي نشره موقع "كَود". فبناء على مصادرها الخاصة ذكر الموقع أن وزير الداخلية محمد حصاد قدم خلال اجتماع المجلس الحكومي الأخير المنعقد أمس الخميس تفاصيل "ابتزاز" شباط للدولة لرئاسة جهة فاس-مكناس بدل امحند العنصر.

فشل حميد شباط في مساوماته الأخيرة هو ما يفسر "الانقلاب" الأبيض على حلفائه في المعارضة، ووجد حكاية خيانة حزب الاتحاد الاشتراكي لميثاق شرف تحالف المعارضة "الشمّاعة" التي يعلق عليها هروبه وارتماءه بين أحضان "أعداء الأمس"، وفك الارتباط مع حلفائه وبعثرة أوراق الدولة في هذه الانتخابات الاستثنائية التي أشاد بها العالم.

مثل طفل صغير انتزعت منه الشوكولاطة، فرفع عقيرته بالصراخ حتى يسترجع ما انتزع منه. هذا ما حاول أن يجربه حميد شباط، فكي يمحو صفعة فقدان فاس، كان يبحث عن مجرد "نصر صغير" ولو كان "حقيرا. لكن الدولة أقفلت في وجه جميع المنافذ وقنوات "الابتزاز"، ليجد نفسه في عزلة قاسية يجتر ذيول الهزيمة. وليكمل فصول التمثيلية الهزلية التي كان فيها بطلا خائبا انضم إلى قافلة "البيجيدي" وعانق العمدة الجديد إدريس الأزمي، بل صوت عليه، وطاف به في أروقة بلدية فاس، واستفاض في شرح الصور التاريخية المعلقة على جدران البلدية، ليسجل التاريخ أن آخر وظيفة قام بها حميد شباط بعد تنازله عن "عرش" العمودية هي وظيفة "faux guide"!!

أفليست استقالة حميد شباط في وقتها كانت أرحم وأشرف له من تمريغ اسم قيادي بقامة "علال الفاسي"، وتلويث حزب برصيد تاريخي هو ما يشفع له أن يجدد المغاربة فيه ثقتهم بشرط أن يختفي شباط خلف الظل!!