الخميس 18 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد بوكرمان: ليست مجرد لعبة

محمد بوكرمان: ليست مجرد لعبة محمد بوكرمان
- حين غرد الرئيس الأمريكي ترامب معترفا بمغربية الصحراء،
كنا قد تفاعلنا بتغريدة مفادها أن الأمر لا يتعلق بتغريدة طائشة من رئيس مندفع متسرع مثير للجدل،
بل ان الأمر يعبر عن موقف استراتيجي للدولة الأمريكية يتجاوز ترامب بل يتجاوز حتى سياسة وبرامج الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ليعانق المصالح الاستراتيجة الحيوية للدولة الأمريكية، والتي التقت في لحظة تاريخية ذات طبيعة انتقالية دقيقة مع المصالح الحيوية الاستراتيجة للمغرب.
- واليوم نقول ان ما حققه المغرب خلال كأس العالم،
ليس ضربة حظ، ولا صدفة.... كما يحاول البعض أن يفسر، بل هو مؤشر من مؤشرات، بداية نهاية نظام عالمي، وبداية تشكل نظام عالمي جديد، نحاول أن نكون بل يجب أن نكون جزءا أساسيا في صناعته لنضمن مصالحنا الحيوية فوق هذه الأرض وتحت هذه الشمس التي لا يحترم فيها سوى الأقوياء.
- بالفعل لقد صنعنا جزءا من التاريخ بالوصول الى المربع الذهبي،
وكان لنا شرف النصر والتحدي والممانعة،
- لعبنا بقوة وابداع وحماس وشرف و بدون مركب نقص،
انتصرنا في لعبة كرة القدم، ولم نخسر بقواعد اللعب النظيف،
- بل خسرنا أمام جبروت الفساد الذي يسيطر على دهاليز الفيفا،
والذي لا يعترف الا بمصالح الشركات المتعددة الجنسيات ولعبة المال والاستشهار لادامة الاتجار بالمواهب خاصة والبشر عامة.
- خسرنا في مواجهة الرجل المريض للاتحاد الأوربي "فرنسا" ، الذي تتداعى قوته ويتجه نحو الأفول، والذي خسر مصالح حيوية كبيرة كان يعتبرها مصالح أبدية في مجاله الحيوي الكولونيالي السابق، والذي يرفض أن يتعامل المغرب معه بندية واستقلال دفاعا عن مصالحه الحيوية، واستعمل كل قوته المتبقية وبأدوات فاسدة للحفاظ على ماء وجهه في مواجهة "رياضية" مع قوة وممانعة وشموخ وعزة ما يعتبره مستعمرته السابقة.
- ودخلنا الى جغرافيا لعبة الأمم من بابها الرياضي الواسع والذي يكثف ما يعتمل في رحم الدولة والمجتمع من ديناميات،
- هو مسار تصاعدي يجب أن يكون له ما بعده وما يوازيه
في جميع المجالات وعلى جميع المستويات التنموية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية....
- ما حققه المنتخب المغربي في كأس العالم والالتفاف الوجداني القوي الوطني والاقليمي والقاري ولمغاربة العالم ومهاجري مختلف دول الجنوب وجزء كبير من أحرار العالم، ليس فقط على انتصارات في مباريات كروية،
- بل هو التفاف حول جوهر لملامح بداية تحول تاريخي في سيرورة كسر الصورة النمطية للهيمنة الغربية وامتدتداتها الأمريكو لاتينية على تاريخ الألقاب الكروية العالمية،
- وفي جوهرها التفاف على صيرورة قيد التشكل من أجل صناعة تاريخ جديد ونظام عالمي جديد يقطع مع الهيمنة الغربية على مقدرات الشعوب، واحتكار الثروات المادية واللامادية بما فيها احتكار الفرح والسعادة والانتصارات في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرمزية.
- بالفعل إنه نظام عالمي في طريقه إلى الاضمحلال، ونظام عالمي قيد التشكل، يجب أن نكون إحدى حلقاته القوية.