الخميس 2 مايو 2024
سياسة

أيها المنتخبون.. تعالوا إلى جنيف لتعلم كيفية رفع الراية المغربية

أيها المنتخبون.. تعالوا إلى جنيف لتعلم كيفية رفع الراية المغربية

ما أن انهى "كريستيان دوبوسي" Christian Dupessey، عمدة مدينة "أنماس"  Anmasse الفرنسية عرضه بقصرالأمم المتحدة بجنيف يومه الخميس 17 شتنبر 2015 بالقاعة رقم 1، حتى تقدمت للسلام عليه وطرحت عليه السؤال التالي: "هل يمكن لي سيدي العمدة أن أن أطلب منك طلبا؟ ".

فوجئ المسؤول البلدي الفرنسي بسؤالي. بل حتى سفيرة فرنسا " إليزابيت لوران "Elisabeth Laurin لدى الأمم المتحدة بجنيف، ظلت مشدودة وأجابتني – نيابة عن العمدة -  بسؤال آخر: "وما هو السبب لكي يترشح دوبوسي بالمغرب". قلت لها: "عفوا سيدتي السفيرة المحترمة، المغرب نظم للتو انتخابات محلية لاختيار 31 ألف منتخب لتسيير 1503 جماعة حضرية وقروية و12 جهة. لكن للأسف الرؤوساء الفائزون بالرئاسة في عدة مدن وجهات بالمغرب  بدل أن يرفعوا الإيقاع، نراهم "هبطوا النيفو بزاف". وبدل أن يجروا المغرب للعالمية نراهم يتراشقون بالتهم الساقطة وبالسب الزنقاوي وفي "البيع والشرا"  فيما بينهم. وها أنا أرى أن عمدة مدينتكم يترأس اللقاء بقصرالأمم المتحدة للتسويق للقاء دولي ستحتضنه مدينته حول طرق التمويل الجديدة للمشاريع بالمدن، وعلاقتها بالتنمية المستدامة. وهو تسويق لن تنتفع منه  "أنماس" فقط بل فرنسا ككل. وهذا عمل كان موكولا إلى عهد قريب إلى رؤساء الحكومات والوزراء، لكن أن يعتلي عمدة المنصة ويقترح الفكرة ويدافع عن الأطروحة ويعبئ لها المجتمع الدولي، فهذا أمر يدخل في باب "الخيال العلمي بالمغرب". وحبذا لو استفاد رؤساء الجماعات بالمغرب من نموذج عمدة  "أنماس"  للترويج لمدن المغرب " بالمنتديات الدولية.

هنا تدخل "كريسيان دوبوسي" وقال : "شكرا على هذه الشهادة، إن الوقت لم يفت وما زال أمام كل مسؤول بأي مدينة بالعالم ليبادر ويعبئ ويسوق المنتوج الترابي لمدينته. ومرحبا بك كصحفي ومرحبا بأي مسؤول جماعي مغربي في اللقاء الدولي ب "أنماس " يومي 29 و30 أكتوبر 2015 ".

هذا ملخص الحديث الخاطف الذي دار بيني وبين سفيرة البعثة الدائمة الفرنسية  بجنيف وعمدة "أنماس " اليوم، بعد اللقاء المنظم للإعلان عن أرضية الملتقى الذي ستحتضنه هذه المدينة الموجودة على حدود سويسرا. وما آلمني أن "أنماس" هي مدينة فرنسية  صغيرة لايتعدى سكانها 33166 نسمة، أي أقل من سكان درب المعاكيز بالبرنوصي وأقل من سكان كاريان الرحامنة بسيدي مومن وأقل من سكان درب سيدي الخدير بالحي الحسني وأقل من سكان دوار التقلية بعين الشق وأقل من سكان حي للامريم (وكلها أحياء هامشية بالبيضاء). أي كيف لعمدة مدينة لا يتجاوز سكانها 33166 نسمة أن يخاطب البشرية (6 مليار نسمة) ويربح الرهان في تنظيم اللقاء الدولي بتراب مدينته، والذي (أي اللقاء)  سيحج إليه 550 خبير- تحت رعاية الأمم المتحدة -  من مختلف بقاع العالم ليناقشوا أشكال تمويل البنيات والمرافق بالمدن عبر الشراكة بين الدولة والخواص، في حين لم يقو رؤساء مدن المغرب على المناداة حتى على الجامعة المغربية والمنظمات المدنية لمناقشة سبل تسريع وتيرة تحسين جودة عيش المغاربة ، فأحرى أن يقوم هؤلاء المنتخبون باقتحام المنتديات الدولية لتسويق مؤهلات مدنهم لجلب الاستتمارات والسياح وتعزيز الإشعاع العالمي لمدننا؟

ياعمداء المدن بالمغرب، انزعوا "قشابة الذل" عنكم وحلقوا في الأجواء العالمية واقتدوا بما يفعله الغرب لتطوير قدرات المدن. فالله قد يرحمكم في الآخرة لأنه الحق المطلق، لكن المؤكد أن المغاربة (وأنا على رأسهم)  لن يرحموكم لا في الأرض ولا في السماء، إن لم تستوعبوا الدرس.