الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

جمال العسري: الإحتلال يبقى إحتلالا ... سواء كان برتغاليا ... أو همجيا!!

جمال العسري: الإحتلال يبقى إحتلالا ... سواء كان برتغاليا ... أو همجيا!! جمال العسري
هذه نقط التشابه بين الإحتلال البرتغالي للسواحل المغربية خلال القرنين 15 و 16 ... والإحتلال الهمجي خلال القرن 21 ...
وبعد أن أوقفت الزوايا الإحتلال البرتغالي ... من يوقف الإحتلال الهمجي؟ ...

الدارس للتاريخ المغربي يقف عند محطة أساسية عرفها المغرب خلال القرنين 15 و 16 الميلاديين ... وهي محطة الإحتلال البرتغالي للسواحل المغربية ... مع ضعف الحكم الوطاسي،  واليوم ... ونحن ندخل القرن 21 نعيش إحتلالا آخر للسواحل المغربية ... 
إحتلال من قبل " همجيين " أو " فوضويين " أو " خارجين على القانون " ... يحتلون بالقوة الشواطئ المغربية ... ويفرضون قانونهم على الأسر المغربية ...
 
والدارس للتاريخ المغربي ... أو على الأقل الدارس لعصر الإحتلال البرتغالي للسواحل المغربية سيجد نقط تشابه كثيرة بين ما وقع بين القرنيين 15 و 16 الميلاديين و القرن 21 ... نقط تشابه بين الإحتلالين: الإحتلال البرتغالي والإحتلال الهمجي ... 
نهج الإحتلال البرتغالي في أول الأمر سياسة الحديد والنار ... وهو الأسلوب الذي فرضه في البداية "الخارجون عن القانون" حيث فرضوا إحتلالهم للشواطئ بالقوة و بالعنف ... وباللجوء للسيوف والخناجر ... وقمع كل من واجههم من المواطنين ... أمام سمع وبصر السلطات التي لم تعط أية أهمية للموضوع في المرحلة الثانية لجأ الإحتلال البرتغالي إلى سياسة فرق تسد ... من خلال إبرام إتفاقيات وتحالفات مع الزعماء المحليين من أجل تسهيل عملية الإحتلال ... وهي نفس السياسة التي لجأ لها "الهمجيون" أو " الخارجون على القانون" حيث عقدوا إتفاقيات مع النافذين ... ومع المنتخبين الفاسدين ... ومع بعض رجالات السلطة ... لإغماض العين ... وتسهيل عملية إحتلال الشواطئ ..لم يكتف الإحتلال البرتغالي بتأسيس مراكز على السواحل المغربية ... بل لجأ إلى إستغلال خيرات البلاد ... مما نتج عنه إضرار باقتصاد الوطن وبأغلبية المواطنين ... ونفس الشيء بالنسبة للهمجيين ... حيث لم يكتفوا باحتلال الشواطئ بكراسيهم و طاولاتهم ومظلاتهم ... بل عمدوا إلى إقامة أنشطة إقتصادية - مطاعم وغيرها - وفرض أثمنة خيالية على المواطنين ... مما نتج عنه منافع لهم ومنافع للمتعاونين معهم والموفرين لهم الحماية... وألحق أضرارا بالمواطن البسيط المحروم من شاطئه: ماؤه ورماله وشمسه ...إبان الإحتلال البرتغالي للسواحل المغربية... وبعد ما لحق من أضرار بالمواطن المغربي ... ومع عجز الدولة الوطاسية على مواجهة هذا الإحتلال ... لم يكن من بد للشعب للجوء إلى المقاومة والجهاد لطرد المحتل ... وإسترجاع السواحل ... واليوم و أمام تقاعس السلطة ... وإغماض عينيها على الإحتلال الذي تعيشه الشواطئ المغربية ... هل ننتظر انتفاضة للمواطنات والمواطنين لتحرير شواطئهم ... وتحرير الشاطئ العمومي من محتليه ؟؟؟.

أدخل إحتلال البرتغال للسواحل المغربية ...المغرب في أزمات سياسية وإقتصادية وإجتماعية ... أزمات كان المواطن البسيط ضحيته الأولى ... وهذا ما دفعه إلى الإنخراط بحماس منقطع النظير للجهاد ضد المحتل ... واليوم يمكن القول أن الطبقة المتوسطة ومعها الطبقة الفقيرة ... هي الأشد تضررا من إحتلال الشواطئ المغربية ... فهل ستقبل بالوقوف إلى الأبد موقف المتفرج أمام  إمتداد "إحتلال الشواطئ" ... وأمام تمادي "المحتلين" في فرض قانونهم ... وإتاواتهم و ضرائبهم ... المباشرة وغير المباشرة ؟؟؟.

الإحتلال البرتغالي ..كبرت شهيته وأطماعه بعد إحتلاله  لمدينتي سبتة وطنجة ... وكبرت أطماعهم لإحتلال باقي المناطق المغربية الداخلية ... والخارجون على القانون ... لم يكتفوا باحتلال الشواطئ المغربية ... بل إمتدت أطماعهم لاحتلال مواقف السيارات سواء المجاورة للشواطئ أو البعيدة عنها ... بل أصبحوا يتطلعون  إلى كل شوارع الوطن - أصحاب جيليات الصوفر - فارضين قانونهم الخاص ...على كل حال المقارنة تطول بين الإحتلال البرتغالي للسواحل المغربية .... واحتلال الشواطئ المغربية من قبل " الخارجين على القانون " ... ونقط التشابه عديدة و متعددة ... وحتى لا يقع ما وقع ... نسائل الدولة ومسؤوليها ... إلى متى ستستمر في سياسة إغماض العين ... وسياسة اللامبالاة ؟؟ إلى متى سيترك المواطن البسيط أمام مصيره في مواجهة البلطجية ؟؟ إلى متى سيدوم إحتلال الشواطئ والساحات والشوارع ؟؟.
 
جمال العسري/ عضو المكتب السياسي للحزب الإشتراكي الموحد