وجه الملك محمد السادس، الثلاثاء 29 يوليوز 2025، خطابا إلى الأمة بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لاعتلائه العرش، رسم من خلاله ملامح المرحلة المقبلة على المستويين الاقتصادي والسياسي، مؤكدا على أولوية العدالة الاجتماعية والمجالية، والاستعداد للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، مع التمسك بخيار الانفتاح الإقليمي والدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة.
أولا: انجازات اقتصادية وتحديات اجتماعية
أكد الملك أن المغرب حقق خلال السنوات الأخيرة نسب نمو مهمة رغم الأزمات الدولية والجفاف، بفضل صلابة الاقتصاد الوطني وتوجهاته الاستراتيجية، مبرزا أن الصادرات الصناعية تضاعفت منذ 2014، خاصة في مجالات السيارات والطيران والطاقات المتجددة. كما أشار إلى أن المغرب تجاوز هذه السنة عتبة مؤشر التنمية البشرية، ليدخل فئة الدول ذات “التنمية البشرية العالية”.
غير أن الخطاب لم يخلُ من الاعتراف بوجود تفاوتات مجالية واجتماعية، خاصة بالعالم القروي، حيث شدد الملك على أن التنمية الاقتصادية لا تكتمل إلا بانعكاسها المباشر على حياة المواطنين، داعيا إلى إطلاق جيل جديد من برامج التنمية الترابية المندمجة، يرتكز على التشغيل، وتحسين التعليم والصحة، والتدبير المستدام للموارد المائية، ومشاريع التأهيل الترابي.
ثانيا: استحقاقات انتخابية في أفق 2026
على الصعيد السياسي الداخلي، شدد الملك على ضرورة الإعداد الجيد للانتخابات التشريعية المقبلة، المقررة في 2026، وضمان وضوح القوانين المؤطرة لها قبل نهاية السنة الجارية، بما يعكس الحرص على الاستقرار المؤسساتي وترسيخ الممارسة الديمقراطية.
ثالثا: اليد الممدودة إلى الجزائر
خارجيا، جدد الملك التأكيد على موقف المغرب الثابت تجاه الجزائر، معتبرا الشعب الجزائري "شعبا شقيقا تجمعه بالمغاربة روابط الدين واللغة والمصير المشترك"، ومجددا دعوته إلى "حوار صريح وأخوي" لتجاوز الخلافات القائمة، في إشارة واضحة إلى تمسك المغرب بخيار حسن الجوار والانفتاح الإقليمي.
رابعا: الصحراء المغربية ودعم دولي متزايد
وفي ما يخص القضية الوطنية، أعرب الملك عن اعتزازه بالمواقف الدولية الداعمة لمبادرة الحكم الذاتي، ولا سيما من بريطانيا والبرتغال، مؤكدا أن الحل المنشود يجب أن يكون توافقيا، "لا غالب فيه ولا مغلوب"، بما يحفظ ماء وجه جميع الأطراف.
خامسا: إشادة بالقوات المسلحة
واختتم الملك خطابه بتحية إشادة وتقدير لكافة مكونات القوات المسلحة الملكية والأجهزة الأمنية والترابية، مستحضرا تضحيات شهداء الوطن وفي مقدمتهم الملكان الراحلان محمد الخامس والحسن الثاني.
كمال لعفر، رئيس منظمة الطلبة الحركيين
.png)