الخميس 28 مارس 2024
سياسة

"تاضا تمغربيت": تدبير شؤون اليهود المغاربة قرار استراتيجي تاريخي

"تاضا تمغربيت": تدبير شؤون اليهود المغاربة قرار استراتيجي تاريخي تكريسا لمكانة الرافد العبري كمكون للثقافة المغربية
اعتبر تكتل تمغربيت للإلتقائيات المواطنة، المعروف اختصارا بتاضا تمغربيت، إعداد منظومة متكاملة لتدبير شؤون اليهود المغاربة، تشمل إلى جانب مجلس وطني للطائفة اليهودية بالمغرب كلا من لجنة اليهود المغاربة بالخارج، ومؤسسة الديانة اليهودية المغربية، قرارا استراتيجيا تاريخيا، سيعطي زخما قويا لما جاء في الوثيقة الدستورية بشأن الهوية والثقافة المغربيتين، مؤكدا اهتمامه الكبير ما صدر عن المجلس الوزاري، المنعقد يوم الأربعاء 13 يوليوز 2022، بخصوص التدابير التي ستعتمد لتدبير شؤون اليهود المغاربة، تبعا للتوجيهات الملكية الرامية إلى ضمان حرية ممارسة الشعائر الدينية لكل المغاربة على اختلاف عقائدهم، وتكريسا لمكانة الرافد العبري كمكون للثقافة المغربية الغنية بتعدد روافدها.
 
وأكد التكتل أن هذه المنظومة ستصل حاضر بلادنا بماضيها، وستنتصر لأزيد من ألفي سنة من الحضور اليهودي بالمغرب، والمتميز أساسا بتجذره في أرض بلادنا، حيث تشير الروايات التاريخية إلى أن جل اليهود المغاربة هم مغاربة أصلا تَهَوَّدُوا ولم يفدوا على المغرب من الخارج ( حاييم الزعفراني، يهود المغرب والأندلس)، وقد ساهموا في تأسيس مراكز تجارية وفكرية مثل أوفران، وماسة وتمنارت، ولعبوا دورا مهما في تعمير مناطق حدودية، مثل توات وتافيلالت ووادي درعة (مصطفى النعيمي، Le Sahara à travers le pays Takna ).
 
وأفاد بيان لتكتل تمغربيت للالتقائيات المواطنة توصلت جريدة "أنفاس بريس" بنسخة منه، أن من شأن هذه المنظومة تثمين مكانة الرافد العبري باعتباره عنصرا من عناصر هويتنا وثقافتنا، كما أنه من شأنها تعزيز الذاكرة الجماعية كمغاربة، وتمكين المغاربة اليهود من لعب دورهم كاملا في الرقي ببلادنا والدفاع عن مصالحها،  كما ينتظر من هذه المنظومة رسملة المجهودات التي قامت بها الدولة في السنوات الأخيرة لصالح المكون العبري، سواء تعلق الأمر بحفظ الذاكرة، وتثمين التراث المادي، واللامادي اليهودي المغربي، نموذج بيت الذاكرة، أو ما تعلق بما تقوم به وزارة التربية الوطنية على مستوى التعريف بالمكون الثقافي العبري في المقررات الدراسية.
 
وأضاف أن تأسيس لجنة لليهود المغاربة بالخارج من شأنه تعبئة كل اليهود المغاربة في الشتات، للمساهمة، ككل إخوانهم المغاربة في المهجر، في المجهود التنموي ببلادنا، والدفاع عن القضايا الحيوية لأمتنا، كما كان عليه الأمر إبان النضال من اجل استقلال بلادنا، حيث لعب اليهود المغاربة دورا مهما داخل الحركة الوطنية، كما أنه من شأنه المساهمة، أيضا، في تمثين أواصر العلاقة بين أجيال اليهود المغاربة التي رأت النور في المهجر وبلدهم المغرب.
 
وشدد على أن إحداث هذه المنظومة يجب أن يواكبه عمل تواصلي يؤكد فيه على أن مكونات هويتنا، وثقافتنا ليست جزرا مستقلة عن بعضها البعض، بل تربط بينها جسور مثينة تسمح بالتأثير والتأثر، دون ان تفقد كل واحدة منها خصوصياتها ومميزاتها؛ عمل تواصلي يضع الأصبع على فرادة النموذج الهوياتي المغربي وعلى نجاح المغاربة في تحصين هويتهم الجامعة "تمغربيت".