السبت 27 يوليو 2024
كتاب الرأي

محمد عزيز الوكيلي: ترشيح أنفانتينو فوزي لقجع لرئاسة الكاف خلفاً لموتسيبي؟ ياله من كابوس مرعب!!!

محمد عزيز الوكيلي: ترشيح أنفانتينو فوزي لقجع لرئاسة الكاف خلفاً لموتسيبي؟ ياله من كابوس مرعب!!! محمد عزيز الوكيلي
من الأكيد أن هذا الخبر لا يمكن أن يأتي هكذا من فراغ، فلابد أن تكون خلف دخانه الكثيف نارٌ متّقدة، أو رمادٌ شديدُ الحرارة، ولابد أن يكون له نصيب من الواقعية، لأن الواقع في الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم وفي محيطَيْها المباشر وغير المباشر، وحتى داخل الفيفا وما حولها، ينبئ بتطوّر حثيث لموقع السيد فوزي لقجع على أكثر من صعيد، بوصفه الشخصية الأكثر بروزاً وتميّزاً ونفوذاً في الاتحادين معاً، الإفريقي والدولي، من خلال عضويته في المكتبين التنفيذيين لهذين الاتحادين...
 
صحيح أن جيراننا الشرقيِّين يبالغون في تحميل السي فوزي أكثر مما يطيق، ناسبين إليه نصيباً هائلاً من النفوذ المفرط، ومن التدخل في كل شيء داخل دواليب الكونفدرالية الإفريقية وحتى في اللاشيء... ولكن واقع الحال لا يعدم أن يكون فيه للسي فوزي وزن فائق الثقل داخل الكاف وحتى خارجها، لا لشيء سوى لأنه يعمل بجد وفي صمت، ولا يتكلم إلا عند الضرورة، كما فعل ذات حديث إعلامي في التلفزيون المصري أقام  من جرّائه الدنيا ولم يُقعِدها، ووضع فيه نقطاً كثيرة على حروف كثيرة، ليس فقط إزاء إخواننا في أرض الكنانة، الذين صحّحوا مواقفهم واعتذروا للسي فوزي عن أحكامهم السابقة والمُسْبَقة، بل أيضاً إزاء جيراننا في شرق المملكة، الذين كان لسان حال المتحدث المغربي يقول لهم ضمنياً، كما جاء في ذلك المثل الشهير ولكِنْ بِمَكْرٍ لَبِقٍ ومُهَذَّب: "إيّاكِ أعني واسمعي يا جارة"!!!.
 
المشكل الآن، وفي هذه الحالة بالذات، أنّ الذي يُرشّح السيد فوزي لقجع، كما تقول الأخبار السائدة إنْ صحّت، هو رئيس الاتحاد الدولي بلحمه وعظمه، وهذا، كما سيبدو لكل متتبّع، فيه لطمة أخرى شديدة وبالغة الإيلام لدولة الجزائر نظاماً غبياً وحكومةً كسيحةً وشعباً مسطولاً ومُغَيَّباً، ربما لن يفيقوا منها إلا بعد أن "تقع الفاس في الراس"، ويُصبحوا ذات يوم بالفعل، على السيد لقجع وقد صار رئيساً فعلياً للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم صِفَةً واِسماً ومُسَمّى... وساعتئذ "أراك للبكاء والعويل الحقيقيَيْن"، بعد كلّ نوبات التباكي المصطنع، التي أدمنوا على افتعالها واختلاقها منذ سنين لغيرِما سبب معروف ومعقول!!!.
 
أعتقد شخصيا، وكما أكد لي ذلك عدد من الأصدقاء خابرتُهم في هذا الموضوع، أنّنا لا ريب سنشهد حالة هستيرية غير مسبوقة، ربما دفعت الجيران إلى الانتقال فعلا، وليس قولا فقط، إلى محاولة الانتظام في الكونفدرالية الأسيوية لكرة القدم، إذا هي قبلت بهم بين ظهرانيها، وإنٌ كان قبولُها بضمهم مستبعَداً، لأن الموقع الجغرافي والجيوإثني للجارة الجزائر إفريقي أمازيغي عربي ومتوسطى، ولا علاقة له بالتالي بالنطاق الآسيوي، علما بأن مسؤولي الكرة الجزائريين يتحجّجون بالحالة الأسترالية، التي وطّدت وجود أستراليا داخل دائرة المسابقات الكروية الآسيوية...
 
غير أنّ لذلك مبرراً معقولاً، إذ أن أستراليا تكاد تكون قارةً في حد ذاتها، كما أنها أقرب إلى آسيا أكثر من قربها لأي قارة أخرى... المهم أنّ قبول الكونفدرالية الآسيوية بانتقال الاتحادية الجزائرية للتباري تحت لوائها يبقى جدَّ مستبعد، وقد يكون مستحيلاً من الناحية القانونية، بل من الممكن أيضاً، والجائز والمتوقع و"المبكي/المضحك"، أن تعترض عليه الكونفدرالية الإفريقية، وخاصة مع بقاء السي فوزي ضمن هياكلها القيادية، فبالأحرى إذا آلت إليه رئاستُها كما تقول التوقعات إلى غاية زمان الله هذا!!!.
 
والآن، وبهذا الاحتمال الوازن، ستجد الاتحادية الجزائرية نفسها مرة أخرى في مواجهة الكاف، وتجد نفسها مجبرة على القبول بقدَرِها الإفريقي إلى أن يتغيّر نظام الحكم في الجزائر، وتتغير معه كل هذه المواقف الصبيانية المُقرِفة!!!.
 
المهم، أنهم الآن أمام مصيبة أخرى تنضاف إلى واقعهم البالغ أقصى درجات اليأس والانعزالية!!!
خلاصته، عندما يقارِن المتتبعون هذه الحالة الجزائرية الميئوس منها من جهة، والمنزلة العالمية للكرة المغربية ولجامعتها الملكية بين نظيراتها على الصعيد الإقليمي والجهوي والقاري والعالمي من جهة ثانية، فإنهم لن يعدموا أن يتوقعوا للنظام الجزائري وأزلامه، وللدائرين القليلين في فلكه، المزيد من الحمق والعته ومن المواقف غير الموزونة وغير المحسوبة، و"أراك للفراجة من جديد"... والأيام بيننا... وللحديث حتماً صلة!!!

 
محمد عزيز الوكيلي/ إطار تربوي