السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

يونس التايب: أهمية النهج الاستراتيجي في الرد على إساءات الأعداء

يونس التايب: أهمية النهج الاستراتيجي في الرد على إساءات الأعداء يونس التايب

شكل الاجتماع المنعقد، الجمعة2 غشت 2022، بين وزير خارجية المملكة المغربية ونظيره الياباني، فرصة لتوضيح الصورة فيما جرى من إساءة ارتكبها الرئيس التونسي في حق المغرب، خلال قمة تيكاد8، ومناسبة لبحث سبل تطوير شراكة اقتصادية تتيح استثمارات يابانية أكبر بالمغرب.

ومن المؤكد أن هذا الاجتماع يكتسي صفة الرد الاستراتيجي الأول، ضمن سلسلة ردود قادمة في الأفق، على تهافت بائس لرئيس تونسي انضم إلى جوقة أعداء المغرب باستقباله لزعيم تنظيم انفصالي إرهابي قتل أبنائنا.

بشكل عام، ما جرى بمناسبة انعقاد القمة اليابانية الإفريقية (تيكاد 8) في تونس، يؤكد أننا في دينامية حرب عدائية، تتوالى فيها المعارك. لذلك، نحن مدعوين للتعاطي مع الحرب المفروضة علينا، بما يلزم من تقدير جيد للأفق الزمني الذي تحتاجه، واعتماد تدابير تحفظ المكتسبات الوطنية، وتعزز نقط القوة التي مكنتنا من تسجيل سبق على خصومنا ومنافسينا، من خلال رفع درجة اليقظة والتزام نهج عقلاني في مواجهة اصطفافات عدوانية ستتجدد في المستقبل ضد مصالحنا.

 

في هذا الإطار، لابد من الانتباه إلى أن السلوك المستهجن للرئيس التونسي، حمل في سياقه أمرين يتعين استثمارهما بشكل ذكي، هما:

 

- أولا، فضح لعبة المحاور التي تحاول الجزائر تشكيلها في الفضاء المغاربي و القارة الإفريقية، بتنسيق مع قوى شرق أوسطية تسعى للهيمنة المذهبية أو التوسع الاقتصادي في إفريقيا. وهو ما يؤكد حقيقة وجود مخطط متعدد الأطراف، للتضييق الديبلوماسي والاقتصادي على المغرب بنية عزله عن فضائه الجهوي، عبر سلسلة حملات تحريضية وعدوانية تلهيه عن طموحاته الاقتصادية والتنموية، وتشوش على ديناميكيته الديبلوماسية الساعية لعقد شراكات استراتيجية مع دول العمق الإفريقي.

 

- ثانيا، تلقائية الهبة الوطنية للمغاربة، التي عكسها حضور إعلامي وتواصلي قوي رد على إساءة الرئيس التونسي. وهو ما يؤكد حيوية الرأي العام المغربي وانخراطه في الدفاع عن قضايا وطننا، ويمنح الفاعلين الدوليين المعنيين بملف النزاع المفتعل بشأن الصحراء المغربية، فرصة جديدة لاستيعاب أن الصحراء ليست قضية تخص النظام السياسي، فقط، بل قضية الأمة المغربية بكل مكوناتها وقواها الحية، حيث تمتزج قيادة البلاد مع أبناء الشعب لتحقيق هدف صيانة الوحدة الترابية، مهما كلف ذلك من تضحيات.

 

في هذا السياق، حتى نردع خصوم بلادنا، علينا أن نعي حاجتنا لاستمرار التعبئة الوطنية بالموازاة مع خط عقلاني يدبر الأزمات وفق رؤية شاملة للإكراهات الجيوستراتيجية والفرص المتاحة لحماية مصالح المغرب، ويشجع الانتقال السريع من الانفعال الطبيعي إلى الدفاع عن أمننا القومي وفق نهج استراتيجي تؤطره الدولة المغربية. بذلك، سننجح في كسر خطط الأعداء، ونرد الصاع صاعين لكل من يتعاطى مع الصحراء المغربية دون مراعاة لما تمثله في وجدان المغاربة، وما يجمعهم بها وبثرى الوطن من ارتباط يكتسي قداسة حقيقية.