السبت 20 إبريل 2024
مجتمع

أرقام أطفال التّربية الدّامجة بالمغرب.. لم التراجع ومن نصدّق أمزازي أم بنموسى؟

أرقام أطفال التّربية الدّامجة بالمغرب.. لم التراجع ومن نصدّق أمزازي أم بنموسى؟ من أمزازي إلى بنموسى: محنة الأطفال في وضعية إعاقة تتعمق من جديد
فجّرت أرقام جديدة كشفها شكيب بنموسى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في عرض له أمام لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب  أن عدد الأطفال في وضعية إعاقة بالمؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية في المغرب يصل إلى 41 ألفا، بعدما كان الرقم وصل إلى نحو 98 ألف طفل في عهد نهاية ولاية سلفه الحركي سعيد أمزازي، مما يعني أنه خلال سنة دراسية واحدة "تبخّر" 58 ألف طفل في وضعية إعاقة. وهو رقم كبير يكشف خللا ما داخل منظومة التربية والتكوين في المغرب.
 
وبرأي مراقبين تحدثوا لموقع "أنفاس بريس"، من نصدق؟ أرقام الوزير الحالي بنموسى أم سلفه سعيد أمزازي، في وقت لم يتغير فيه أي شيء، حيث أن من يدبرون هذا المجال في المستويات المركزية (باب الرواح والجهوية (الأكاديميات) والإقليمية (المديريات) لم يتغيروا، وهم من منحوا تلك الأرقام قبل سنة "منفوخة الأوداج"، لتتراجع اليوم إلى أكثر من 60 في المائة. وهو رقم مثير للاستغراب، ويساءل أين تبخر أكثر من 58 ألف طفل في وضعية إعاقة بعد تبني المنظومة التربوية لمفهوم "التربية الدامجة".

 كما أعلن الوزير بنموسى أنه تم اعتماد ثلاثة آلاف (3000) مؤسسة تعليمية في المغرب دامجة. وبحسب محمد بلوش، المختص في التربية الدامجة، فإن هذا الرقم لا يرقى إلى التطلعات، ويجسد أن المنظومة التربوية بعد أربع سنوات على إرساء التربية الدامجة وإقرار بنياتها الهيكلية والمؤسساتية مركزيا وجهويا وإقليميا لم تتعد 20 % أمام أكثر من 14 ألف مؤسسة تعليمية في المغرب".

 وأوضح بلوش في تصريح لموقع "أنفاس بريس"، أن واقع الحال يؤكد التهافت على الأرقام، فيما الواقع يكشف هشاشة التمدرس، وأن آلاف الأطفال ما يزالون خارج المدرسة المغربية بلا تمدرس ضمن هاته الفئة التي ما تزال عقليات متكلسة تحرمها من الداخل، وفي المحيط، من حقها الدستوري في التمدرس".
 
ويبقى الأهم من ذلك هو أن المغرب، رغم كل الموارد البشرية والمالية والمادية التي تم ضخها لأجل التربية الدامجة، فإننا، يشرح الخبير التربوي، "لم نصل بعد إلى أن يكون عدد الأطفال في وضعية إعاقة بالمنظومة التربوية يجسّد المعدل الوطني (% 6,8)، أمام عوائق استمرار تمثلات الرفض والمقاومة الداخلية من قبل الفاعلين داخل المنظومة التربوية في استقبال هؤلاء الأطفال وتسجيلهم رصدته عدد من التقارير والهيئات وكانت مثار شكاوى عديدة من الجمعيات والأسر، ما يعني أن التعبئة المجتمعية في هذا المجال تحتاج لعمل ميداني متواصل ومسترسل وباستمرار حتى تتغير العقليات وتعي أن هذا حق الطفل في وضعية إعاقة وليس إحسانا"، وفق توضيحاته.