الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

البدالي: كورنيش عمالة قلعة السراغنة أم كورنيش الموت!؟

البدالي: كورنيش عمالة قلعة السراغنة أم كورنيش الموت!؟ البدالي صافي الدين
طلقوا عليه كورنيش العمالة  تعسفا، فما هو بكورنيش  ولا بمتنزه مؤمن  من الأخطار والمخاطر . في كل مرة يعرف  هذا الكورنيش حادثة سير مميتة بفعل التهور والسرعة المفرطة. وإن الحادثة  المميتة مساء أمس السبت 23 يوليو 2022 هي عنوان هذا  الكورنيش الذي تلجأ إليه الأسر في فصل الصيف بعدما تضيق  بهم أحياء المدينة التي فقدت مساحاتها الخضراء التي حولها المسؤولون  من سلطات ومنتخبين إلى تجزيئات سكنية وبنايات إدارية  في خرق سافر لقانون البيئة. ونذكر هنا حديقة المدرس التي  كانت متنفسا لسكان حي المدرس وحي البهجة. وهي حديقة تم تجهيزها في سنة 1980 كمتنفس  للأحياء المحيطة بها. وكانت محج الأسر في اي وقت في فصل الصيف وفي فصل الشتاء. وهي الحديقة التي تم التآمر عليها وتحويلها  إلى تجزئة سكنية تم توزيعها في جنح الظلام بطرق مشبوهة وكانت مصدر إغتناء  مسؤولين وذوي النفوذ. فأصبح ذلك الفضاء عبارة عن عمارات سكنية وما تبقى  أصبح  عبارة  عن إدارات خاوية على عروشها.
ونذكر الفضاء الذي كان يعرف ب \"الخوينزة\" وهو الفضاء الذي خصص له إعتماد مليار سنتيم لتأهيله كمتنزه لفائدة سكان  أحياء القدس والعواطف،  إلا أنه  بقدرة قادر وفي إطار سياسة الإرتجال والبحث  عن الربح تم تحويل هذا الفضاء إلى بنايات وإدارات وسوق نموذجي، عفوا غير نموذجي ، لا زال خاويا إلى الآن. وبذلك تم خنق هذه الأحياء ولم تجد الأسر إلا جنبات الطريق المؤدية إلى بني ملال أو حديقة الزرادي.  وكان إلى جانب هذه الفضاءات جنان 'روما' الذي تآمرت عليه معاول أعداء الطبيعة حتى أصبح  ساحة تم إستغلالها  لبناء مركب ديني  وسط السكان وإهمال ما بفي منه ربما لبناء عمارت هناك لأن كل شيء جائز في هذه البلاد . ونذكر  أيضا الفضاء الذي كان شمال الهناء 2  فتحول إلى تجزئة سكنية  لم تترك مجالا للراحة لساكنة أحياء الهناء، ويضاف إلى هذه الفضاءات التي تم إغتصابها جنان \"فيرنا\" على  طريق بني جرير والذي كان الفضاء المتميز بالنسبة لساكنة أحياء القلعة الراشية والعوينة وحي الملاح ، وتم تفويته غصبا إلى احد المضاربين العقاريين ليحوله إلى تجزئة  جرداء . إن هذا المسح التاريخي لفضاءات مدينة  قلعة السراغنة وما لحقها من دمار لتتحول إلى بنايات تفتقر أغلبها  إلى الطابع  المعماري المنسجم  مع طبيعة المدينة وخصوصية  مناخها حتى يكون لها  الذوق الحضاري لا  يغلب عليه  طابع  الإسمنت المسلح  والأبواب الحديدية ودون منافذ لتهوية الأحياء.  
إن لجوء الأسر إلى كورنيش الموت لم يكن إختياريا بل كان  إضطراريا  بحثا   عن شيء من الاوكسجين  وهروبا من  إختناق يتولد في  الأحياء في الصيف  خاصة الشعبية منها. فعلى المسؤولين عن الشأن المحلي من منتخبين وسلطات محلية وإقليمية  إعادة التفكير في الطابع المعماري للمدينة وإعداد فضاءات تكون ملاذا للاسر وللطلبة والطالبات للمراجعة والترفيه .
البدالي صافي الدين فاعل سياسي وحقوقي