الخميس 16 مايو 2024
سياسة

سمات الانحراف عن المذهب المالكي صارت واضحة للعيان في العديد من مناطق المغرب

سمات الانحراف عن المذهب المالكي صارت واضحة للعيان في العديد من مناطق المغرب

سيرا على تحليل الأستاذ محمد المرابط،فإن تحليله شيئا ما يتكلم بنبرة متسامحة.. لكن واقع المغرب وشباب المغرب أكثر من ذلك سوءا، والأسوأ أن المؤسسة العلمية بالمغرب تسوق أن المنهج والخطة المعتمدة في الحقل الديني ناجحة مائة في المائة.. لكن بتشريح واقع الحقل الديني واللاعبين فيه هرميا، نجده مبنيا على البهتان المرصع بلمعان الذهب ليسوق للباب العالي على أن المغرب بعلمائه قادر على ضبط الشارع والميولات الدينية.    

إذ كيف يعقل أن الإمام البسيط ترك يصارع تجاذبات الميولات الفقهية التي تغزو كل بيت وكل شاب؟ وكيف يعقل أن هذا الإمام البسيط لا يستطيع مجادلة كل من تلقى تكوينا فقهيا فقيرا من كتب الشوارع أو الفتاوي الشاذة؟ وتدعي الوزارة أنها تعتمد تكوينهم علميا من خلال تأهيل الأئمة.. فبالدراسة والتمحص لهاته الحصص التي لا تكاد تخلو من التكرار والرتابة، في مجملها مختصرة على أربعة محاور تصب في تفسير سور الحزب الستين أو الإمامة وشروطها وتفسير كتاب بن عاشر ومنظومته في الفرائض. فهل هذا ما يحتاجه الإمام في هذا الزمان؟ إلى غير ذلك، فما النتيجة التي توصلنا لها؟ بكل بساطة حرص الإمام على قبض 90,00 درهم عن كل لقاء عوض حرصه على العلم، ثم من هم المؤطرون الذين يعتبرون علماء؟ هم بكل بساطة، أو بالأصح، ساردون لكتيب، وليس لهم علاقة بالعلم إلا القليل منهم.. ومن يكذب فيوم السبت قادم والمراكز غزيرة.. ثم إن من يسمون بالأئمة المرشدون سابقا والأئمة المؤطرون اليوم هم نوع فاقد الشيء، ثم النوع البخيل عملهم الميداني يختصر في خطب الجمعة، وكل إمام محبوب من الشباب معتدل ذو صوت جيد منبوذ من المجالس العلمية وأعضائه.. ولنا في كل ما سبق بجهة تادلة أزيلال الغزارة كما ونوعا. بل من المجالس ما تتصارع فيما بينها حول قبول الشواهد المسلمة من طرفها، مما يفتح المجال أمام سؤال محير.. من من المجالس نعتمد شهادته وطنيا؟ وإن كانت بعض مجالس المغرب تعتمد على أعضاء لا يحفظون القرآن، فكيف لهم أن يؤطرون حملة القرآن؟ وإن كان في بعض المجالس ذاتها أعضاؤه يتصارعون فيما بينهم، فكيف لهم أن يكونوا قدوة؟ وإن كان هم هؤلاء المنتسبون للعلم أكبر همهم السخاء المادي والتعويضات، فأين العمل؟ بل حتى تقريب المجلس من الشباب غائب، وكراهية في العلاقة بينهم وبين من يرابط بالمساجد من كثرة اللجان والمراقبة وكلام لا يغني الإمام من جوع. إمام بـ 1100,00 درهم و إمام مرشد 5000,00 درهم وعضو مجلس علمي بـ 5000,00 درهم والتأهيل بـ 700,00 درهم وخطيب أو واعظ أو غيرها، لتكون بقرة الأوقاف أكثر عطاء، وكأن الشاب المغربي غبي لا يفقه؟

طبعا سيلتفت المغاربة إلى المشرق لأن أمثال محمد حسان وعائض القرني وطارق السويدان لا يروهم في أيامهم ونكاد نعد علماءنا على الأصابع.. فاين هو فريد الأنصاري والشيخ الزاوية... أو لم يحارب الشيخ عبد الله بلمدني لسنوات طوال من المؤسسة الدينية عينها؟ وهذا نموذج صارخ.. فماذا وقع؟ التف المغاربة حوله.. هذه هي المعادلة التي للأسف لم يفهمها بعد جل رؤساء المجالس العلمية والمناديب والمدراء بوزارة الأوقاف: أن زمن الإقصاء أو الاستقواء قد ولى كما وقع لمندوب الوزارة بالبيضاء، وأن قطار الاحتواء إن لم يركبوه الآن قد يدهسهم.. فسمات الانحراف عن المنهج بدت واضحة في العديد من مناطق المغرب كطنجة ومراكش وتادلة أزيلال وغيرها.. بل صار عند علمائنا بالمجالس العلمية العلم يختصر في أمور يعرفها الصغير قبل الكبير، ألا وهي: الجلباب والطربوش الأحمر فقط، وتم تعديل البلغة بالحذاء الأبيض، التسليمة الواحدة، وقراءة الحزب.. فأين هو فقه الإمام مالك؟ وأين هو ورعه وزهده وأخلاقه؟ هذا ما يحتاجه الشباب المغربي، وليس أن نرى علماءنا يتسابقون على المزارات بالمناسبات الدينية.