السبت 20 إبريل 2024
سياسة

توفيق الغلبزوري يضع خطبة الأضحى بتطوان في ميزان حسابات الأصولية

توفيق الغلبزوري يضع خطبة الأضحى بتطوان في ميزان حسابات الأصولية توفيق الغلبزوري
عاد لصلاة عيد الأضحى بتطوان، رئيس المجلس العلمي بالمضيق، توفيق الغلبزوري، بعد أن أناب عنه في صلاة عيد الفطر، عضو المجلس العلمي بتطوان ، محمد اغبالوا، الذي كانت صلاته بطعم وهابي، كما وقفنا على ذلك في إبانه.
عاد الغلبزوري، وبشحنة زائدة في سباق مسافات الزحف الأصولي. فإلى جانب صلاته خارج أدبيات الفقة المالكي، افتقدت خطبته وحدة الموضوع، حيث انزلق إلى متاهة  الرد على خصومه، ممن يعتبرهم ينهجون إزاءه الكذب،والبهتان، والغيبة، والنميمة، والإشاعة،والمكيدة. كما دعا إلى التكتل والوحدة، لمواجهة "تيارات المحن، ما ظهر منها وما بطن"، والحذر منها، في إشارة إلى الجهات التي تخوض مؤخرا في نقاشات الإرث. وأكيد أن معجم هذا الانزلاق، لا تقتضيه مناسبة العيد ولا غيرها.
 
وكان أهالي تطوان، يترقبون تصحيح وضعية خطيب العيدين، وفق التقاليد المرعية في المدن التاريخية،حيث يتولى خطيب المسجد الأعظم خطبة العيدين. وبهذا الاعتبار كان المرحوم إسماعيل الخطيب، خطيب العيدين بتطوان. فحصلت بعد ذلك "صفقة" بين عبد الغفور الناصر، رئيس المجلس العلمي السابق لتطوان، وتوفيق الغلبزوري، رئيس المجلس العلمي بالمضيق، أصبح بموجبها الأول خطيبا للعيدين بالمضيق. وأصبح الثاني خطيبا للعيدين بتطوان، وهو لا علاقة له بتطوان كخطيب، إذ هو خطيب مسجد محمد الخامس(سبعة رجال) بالفنيدق.
 
 لقد كان يتطلب تصحيح هذه الوضعية الشاذة في تطوان، أن يتولى خطيب الجامع الكبير، محمد الشنتوف، الرئيس الحالي للمجلس العلمي بتطوان، خطبة  العيدين. لكن فقدان "الكاريزما" ،جعل بصمة  الغلبزوري، واضحة حتى في تسيير أمور المجلس العلمي بتطوان.
 
لكن بما أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، في غياب التفاعل الإيجابي لمؤسسات الحقل الديني في تطوان، سواء تعلق الأمر بالمجلس العلمي، أو مندوبية الشؤون الإسلامية، مع انتظارات الرأي العام المحلي، فإنه يستحسن الالتفات للإدارة الترابية كشريك أساسي في التحضير المادي والأدبي لصلاة العيدين، بالإضافة إلى منطق العلاقات المؤسساتية، لضخ مزيد  من منسوب اليقظة المفترضة في حواس الدولة.
 
فهل يعقل أن يحضر عامل الإقليم  صلاة العيد، بإمامة رئيس مجلس علمي لعمالة أخرى، كانت تابعة فيما مضى لتطوان؟وهل من المعقول أن يقوم الخطيب في موقع حضوره، وفي موقع مناسبة العيد،بتصريف صراعاته الشخصية والإديولوجية؟وهل تطوان عقيمة في منتوجها الديني، لدرجة استيراد خطيب العيد لها من الفنيدق؟ 
ومن جهة أخرى، هل يقبل عامل المضيق أن يحضر صلاة العيدين بروتوكوليا، بدون حضور رئيس المجلس العلمي بالمضيق؟
 
ما حصل يحيل في  التحليل، على واقع لا يبعث على الإطمئنان، في باب الوظيفة المفترضة لهيكلة الحقل الديني، فهل من مذكر؟!