الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد الوهاب الدبيش: نداء التاريخ..

عبد الوهاب الدبيش: نداء التاريخ.. عبد الوهاب الدبيش
إستفزني سماع شهادة أحمد بن بلة في برنامج شهادة على العصر الذي  ينتجه الصحفي الإخواني أحمد منصور كما إستفزني قبل ذلك ما سمعته من عبد الحميد مهري في نفس البرنامج من شهادته على العصر.. 
كلا الشهادتين تزوران التاريخ وتتجاهلان الإتفاق الذي أبرمه فرحات عباس رئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة التي إلتزم فيه بصفته تلك أن الجزائر تلتزم بإنهاء الخلاف الحدودي مع المغرب بإعادة تندوف وبشار إلى المملكة المغربية حالما إستقلت الجزائر عن الإستعمار الفرنسي..
لكن بدا أن الجزائريين أو جبهة التحرير على الأصح تنصلت من هذا الإلتزام حتى  قبل الإستقلال!؟ فقد جاء عبد الحميد مهري إلى  طنجة سنة 1958 في مؤتمر الاحزاب الثلاثة وتجاهل كلية الإتفاق المبرم مع فرحات عباس بل إنه إلتزم صمتا طويلا حيال هذه القضية حتى لايغضب  إخوته في المغرب كذا كما جاء على لسانه في شهادته ...
بن بلة كان أكثر وضوحا في تصريحاته إذ ذكر ان الجزائر دفعت مؤتمر الوحدة الإفريقية إلى إلزام أعضاءها بحدودها المعروفة بعد خروج الإستعمار وتجاهل كلية الحقوق التاريخية للدول في أراضيها المغتصبة  أثناء الإحتلال!؟ أي بشكل آخر أضحت الحكومات المستقلة عراب الإحتلال حتى لا تسترجع الدول التي إقتضمت أراضيها من طرف  نفس البلد المحتل كما هو الحال مع المغرب والجزائر التي ضمت اليها فرنسا اراضي مغربية شاسعة تقدر باكثر من سبعمئة ألف كم مربع. 
الجزائر نجحت في مسعاها آنئذ بدعم من عبد الناصر كما دعمها في حربها ضد المغرب في اكتوبر من سنة 1963.. وهذه الفكرة المغلوطة أي الأراضي الموروثة عن الإستعمار شاهدت تصريحا لرمطان لعمامرة يعيده على مسامعنا بعد  أن إستفزته فقرة أو بندا في الدستور المغربي التي تنص على  الحدود الحقة للمملكة،  أي الحدود التاريخية التي لا يروق لحكام قصر المرادية أن يسمعوه وحين يذكرهم اسيادهم  المغاربة به يصيبهم السعار والجنون والحمق فيبدأون هلوساتهم بما يقيد أن الحدودالمعترف بها هي حدود الدول او الحدود التي يجب أن تكون!! 
لا يا سي لعمامرة ولا يا من كنا بالأمس نكافح معهم نفس المحتل ان الحدود التاريخية هي التي يجب أن تكون لأن الحدود ليست رسوما خرائطية، إنها حدود رسمها التاريخ وتطور المجال وتطور المجتمع وإهتمام القبائل وعلاقتها بالمجال، أما ما نسمعه منكم فليس قرآنا منزلا لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه..
أنا مسرور لأن المغاربة بدأوا في نشر خريطة الجزائر والوثائق الفرنسية التي تعرف بجغرافية هذا الجار البئيس، إنها لم تكن تتعدى أكثر من خمسمئة الف كم مربع!! فمن أين جاءت هذه الدولة الحالية التي يتباهى علينا مواطنوها ومسؤولوها بأنها قارة وعظيمة والجزائر القوة او "اللقوة"!؟ 
إنها نتيجة حتمية للتوسع الفرنسي الذي دام زهاء أكثر من تسعين عاما من1880 والى غاية 1934 تاريخ إحتلال تندوف..
إن مطلب إعادة رسم الخريطةُ بناء على الحتمية التاريخية يجب أن يكون ملف الدولة ،وعلى المغرب أن يعيد فتح الملف على مستوى الإتحاد الإفريقي الذي لا يمكن أن يسمح بما فعله المستعمر بالمجال الإفريقي الذي وزعه إلى آكثر من خمسين دولة رغبة من أوروبا الإستعمارية  في وضع اليد وإدامة الهيمنة على موارد القارة وبعد ذلك التحالف مع الدول الافريقية المتضررة في هدا الملف من الضغط على الأمم المتحدة لإعادة رسم الخريطة والخرائط بناءا على المعطيات التاريخية الحقيقية وليس على رسومات المحتل!!؟