الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

إدريس الأندلسي: التأخير المزمن للرحلات الجوية الداخلية

إدريس الأندلسي: التأخير المزمن للرحلات الجوية الداخلية إدريس الأندلسي
يتساءل الكثير من مستعملي الطائرة للتنقل داخل المغرب عن سبب تأخر إقلاع وهبوط الطائرات في الوقت المعلن عنه في بطاقة السفر. الأمر يهم بالأساس الخطوط الملكية المغربية. انتظار ساعة أو ساعتين إضافيتين في المطار بعد انتظار يلي مرحلة التسجيل والوصول إلى قاعة الإنتظار أصبح عادة لم تعد مفاجأة للمسافر.
المفاجأة أصبحت هي احترام المواعيد. وأنت في المطار تراقب عقارب الساعة وتبدأ في الدخول إلى مرحلة اليقين أن التأخير قدر لا راد له ما دامت الطائرة التي ستقلك إلى مدينتك لم تصل بعد إلى المطار.
خلال هذا الأسبوع لم يسلم مسافرون على رحلة إلى مدينة الداخلة ذهابا وإلى الدار البيضاء إيابا من انتظار دون إخطار لمدة تتجاوز الساعة ونفس الوضع قد يكون قد عاشه مسافرون في عدة مطارات. قد ترضى بقدرك الذي فرض عليك بحكم فعل طارئ ولكن أن يتحول الطارئ إلى عادة فهذا يطرح سؤال سوء تدبير برمجة الرحلات الجوية الداخلية. هناك إقبال كبير على هذه الرحلات رغم أسعارها التي تفوق في بعض الفترات أسعار الرحلات الدولية الخاصة بمحيطنا المتوسطي الشمالي.
وللعلم فإن تذكرة السفر إلى الداخلة ذهابا وإيابا تتجاوز 2000 درهم. قد لا تعطي أهمية لوجبة متواضعة لا توازي الوجبة التي تقدم للمسافر إلى دول الجوار الأوروبي والتي تستغرق نفس المدة الزمنية. ولكن سؤال الفرق في التعامل مع الرحلات يستفزك. منظر الوجبة الملفوفة يوحي بكثير من الصور عن الاستهزاء وقلة احترام ذوق وانتظارات مسافر دفع ثمن رحلة مسافتها تعتبر متوسطة بالمعايير الدولية.
قد تصبر على تأخر انطلاق رحلتك وقبول وجبة متواضعة جدا ولكن هذا الصبر يكون في كثير من الأحيان مكلفا. قطار المطار يتوقف عند بداية الليل وهذا الوضع قد يجبرك على دفع مبلغ كبير من المال للسفر إلى بيتك بمدينة أخرى بواسطة سيارة أجرة. سألت أحد المضيفين المؤدبين عن سبب التأخير فكان جوابه تقنيا. الطائرة التي تقل المسافر داخل المغرب تصل في الغالب متأخرة من رحلة دولية. ربط المضيف الأمر بالإضرابات في فرنسا وتأثيرها على البرمجة. حاولت إقناعه أن التأخير يحدث حتى خارج فترات الإضراب. كان مهنيا في تعامله وأستخدم لغة دبلوماسية لم تقنعني.
إلى ماض قريب، كانت لدينا خطوط جوية داخلية والآن ورغم الطلب المتزايد على الرحلات الداخلية، تعطى الأهمية للخارج أولا. فلينتظر المسافر في وجدة أو تطوان أو العيون أو أكادير وليصمت ما دامت شركات النقل صامتة إلى أجل نتمنى أن يكون قريبا. مرت أزمة كورونا واسترجعت حركة الأسفار عافيتها ولا زالت شركتنا الوطنية غير قادرة على استرجاع مكانتها ضمن شركات الطيران. كانت خطوطنا الملكية المغربية مثالا في جودة الخدمات ودقة المواعيد وأناقة الاستقبال. دافع الغيرة على شركتنا الوطنية هو ما يدفعنا إلى رفع مستوى الخدمات في زمن المنافسة وتنوع عروض وسائل السفر داخليا وخارجيا.