الأربعاء 24 إبريل 2024
مجتمع

فضيحة.. مدام العمدة نبيلة أرميلي لا تعترف بالشهيد محمد الزرقطوني !

فضيحة.. مدام العمدة نبيلة أرميلي لا تعترف بالشهيد محمد الزرقطوني ! المغفور له محمد الخامس والشهيد محمد الزرقطوني
هل تعرفه أصلا؟
يكاد المرء يشك في ذلك، أمام نوع النخب الجديدة التي ابتلى الله بها مدينة النضال الوطني والمقاومة: الدارالبيضاء، من "المنهشين العقاريين"، الذين توزعوا جسد المدينة مثلما تتوزع الضباع الجيف. فها هي السيدة العمدة نبيلة أرميلي توقع بدون أن يرف لها جفن على قرار منع منح منحة (بئيسة أصلا) لمؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث، ضمن فضيحة ما تفجر من أسماء جمعيات محلية بالدارالبيضاء ما أنزل الله بها من سلطان المصداقية والفعالية والأثر البناء في حياة الساكنة البيضاوية، غير الزبونية الإنتخابية، التي منحت لها بسخاء منح بعضها سمين من المال العام.
كانت المجالس السابقة لعمادة الدار البيضاء ( على اختلاف ألوانها الحزبية)، تمنح لمؤسسة الشهيد محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث، المتواجد مقرها المكري بشارع 11 يناير بالعاصمة الاقتصادية، منحة سنوية بسيطة لا تكفي حتى لسد فواتير الماء والكهرباء والكراء سنويا. ورغم ملتمسات متكررة من مكتب مؤسسة الزرقطوني إلى عمادة الدار البيضاء ومجلس الجهة بها، لتخصيص منحة سنوية تليق بقيمة المؤسسة وأدوارها المجربة في صون ذاكرة المقاومة والتحرير ليس بالدار البيضاء فقط بل في كامل المغرب، والتي خلقت إشعاعا ثقافيا وتنويريا لذاكرة الشرف الوطني المغربي في المقاومة من أجل الحرية والإستقلال، امتد مداه إلى كامل بلدان المغرب العربي ووصل حتى العاصمة العراقية بغداد، مرورا بفلسطين. رغم تلك الملتمسات بقيت اللامبالاة لغة الجواب الوحيدة للأسف من النخب المنتخبة. وجاءت اليوم العمدة الدكتورة نبيلة الرميلي لتطلق رصاصة الرحمة حتى على تلك الدراهم المعدودات التي كان يمنحها  مجلس المدينة لمؤسسة الزرقطوني. في مقابل سخاء توقيعها لمنح منح دسمة لجمعيات ما أنزل الله بها من مصداقية.
ربما لا تعرف نخبة "المنهشين العقاريين" التي تسلطت على مجال التدبير الحضري للدار البيضاء، أن الشهيد محمد الزرقطوني هو رمز المقاومة المغربية الذي رسم الملك الوطني محمد الخامس رحمه الله يوم 18 يونيو 1956 يوم استشهاده في 18 يونيو 1954 كيوم وطني للمقاومة بالمغرب لا يزال يحتفل به إلى اليوم؟. ونحن موقنون للأسف أن مدام نبيلة الرميلي لا تعلم أن المغفور له محمد الخامس وقف عند قبر الشهيد حينها وألقى كلمة تاريخية مما جاء فيها: 
"شاء الله عز وجل أن نقف اليوم على قبرك لا لنبكي شبابك الغالي، فإن أمثالك لا تقام ذكراهم بالبكاء. ولا لنجدد التعزية لأهلك وذويك، فإن فقدانك أعظم شرف أصبحت تعتز به أسرتك. ولكننا جئنا اليوم لنتذكر المثل العليا التي بذلت في سبيلها روحك الطاهرة. لقد أبت عليك غيرتك الوطنية وتفانيك في حب وطنك وملكك إلا أن تسترخص الموت الزؤام فأقبلت وعلم المقاومة خفاقا في يمينك مطمئن النفس إلى المصير المحتوم تردد بين الفينة والأخرى يا نفس إلى جنة الخلد. وهكذا لبى القدر دعاءك، فلم يمهلك عن بلوغ مثواك الخالد، ولئن كان إخوانك المواطنون من قبل يحيون ذكراك تحت ظلام الرعب الكثيف، فإنهم اليوم هبوا وعلى رأسهم ملكهم يتناجون بتلك الذكرى في رائعة النهار". 
ذلك بعض مما قاله المرحوم محمد الخامس في حق الرجل الذي وقعت عمدة الدار البيضاء برفض منح المؤسسة التي تحمل اسمه حقها في منحة سنوية مثلها مثل باقي الجمعيات، حتى وهي جمعية لا يدانى دورها الثقافي في صون ذاكرة الوطنية والفداء مما كان يقتضي الزيادة في تلك المنحة وجعلها في مستوى أدوار المؤسسة وطنيا ومغاربيا وعربيا. فهل السيدة نبيلة ارميلي ضد ذاكرة الوطنية والفداء؟. هل هي تخاف من عناوين الشرف المغربي وتسعى لمحاربتها؟ نحن لا نبالغ أبدا في السؤال، لأن القرار بليد ومؤسف.
إن مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث، بالمناسبة، التي لا تستجدي الصدقات من أحد، بل تطالب دوما بالإنصاف، دعما لها في دورها الوطني لحماية وتجميع وصون ذاكرة الفداء والمقاومة برجالها ونساءها الأحرار. إن هذه المؤسسة التي تجهل دورها عمدة الدار البيضاء (مدينة مقبرة الشهداء ومدينة الشهيد محمد الزرقطوني والشهيد حسن الصغير والشهيد إبراهيم الراشدي والشهيد مصطفى المعاني والشهيد إدريس الحريزي وصف طويل في لائحة الشرف). إن مؤسسة محمد الزرقطوني أيتها المدام الرميلي قد وجه لها عاهل البلاد محمد السادس يوم 17 نونبر 2001 رسالة كريمة نكتفي بتذكيرك ببعض من جميل ما جاء فيها من تقدير ملكي سام حيث قال جلالته:
"إن مؤسسة الزرقطوني، التي ننوه بها اليوم، لما ترمز إليه من قيم الإخلاص للمقدسات العليا، مدعوة دائما بتعاون مع غيرها من المؤسسات المختصة إلى متابعة رسالتها النبيلة في الحفاظ على تراث المقاومة والمقاومين الأبرار، والتشجيع على تدوين تاريخهم وتنوير الأجيال الصاعدة بالقيم التي استشهد من أجلها بناة الإستقلال وقادته، والعمل على إنعاش الذاكرة الوطنية، بمختلف الوسائل الإعلامية والتعبيرية والفنية، حتى يظل تاريخنا الوطني حيا في نفوس أبناءنا، محفزا لهم على التضحية والتفاني في سبيل وحدة المغرب وسيادته وعزته وكرامته".
مؤسسة الشهيد محمد الزرقطوني كانت ولا تزال وستبقى ملتزمة بمنطوق الرسالة الملكية. والسؤال الواجب طرحه بكل مسؤولية هو لمن تقدم خدمة بقرارها السيدة عمدة الدار البيضاء؟ نترك الجواب لفطنة القارئ الكريم.