المصطفى تكاني وغلاف كتابه صدر للكاتب الأستاذ المصطفى تكاني مؤلف جديد يحمل عنوان "وزراء التربية الوطنية بالمغرب وأهم المحطـات الإصلاحية لفترات انتدابهم منذ الاستقلال إلى الآن " عن دار الثقافة الجديدة للنشر والتوزيع؛ الذي يواصل فيه وضع لبنات مشروعه التاريخي والتوثيقي لرصد أهم الأحداث والمراحل التي عرفها التعليم في بلادنا، لما لها من دلالات وانعكاسات اجتماعية وثقافية . ويتميز هذا الكتاب بإعطاء نظرة تاريخية حول أصناف التعليم لفترة ما قبل الاستقلال، ثم التحديات التي واجهتها حكومات الاستقلال الأولى في توسيع الطلب على التمدرس أمام بلد متنام بأعداد ديمغرافية تتكاثر ومتطلبات اجتماعية وتربوية كبيرة؛ لضمان ترسيخ مبادئ عاشها المغرب : المغربة والتعريب والتعميم والتوحيد .
وقدم الكتاب صورة توثيقية لمسار تنظيمي لاختصاصات وزارة التربية الوطنية، ومهام المسؤولين عنها في التعليم الابتدائي والتعليم الثانوي بسلكيه الإعدادي والتأهيلي ؛ معززا ذلك بإحصائيات وبكل ما هو توثيق رسمي لفترات اشتغال السادة وزراء التعليم من 7 دجنبر 1955 إلى 7 أكتوبر 2021 .
وهو محاولة للتركيز على تبيان أهم معالم عمل السادة الوزراء لإعطاء صورة واضحة حول مجالات تدبير وأجرأة البرامج الحكومية حول التعليم بالمغرب؛ عبر عمل اللجن الإصلاحية والمخططات الثلاثية والخماسية، والمناظرات والندوات التعليمية التي خططت لمسار التعليم . وهو مقاربة توثيقية مؤسساتية لتأطير اشتغال السادة الوزراء، عمل اتسم بالمزج بين تقديم سير السادة الوزراء بما يفيد ربط ذلك بأهم الأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية العامة التي عرفها المغرب؛ وبين عرض أهم الأحداث والمواقف والآراء التي عكست مدد اشتغالهم ؛ منذ الاستقلال إلى الآن؛ استنادا إلى النصوص التشريعية المعتمدة الواردة في أعداد الجريدة الرسمية منذ سنة 1916 إلى سنة 2022، لوضع الباحث والقارئ في جملة النصوص القانونية التي حرص الكاتب على حصرهـا لتكون الصورةُ واضحةً عن فترات اشتغال السادة الوزراء مرتبةً ترتيباً تاريخياً .
وخصص الفصل الثامن لعرض أحداث وآراء ومواقف شكلت أهم مـا ميز مراحل اشتغال السادة الوزراء؛ انطلاقا من أهم المحطات الأساس للمخططات الإصلاحية ( الثلاثية أو الخماسية ) والندوات واللقاءات، أو بالتغيرات التي ميزت بعض المراحل التعليمية بعد تلك المخططات؛ إما نقلا عن أقوالٍ وتصريحـــاتٍ وحواراتٍ معهُـم؛ وردتْ في بعض الكتب أو المجــلات أو الجرائد؛ لجعلها آراءَ شاهدةً للأمانة عما أقروا بها . أو من خلال بعض المواقف التي أثبتتها دراساتٌ وكتاباتٌ تم تدوينها حول المرحلة هذه أو تلك .
