السبت 20 إبريل 2024
مجتمع

انطلاق عمليات جيش التحرير بشمال المغرب في لقاء احتفالي بعمالة أنفا

انطلاق عمليات جيش التحرير بشمال المغرب في لقاء احتفالي بعمالة أنفا محمد الدياني وبوشعيب حمراوي (يسارا)
نظمت عمالة مقاطعات الدار البيضاء أنفا يوم الإثنين 03 أكتوبر 2022 بالمركب الثقافي سيدي بليوط لقاء احتفاليا بالذكرى 67 لانطلاق عمليات جيش التحرير بمناطق الشمال.
وقدم محمد الدياني المندوب الجهوي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير كلمة أعاد فيها شريط مقاومة الحماية الفرنسية، والتي انطلقت أولى شراراتها بعد تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال سنة 1944، بتنسيق مع بطل التحرير الملك المغفور له محمد الخامس.
كما تناول المتدخل زيارة الملك إلى مدينة طنجة سنة 1947،  والتي كان لها وقع كبير وبعثرت حسابات الفرنسيين، الذين ضاعفوا من حملاتهم الشرسة ضد المقاومين في عدد من المدن المغربية، مؤكدا أن منطقة الشمال كانت على موعد مع التاريخ واحتضنت تنظيمات سرية كان لها الدور الفعال في قهر الحماية وشكلت ضغطا سياسيا ودورا كبيرا في انتفاضة أكتوبر 1955 وفي عودة الملك محمد الخامس من المنفى، حاملا بشارة الحرية والاستقلال.
وبعد عرض شريط يوثق لجميع مراحل مقاومة المغاربة للحماية في تلاحم قوي بين العرش والشعب وتنسيق بين جميع المناطق وخاصة بشمال البلاد بعد تضييق الخناق على المقاومين بمدن الوسط، قدم بوشعيب حمراوي الكاتب والصحافي والباحث في مجال المقاومة والدفاع عن الوحدة الترابية مداخلة حول موضوع " انطلاق عمليات جيش التحرير بالشمال.. انطلاق شرارة استكمال الوحدة الترابية للبلاد".
وقسم حمراوي مداخلته إلى ثلاثة محاور، موضحا في المحور الأول الأدوار البارزة للانتفاضة الشمالية التي مهدت لرفع الحماية عن المغرب، وإطلاق شرارة انتفاضة قوية بداية شهر أكتوبر 1955، والتي تمت بتنسيق محكم بين جبهة التحرير الوطنية وحركة المقاومة المغربية. وأوضح أن المقاومة المسلحة الحضرية الحديثة كانت قد بدأت بالمغرب منذ سنة 1952، ثم ازدادت قوة وضراوة مع إقدام السلطات الاستعمارية على نفي السلطان الوطني محمد الخامس سنة 1953. حيث تعبأ كل المغاربة من أجل التسلح ونصب الكمائن وتخريب ممتلكات الفرنسيين. وانتهت بتشكيل جبهة قوية ومتماسكة.تعتبر ملحمة كبرى من بين الملاحم النضالية التي بصم عليها المغاربة بفخر واعتزاز بمختلف تراب الوطن. 
وعرج الباحث على احتضان المغاربة على تسليح المقاومة الجزائرية والتنسيق معها من أجل إنهاء الحماية على المغرب والاستعمار في الجزائر. 
وفي المحور الثاني، تحدث عن هذا البلد الجار الذي حوله نظامه المستبد من جار شقيق إلى جار حاقد وكاره ماض في التضييق، مشيرا إلى أنه جعل من كره المغرب ومضايقته ونشر الكراهية بين الشعبين قضيته الأولى. لإلهاء الشعب الجزائري عن مطالبه وحقوقه المهضومة. 
ثم قام بسرد أحداث و وقائع بارزة للمقاومة المغربية وجيش التحرير، تحاول جهات خارجية تزويرها. وفي مقدمتها الجزائر التي تناست الدور الحاسم الذي قام به المغرب لانعتاقها من الاستعمار الفرنسي، مرسخة موقفها العدائي برفض ترسيم الحدود وإعادة مدينتي تندوف وبشار للمملكة المغربية. مع  مواصلة العداء بخيانة كبرى، تمثلت في خلق كيان وهمي هو البوليزاريو.    
كما أبرز المتدخل في المحور الثالث أهم الدروس والعبر التي سجلتها المقاومة المغربية وجيش التحرير ومعها كل الشعب المغربي، معتبرا إياها مصدر اعتزاز لحمل المشعل من أجل استكمال الوحدة الترابية، بعد كفاح كلف سيولا طاهرة من دماء ودموع.