الثلاثاء 23 إبريل 2024
كتاب الرأي

وحيد مبارك: في قطر ستُلعب الكرة أكثر

وحيد مبارك: في قطر ستُلعب الكرة أكثر وحيد مبارك
لم تتعرف قطر على كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية في العالم اليوم، فقد استأنس القطريون بالكرة منذ أواخر الأربعينات، وتدحرجت المستديرة على أرضية ملعب الدوحة الذي كان أول ملعب عشبي في منطقة الخليج والذي افتتح رسميا سنة 1962، علما بأنه احتضن مباريات منذ أوائل الخمسينات، كما أن دوريها استقطب كبار اللاعبين من مختلف الدوريات الأخرى للعب في أنديتها، كما هو الحال بالنسبة لغوارديولا وباتيستوتا وراوول غونزاليس وصامويل إيطو وغيرهم، إذ حرص الدوري القطري خلال كل هذه السنوات على ضمان فرجة كروية للقطريين الشغوفين بهذه الرياضة.
كرة القدم كذلك، لم تُلعب في مختلف المشاركات الرياضية، الأولمبية منها والآسيوية، أو خلال استضافة قطر لبطولة كأس آسيا سنة 1988 أو على مستوى بطولة كأس الخليج العربي، ولا في بطولة كوبا أمريكا أو بحلول لاعبي المنتخب القطري ضيوفا على كأس العالم، وبالتالي فهي ليست ذكرى من الماضي، بل هي جزء أساسي من الحاضر كذلك والمستقبل، هذا الأخير الممتد في الزمن، لأنها لن تُلعب في قطر فقط خلال استضافتها لكأس العالم، وإن كانت محطة أساسية ليس فقط على الصعيد الرياضي بل على مختلف المستويات، والتي ستشد أنظار العالم إلى هذا البلد الذي يتطور يوما عن يوم، ويراكم الإنجازات، ويحقق المكتسبات، وينتصر على التحديات.
لقد أضحت كرة القدم، بفضل الرعاية التي توليها دولة قطر لها بمختلف مؤسساتها، وعلى رأسها الاتحاد القطري، رياضة يتنفس عشقها القطريون، وباتت حاضرة في كل بيت، تشجيعا وممارسة، وهنا نتوقف عند مبادرة جد متقدمة، وتحمل في طياتها الكثير من الرسائل الإنسانية بالأساس، إذ تم في قطر إطلاق "برنامج تدريب المدربين" الذي يهدف إلى تزويد مدربي كرة القدم بالمهارات العملية التي يحتاجون إليها لتدريب الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وجعل الرياضة في متناول الجميع.
رياضة في متناول الجميع، بدون حواجز ومعيقات، رغم الإكراهات الخارجة عن الإرادة والتوقع، كما هو الحال بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة، الأكيد أن هذه الخطوة الطموحة لا يمكن إلا أن تكون متميزة، ولأجل تفعيلها تم إطلاق هذا البرنامج بالتعاون بين مبادرات تنمية المجتمع في مؤسسة قطر ومركز الترجمة والتدريب في جامعة حمد بن خليفة، الذي يروم تطوير الكفاءات لدى الأطفال من ذوي القدرات الخاصة، والذي يشمل مستويات مختلفة تتوزع ما بين الإعاقة واضطراب طيف التوحد وصعوبات التعلّم من المستوى المتوسط إلى الحالات المتقدمة، وكذا الحالات المتقدمة وضعف الإبصارـ إضافة إلى المستوى الثالث الخاص بالحالات المتقدمة وضعف الإبصار والإعاقة الجسدية وأخيرا الإعاقة واضطراب طيف التوحد وصعوبات التعلّم من المستوى المتوسط إلى الحالات المتقدمة وضعف الإبصار والإعاقة الجسدية والصمم.
برنامج وبعيدا عن تفاصيله التقنية، وشروط الولوج والاستفادة منه، فإن جوهره الأكثر قوة يكمن في تمكين هذه الشريحة من الأطفال واليافعين من دحرجة الكرة وتقاذفها فيما بينهم وتقاسم أجواء الفرح التي توفرها أرضية الملعب للاعبين أثناء التداريب والمباريات على حد سواء، وهي بذلك تجعل من كرة القدم في قطر لا مجرد لعبة فحسب بل روحا جماعية يتنفسها الكل في بلد سيحتضن بعد أسابيع أهم عرس كروي يعرفه العالم، والذي تنتظره مختلف الأجيال والشرائح والفئات الاجتماعية بشغف كبير عابر لكل الحدود.