الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

إدريس الأندلسي: حقد حكام الجزائر يغذي الهمجية 

إدريس الأندلسي: حقد حكام الجزائر يغذي الهمجية  إدريس الأندلسي
كان الموعد رياضيا فأصبح موعدا لهجوم واسع  وكبير  وهمجي على فريق مغربي من اليافعين.  الأمر ليس مجرد نرفزة عابرة بل فعل مدبر بشحن مخابراتي بنية الايذاء العمدي  و الإجرام عن سبق إصرار وترصد. 
 ألهذا الحد بلغ الانحطاط في سلوك "المسؤولين " الجزائريين  ليعطوا الضوء الأخضر لجزء كبير من الجمهور للدخول إلى  الملعب  والاعتداء على الفريق المغربي. هكذا تربوا على الكذب والمكر  والخداع  وصدورهم مليئة بالحقد على بلادنا.  يا من "صدعونا  بخوا خوا دخلوا سوق راسكم ". ها هم فتيان الفريق الوطني يتعرضون لهجوم في أرض لا يعرف حكامها أدنى شروط  ومبادىء الرياضة. ملعب وهران بدون أمن وبدون ضمائر حية. 
المشهد مروع ويبعث على  مقاطعة أي نشاط رياضي يقام بالجزائر إلى أن تغيب الطغمة العسكرية الحاكمة عن الوجود على أرض الجزائر. لا أمل يرجى في من أفقروا شعبهم  وخلقوا له عدوا خارجيا علقوا عليه فشلهم الذريع اقتصاديا  واجتماعيا  وسياسيا. لا أمل في  التعامل مع نظام لا يوفر لشعبه الطعام من زيت  وحليب  وفواكه  وأسماك  ولحوم. وبالطبع لا وسيلة يجدها حكام الجزائر إلا بإلقاء اللوم على المغرب لأنه يحاول أن يزعزع نظامهم بما يتوفر لديه من سلع غذائية تزيد عن حاجياته  ويصدر منها ما يعادل 6 مليار دولار.  قد لا يتفق الكثير من المواطنين المغاربة مع اختيارات الحكومة في مجال السياسة الفلاحية  ومع طرق تمويلها  وتأثيرها على مخزون المياه  والامتيازات الممنوحة للاستغلاليات الكبرى، لكنهم لن يختلفوا على أن السوق تتوفر على كافة السلع في كل المجالات.  وبالطبع لا يمكن إخفاء تراجع القدرة الشرائية أمام إرتفاع الأسعار. 
ولكن الأمر في الجزائر تجاوز كل حدود الاعتداء على المواطن " الزوالي" في ثروته  و غذاءه  وسكناه  وتنقله  وتعبيره.  والسبب في هذه الوضعية مؤامرات ينسجها المغرب بما فيها خسارة منتخبها أمام  الكاميرون في الثواني  الأخيرة وحرائق جمهورية القبايل  ونقص مياه السدود  وعدم  وجود طائرات للإطفاء. 
المسألة تعقدت  ووصلت إلى حد تحويل ميدان لكرة القدم إلى حلبة يهجم فيها جمهور غفير على فريق ضيف. إنها قمة الهمجية  وتدني الأخلاق  وتجييش شباب تائه وربما تحت تأثير القرقوبي التي تغرق به الجزائر البلدان المحيطة بها. وللعلم فكميات الأقراص التي تهربها مافيا المخدرات بهذا البلد لكي تتعدى حدود المغرب  الشرقية  والجنوبية تعد بالملايين. 
وبالإضافة إلى هذا التخدير الكيميائي هناك التخدير الايديولوجي البدائي  الذي  ينال من قدرة بعض المواطنين على التمييز بين من  نهبوه  وأفقروه منذ 60 سنة وبين جيران لا شأن لهم بما يحدث في قصر المرادية من صراعات على تبذير  واستغلال المال العام  و تحويله إلى حسابات في سويسرا  وغيرها من الملاذات "الآمنة ". وهكذا تحول أعضاء  الطغمة الحاكمة إلى عصابة تختلق الأزمات  وتسجن المغرر بهم من المغاربة في السجن الأكبر في العالم و الموجود بتندوف  إلى جانب نيجريين  و موريتانيين وغيرهم  وهم الأغلبية الكبرى في سجن تندوف. 
ما وقع بعد المباراة نذير شؤم لما يمكن أن يقع خلال القمة العربية المقبلة. لاثقة في من جعلوا من الكذب و البهتان عقيدة. لا يمكن وضع الثقة في حكام اغتالوا رئيسهم بوضياف أمام أعين العالم  ونظموا له جنازة رسمية  وهم يتقنون تجارة الغدر لكل من يرون أو يقدرون أو  يخمنون أنه قد تكون له برامج إصلاحية.
هكذا ترسل الطغمة العسكرية الحاكمة في الجزائر رسالة إلى المغرب. من هجم على يافعين عزل في ملعب كرة القدم يمكن أن يهجم على  موكب رسمي خلال انتقاله من مقر إقامته إلى مقر عقد القمة العربية. الرسالة واضحة والضمانات ضعيفة في بلد لا يحكمه رئيس ولا مؤسسات بل طغمة لا أخلاق لها.