الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

خليل البخاري: أساسيات الارتقاء بالنظام التعليمي

خليل البخاري: أساسيات الارتقاء بالنظام التعليمي خليل البخاري

يعتبر التعليم ركيزة رئيسة للاستثمار والتنمية. ومهنة التعليم خط أحمر يجب ان يتولى أمر التلاميذ والتلميذات إلا من هو مؤهل ومتن بكل ما تعنيه الكلمة من معنى لتلك الرسالة النبيلة وستضمن له حصانة تليق به وتساعده على أداء مهمته.. إن أجود استراتيجية للنهوض بالتعليم ينبغي أن يتمحور حول ثلاثة عناصر أساسية هي: التلميذ، المدرس والمدرسة. فالتلميذ الذي ننشده هو ذلك المواطن القوي القادر على تحمل المسؤولية... والمدرس القادر على أداء مهامه بنبل وإخلاص وسيكون تحفيزه بحسب عطائه وإنتاجه وتميزه في نشاطه الصفي وغير الصفي.. أما المدرسة فهي الجاذبة. ونجاحها هو تحقيقها الجذب للمنتسبين لها ودورنا هو الدفع بكل ما نستطيع تجاه ذلك.

ولكي تنجح المدرسة في مهامها ينبغي تمكينها بكل مكوناتها في أداء عملية التطوير وتوجيهها ويتحقق ذلك من خلال إشراك كل هذه المكونات في ترجمة الرؤية الاستراتيجية إلى حقيقة واقعة والأخذ بنظام الحوافز والمساءلة. كما أن تطوير أداء المدرسة لن يرتقي نحو الأفضل إلا بتحسين المناهج الدراسية وطرق التدريس وعمليات التقويم بما ينعكس إيجابا على تعلم التلاميذ. ويمكن الوصول إلى ذلك بتحقيق التكامل بين المناهج ومهارات القرن الحادي والعشرين وتحسين أداء ومهارات التلاميذ في المواد الدراسية، إضافة إلى تحقيق المواءمة بين المناهج الحديثة ونظام تقويم جودة تعلم التلاميذ.

 

ولكي تتمكن المدرسة من إدارة عملية التطوير، من الواجب الأخذ بأنظمة الدعم المدرسية لفائدة التلاميذ المتعثرين وتهيئة بيئة تعليمية تتلاءم مع متطلبات التعلم في القرن الحادي والعشرين، وذلك عبر تكثيف المساحات الخضراء في المباني المدرسية والاستثمار الأمثل والتوسع في استخدام التقنيات الملائمة مع الحرص على اصلاحها وصيانتها من حين لآخر حفاظا عليها من الضياع والتلف.

ومن الواجب على كل مكونات المدرسة جهاز تربوي وإداري العمل على تعزيز مجالات التعاون مع الأسرة والمجتمع المدني في دمج ثقافة التعلم. وسيتحقق ذلك من خلال بناء قنوات اتصال حقيقية وفعالة ودعم قدراتها على المشاركة والدفع بالتلاميذ نحو التعلم وتأسيس شراكات متينة واتصالات بين الوزارة الوصية والمؤسسات التعليمية ومعاهد التكوين المهني.. كما أنه من الضروري تطوير نظام تمهين وظيفة التعليم من خلال تجويد مهنة التدريس بشكل احترافي وبناء معايير مهنية للمدرسين والإداريين وتنفيذها بالحرف بعيدا عن الضغوط والإملاءات الخارجية والمزايدات السياسوية.

 

وصفوة القول، فللنهوض بمدرستنا المغربية اعتقد في نظري أن التواصل والثقة والشفافية تشكل أسس مهمة لثقافة أي مؤسسة تعليمية. فالتواصل ينبغي أن يستمر بين المدرسة والأسرة. ونجاح التواصل يتوقف على عناصر مهمة وهي الاستماع، انفتاح الفكر والحوار. أما الثقة فينبغي أن تعم جميع العاملين بالمدرسة. وبخصوص  الشفافية فهي ضرورية بالمدرس بين المدرسين  فيما ببنهم، وبينهم والإداريين والجهات الوصية على قطاع التربية والتعليم.

 

- خليل البخاري، باحت تربوي