الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

قاطعه رؤساء الجامعات.. الوزير ميراوي "طار ليه لفريخ" ويلجأ للغة "الزناقي" في السب والتهديد

قاطعه رؤساء الجامعات.. الوزير ميراوي "طار ليه لفريخ" ويلجأ للغة "الزناقي" في السب والتهديد عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار
لم يحقق أي وزير في الحكومة الحالية على الإطلاق ما حققه عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، من إجماع على أنه رجل "فأس" وليس رجل إصلاح. فما يكاد يخرج من كارثة حتى يقفز إلى كارثة أخرى كلها ترتبط بآلية الهدم التي جعلها المحور الأول في "استراتيجيته الإصلاحية".
 
آخر هذه الكوارث هو إقدام رؤساء جامعات عمومية وخاصة، في خطوة تصعيدية، على مقاطعة المناظرة 13 للكفاءات المغربية المقيمة بالخارج؛ ويتعلق الأمر بـ 20 رئيس جامعة، فضلا عن 5 رؤساء جامعات فرنسية من أصول مغربية، إضافة إلى العديد من الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج، وذلك احتجاجا على السياسة التي ينتهجها الوزير في تدبيرشؤون القطاع.
 
ذفمنذ توليه حقيبة التعليم العالي، أثبت الوزير ميراوي، القادم من الجامعة، أنه يباشر ما يسميه إصلاحا بـ"عقلية انتقامية" و"احتقار ممنهج" لمؤهلات الأساتذة الجامعيين ولرؤساء، الجامعات وعمداء الكليات. كما أثبت أن له فهما خاصا لـ"النهوض بمنظومة التدريس الجامعي والارتقاء بالبحث العلمي"، وليس أدل على ذلك من الطريقة التي يدبر بها مجموعة من قضايا الجامعة، مثل قضية "الطلبة العائدين من أوكرانيا"، وتشكيكه في الجامعات الأوكرانية وشهاداتها وأساتذتها، الأمر الذي يهدد باندلاع أزمة ديبلوماسية مع هذا البلد، إلى جانب وعوده الكاذبة للطلبة العائدين وإخلاله بالتزاماته أمام آبائهم وأوليائهم. هذا، دون احتساب ارتفاع وتيرة "قضايا الجنس مقابل النقط" داخل الجامعة، إضافة إلى إقبار نظام "الباكالوريوس" بمجرد أن بدأ العمل به، الأمر الذي نتج عنه إهدار كبير لأموال الدراسات، ولجهود الأساتذة والإداريين.
 
غير أن الفضيحة الكبرى التي رافقت الوزير، وجرى التغطية عليها ببيان توضيحي، هي حين انكشف أمر توقيعه، بصفته رئيسا لجامعة القاضي عياض بمراكش، إتفاقية مع جامعة التكنولوجيا Belfort Montélimar خدمة لمشاريع الفرانكفونية، مقابل تلقي تعويضات بقيمة تقارب 260 ألف أورو، انطلاقا من أن الجامعة الفرنسية ستتكفل بـ90% في المائة من كلفة الاتفاقية ، نتيجة "محدودية موارد" نظيرتها المغربية، الأمر الذي جعله يواجه اتهامات بتضارب المصالح.
 
وازداد غضب الأساتذة على خادم الفرنكفونية ( الميراوي عضو في الوكالة الجامعية للفرانكفونية) حين أتى بـ"مشروع النظام الأساسي" لأساتذة التعليم العالي، الأمر الذي أدى إلى تصعيد كبير هدد بشل الجامعات، لولا تدخل رئيس الحكومة الذي اتفق مع النقابة الوطنية للتعليم العالي على إحداث نظام أساسي جديد لهيئة الأساتذة الباحثين، وفق ما سبق الاتفاق حوله مع الوزارة الوصية منذ ماي 2021، أي نظام أساسي متعدد المداخل، يتيح استقطاب الكفاءات الوطنية والدولية، محافظ على المكتسبات، ويضيف الدرجة دال في إطار "أستاذ التعليم العالي"، كما يضيف وضعية إدارية استثنائية في نفس الإطار، وينظم عمل طلبة الدكتوراه في مجال التدريس.
 
لم تكن مقاطعة رؤساء الجامعات، وهم نخبة المجتمع وعقله المستنير، للوزير ميراوي هي الأولى من نوعها. فقد  سبق لهم أن قاطعوا الندوة الصحفية التي نظمتها الوزارة بتاريخ 20 شتنبر 2022، احتجاجا على الطريقة التي يتعامل بها معهم والتي تتسم بـ"العجرفة وقلة الاحترام"، وصلت به إلى حد السب والقذف والتشهير بهم حيث سبق له أن وصف المسؤولين بالقطاع بـ"الخماج". كما سبق لعدد كبير من الجامعيين والباحثين والخبراء المغاربة المقيمين بأوروبا، خاصة بفرنسا، أن قاطغوا اللقاء الافتراضي الذي نظمه ميراوي يوم 22 شتنبر 2022.
 
لقد أثبت الوزير ميراوي، لمن يحتاج إلى إثبات، أن إصلاح الجامعة لا يأتي بإشهار الفأس في وجه الجميع، وأن المسؤول الذي يحمل جرعة كبيرة من الكراهية لبني جلدته لا يمكنه أن يقنع هؤلاء بالمشاركة في الإصلاح. وما إشهار المقاطعة في وجه هذا الوزير إلا تعبير جماعي عن ضرورة الاستغناء عن خدماته وإرجاعه إلى حجمه الطبيعي بدل أن يترك لمزاجه فينزل "الإصلاح الهيكلي للتعليم العالي" كالمطارق على رؤوس العمداء والقيدومين ورؤساء الجامعات والكتاب العامين، في سياق حركية وطني لا تخدم مؤسسات التعليم العالي، بل تخدم الروح الانتقامية التي تحلق الآن على مقر الوزارة بعد حادث المقاطعة.